طباعة هذه الصفحة

مجلة «ألجيري إينيرجي» في عدد جديد

تحدي تنويع الاقتصاد والتخلص من التبعية للمحروقات

سعيد بن عياد

 

 أبرزت مجلة «ألجيري إينيرجي» (الجزائر طاقة) في افتتاحية عددها رقم 11 الأثر الحاسم لاتفاق الجزائر لدول «أوبيب» المتعلق بخفض الإنتاج المقرر في اجتماع المنظمة بالجزائر في 28 سبتمبر 2016، تحسبا لمواجهة تداعيات انهيار أسعار البترول بفعل الصدمة التي تعرضت لها السوق النفطية خلال الفترة 2014 الى 2016، نتيجة ركود الاقتصاد العالمي وبالتالي تراجع الطلب على الذهب الأسود.

وأشارت المقالة إلى الدور المحوري الذي لعبه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمبادرته بتحريك العمل الدبلوماسي البناء لصياغة هذا الموقف وتجاوز الخلافات لبن أعضاء المنظمة، مما سمح للسوق النفطية بالانتعاش واستعادة حالة الاستقرار في ظل استئناف الاستثمار البترولي، ودعّم هذا التوجّه تماسك اتفاق بلدان «أوبيب» وكبار المنتجين من خارجها تتقدمهم روسيا مما ساعد على تحسن مؤشر أسعار البرميل نحو وضعية توازن تساعد كل الأطراف.
وفي هذا الإطار، انعكست النتائج الايجابية على الاقتصاد الجزائري بحيث بلغت إيرادات صادرات النفط في 2017 مستوى 33,2 مليار دولار بزيادة 19,1٪ عن مداخيل سنة 2016. وكان لهذا المؤشر انعكاس ايجابي على توازن المالية العمومية بحيث بلغت الضرائب المحصلة لفائدة الخزينة العمومية في 2017 مبلغ 2.228 مليار دينار مقابل 1.863 مليار دينار في 2016 أي بزيادة 20٪. وستمر نفس التحسن في السنة الجارية 2018، بعد تسجيل تحسن في المداخيل مع بداية العام، بحيث سجل مجمّع سوناطراك إلى نهاية 2018 رقم أعمال للتصدير بلغ 16 مليار دولار مقابل 14 مليار دولار في نفس الفترة من سنة 2017 أي بزيادة تقدر بنسبة 14,3 بالمائة.
وتحرص الجزائر دون ادخار أي جهد على تعزيز الانسجام بين بلدان منظمة البلدان المصدرة للبترول والبلدان المنتجة من خارجها من خلال تعميق الحوار وديمومة التشاور مع البلدان المستهلكة، مثلما يقوم به وزير الطاقة مصطفى قيتوني على غرار مشاركته في الندوة الدولية الـ7 لمنظمة «أوبيب» من 20 إلى 21 جوان الأخير حيث أكد أهمية عودة الاستقرار وديمومته إلى السوق النفطية، داعيا المنتجين ومتعاملي الصناعة البترولية والمستهلكين إلى الاستفادة النتائج لإعلان التعاون وتأمين انتقال تدريجي من أجل تدعيم السوق نحو وضعية تتسّم بتوازن الأسعار، قبل أن يحذر من هاجس عجز في العرض على المدى المتوسط، مشيرا إلى انه خلال السنوات الأربع الأخيرة تراجع عدد الآبار بأكثر من 40٪ منذ 2014 والاستكشافات المنجزة في العالم لم تتعد النصف مقارنة بالفترة 2010 / 2013.
ويرتقب أن تعزّز الجزائر من هذه الجهود بمناسبة احتضان اجتماع منظمة «أوبيب» في 23 سبتمبر الجاري وفقا لرؤية شاملة تضع المصالح المشتركة لأطراف السوق في صلب النقاش تحسبا لمواجهة تقلبات السوق النفطية التي ترتبط مؤشراتها مباشرة بمستقبل نموالاقتصاد العالمي.
وتضمنت المجلة مواضيع جديرة بالمتابعة تتقدمها رسالة رئيس الجمهورية الصادرة بمناسبة إحياء الذكرى الـ 56 لعيد الاستقلال مسجلا أنه رغم كل ما تحقّق فإن هناك معارك أخرى تنتظر منها معركة تنويع الاقتصاد والتحرّر من التبعية للمحروقات ولعلّ المعركة الكبرى في كل هذا تلك الخاصة بالحفاظ على الاستقلال الوطني وسيادة القرار الجزائري. وبعد أن أشار إلى تقلبات السوق العالمية للنفط وانهيار أسعارها خاصة منذ الثمانينات حاملة أزمة اقتصادية تبعتها أخرى سياسية وأمنية، أبرزت رسالة رئيس الدولة مدى القدرة التي تميز بها الشعب الجزائري في تخطي التداعيات متعددة الجوانب وإعادة البناء، مستمدا القوة من رصيد السلف الذي تعطى المثال الجدير بالاقتداء في الدفاع عن الجزائر وخدمة شعبها بإخلاص وتفان.
ويمكن رصد مساحة واسعة تنقل أخبار قطاع الطاقة بكل فروعه ضمن أركان تحمل مؤشرات إلى جانب ملف يخصّ التحولات الكبرى للنظام الكهربائي الذي يسجل ارتفاعا في حجم الاستهلاك، مؤكدا تحسن وتيرة الأداء الاقتصادي وتهيئة الأرضية لتصبح الجزائر بلدا مصدرا للكهرباء نحو بلدان مجاورة. ويتناول الملف أيضا الإطار التشريعي لقطاع الطاقة وتقدم الاستثمارات على غرار المحطة الكهربائية بشرق ولاية مستغانم التي يتوقع استلامها في 2012.
ومن بين الأخبار التي تميز بها القطاع تعيين وتنصيب في 9 جويلية 2018 مرزاق رمكي محافظا جديدا للطاقة النووية. والندوة الوطنية للفعالية الطاقوية في الجماعات المحلية وخيار إحداث سوق دائمة للفعالية الطاقوية تراهن على الطاقة المتجدّدة. كما نشر ت المجلة حوار آجرته مع رئيس اللجنة المديرة «النفط» ارزقي حسيني علما أن هذه الوكالة تتكفل بتثمين المحروقات وترقية الاستثمارات في مرحلة المنبع وتثمين الأملاك والموارد النفطية. وللإشارة، فإن هذا المنبر الاقتصادي بامتياز لا يمنح للغة العربية مكانتها مما يحرم الكثير من المهتمين من بينهم متعاملين وباحثين بالخصوص من متابعة قطاع الطاقة وتطور مؤشراته.