طباعة هذه الصفحة

بولنوار رئيس الجمعية الوطنية للتجار لـ«الشعب»:

ملف الخبازين على طاولة الوزارة الأولى

فضيلة بودريش

3000 مخبزة اختفت خلال 5 سنوات الماضية

كشف الحاج الطاهر بولنوار رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين أن ملف الخبازين الذي يتضمن أرضية من المطالب المهنية، يتواجد على مستوى الوزارة الأولى بعد أن تم إيداعه في  وزارة التجارة، مؤكدا ضبط مختلف المطالب، أبرزها إعادة النظر في هوامش ربح الخبازين، السبب الأول حسب تقدير بولنوار الذي  دفع خلال الخمس سنوات الأخيرة إلى غلق 3000 مخبزة أبوابها وتوقيف نشاطها.
قال بولنوار الحاج الطاهر في تصريح خص به «الشعب»، أن ما لا يقل عن 20 ألف خباز يترقبون في الوقت الحالي الرد على مطالبهم المهنية، مشيرا في سياق متصل إلى أن  انشغالهم الجوهري يكمن في ضمان هامش ربح قانوني للخباز، وإذا كانت نسبة هامش الربح في حدود  20 بالمائة فإن قيمة هامش الربح ستناهز 2 دنارين في الخبزة الواحدة. ويرى  بولنوار أنه حان الوقت لتغيير طريقة الدعم الحالية، مقترحا أن يوجه الدعم للمستهلكين بشكل مباشر، في ظل ما وصفه بوجود بعض السلبيات لدعم بعض المواد الغذائية، بما فيها الفرينة والدقيق وكذا مادة الحليب، على اعتبار أنها تشجع على تهريبها، إلى جانب أن الدعم المباشر لبعض المنتجات يشجع في الكثير من الأحيان تحويلها لغير أغراضها، مثل الفرينة التي تحول إلى مصانع الحلويات، ويعتقد بولنوار أن الوقت بات مناسبا من أجل تحرير الدعم بشكل تدريجي، ودافع بولنوار عن مقترحه حيث أكد أنه  دعم مادة الفرينة يتسبب في تبذير ما يتراوح ما بين 3 ملايين و4 ملايين خبزة، يتم رميها يوميا من طرف الجزائريين وقد تصل قيمتها إلى 3ملايير سنتيم يوميا.
ورافع بولنوار كثيرا عن خيار إعادة النظر في الدعم والسير من أجل تحويله إلى المستهلك بطريقة مباشرة، حتى يتم القضاء على التبذير والتهريب مرة واحدة و على حد سواء، معتبرا بالموازاة مع ذلك أن الخبز الأبيض الذي يصنع من مادة الفرينة، يعد أسوأ أنواع الخبز، كونه يفتقد للقيمة الغذائية المقبولة مقارنة بمختلف أنواع الخبز الأخرى، وعلى خلفية أن العديد من الدول بدأت تتخلى عنه مثل الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية أخرى.
وبخصوص الملف الذي يتضمن مطالب الخبازين، قال رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفين، أنه أودع على مستوى وزارة التجارة في البداية، وتم على مستواها ضبط مختلف المطالب، ورفع بعد ذلك إلى الوزارة الأولى ليحسم فيه، علما أن الخبازين تمحور مطلبهم الجوهري حول ضمان هامش ربح مقبول يجنبهم أي خسارة، وبالتالي لا يطالبون برفع أسعار الخبز.
والجدير بالإشارة أنه خلال الخمس سنوات الأخيرة توقفت نحو 3000 مخبزة عن نشاطها، وتسرب من هذه الحرفة الآلاف من الخبازين الذين غيروا من نشاطهم، ويتردد أن الظاهرة مرشحة للارتفاع لو بقي نفس الوضع على حاله.
وفي رده على سؤال يتعلق بالمنافسة التي يفرضها في الوقت الحالي الخبز التقليدي على الخبازين، ذكر بولنوار أن المخابز لو تتطور بعد إعادة النظر في هامش ربحها، فإنه سيتسنى لها عرض منتجات الخبز التقليدي الجزائري إلى جانب الخبز العادي وبالتالي تنويع منتجاتها.
يذكر أن أرضية مطالب الخبازين التي تتواجد على مستوى الحكومة، أسفرت عنها دراسات ميدانية قامت بها مديريات التجارة المتواجدة عبر كامل التراب الوطني منذ بداية عام 2018، وجاء ذلك عن طريق التنسيق مع ممثلي الخبازين من جهة ومن جهة أخرى مع ممثلي جمعيات حماية المستهلك، وقدر بولنوار أن سعر الخبزة الواحدة يناهز 11 دينار وليس 10 دنانير ، لأنه من المفروض أن السعر الرسمي للخبز 7.5 دينار لكن تباع ب 10 دنانير، وبسبب الخسارة التي يتكبدها الخباز، أشار بولنوار أنه يلجأ إلى بدائل أخرى مثل تحضير الخبز المحسن وبعض الحلويات مثل «الكرواسون» لتغطية أي عجز تواجهه المخبزة.