خلال زيارتها الميدانية إلى ولاية سوق أهراس، دعت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي إلى ضرورة إدماج الشباب ومنحه فرصا من أجل استحداث مؤسسات مصغرة في مجال تسيير النفايات ورسكلتها وتدويرها. هذا على هامش تفقدها المفرغة العمومية المراقبة لما بين البلديات، الواقعة بعين حلوة ببلدية بئر بوحوش، بأن هذا المجال الذي تولي له الدولة أهمية كبيرة يستوجب من جميع الشركاء العمل الجاد ميدانيا قصد إتاحة الفرصة للنهوض بالقطاع البيئي مستقبلا.
بعدما أشارت إلى أهمية إشراك الشباب في عملية تدوير وجمع النفايات ورسكلتها، أكدت الوزيرة أهمية الإندماج في رؤية مستقبلية للتكفل بالنفايات ليس فقط في البحث عن خنادق أخرى أو مراكز للردم التقني التي تقف في بعض الأحيان، عاجزة عن التكفل بالنفايات بطريقة اقتصادية.
أشارت الوزيرة إلى أن الحديث عن تصنيع النفايات يقود حتما للحديث عن كيفية الدفع بالنفايات، لأن تكون لها قيمة اقتصادية، موضحة بأن دائرتها الوزارية تعمل في إطار النموذج الاقتصادي الجديد على تشجيع كل المشاريع والمؤسسات المصغرة الخاصة بالاسترجاع والرسكلة.
أفادت الوزيرة بأن إستراتيجية التسيير المدمج للنفايات تعتمد على تشجيع الاستثمار ورسكلة معظم النفايات التي تقدر حاليا بـ13 مليون طن يوميا منها 1،6 مليون طن قابلة للاسترجاع في الوقت الذي تبقى فيه نسبة الرسكلة والتدوير الحقيقية حاليا لا تتعدى نسبة 7٪ وطنيا.
بعدها اطلعت الوزيرة على مشروع المنتزه الحضري الواقع بالطريق الوطني رقم 16 بعاصمة الولاية والمتربع على 11 هكتارا وهو المنتزه الذي يضم غابة حضرية وبحيرة اصطناعية وشلالات ومساحات مغروسة بمختلف أنواع الأشجار التي ستكون بحسب الشروح المقدمة مخبرا مفتوحا على الهواء الطلق للتعرف على التنوع البيولوجي بالمنطقة ويصبح منتجعا وفضاءً للراحة والاستجمام للعائلات السوقهراسية.
أوضحت الوزيرة، خلال زيارتها لمركز الردم التقني للنفايات المنزلية، المتواجد بـ «حمة لولو»، بمدينة سوق أهراس، وذلك في إطار زيارة عمل و تفقد إلى هذه الولاية، بأن ذلك يتجسد كذلك بالشراكة مع الشباب ومنحهم فرص لاستحداث مؤسسات مصغرة في مجال تدوير ورسكلة النفايات ومرافقتهم لاستحداث مثل هذه المؤسسات المصغرة.
دعت زرواطي بعين المكان القائمين على هذا المركز الذي دخل حيز الخدمة مطلع جويلية 2010 إلى ضرورة تزويده بوسائل تتماشى وطاقاته ووعدت بدعم هذا المركز ماليا لاقتناء المعدات اللازمة. علاوة على ذلك دعت الوزيرة إلى ضرورة جمع نفايات المؤسسات الخاصة لا سيما المداجن والصيدليات والمستشفيات من أجل خلق موارد مالية للمركز.