طباعة هذه الصفحة

أسواق «السوبيرات» قبلة للعائلات

وفرة وتنوّع وممارسات غير نزيهة

فضيلة بودريش

يشهد اليوم النسيج التجاري تطورا كبيرا بفعل تعزيزه بأسواق ومنشآت تجارية ومساحات تسويقية عصرية واسعة،  مزودة بكاميرات وحواسيب تقدم خدمات تجارية متنوعة، يجد فيها المستهلك كل ما يحتاج من مستلزمات يومية، وهذا ما يعكس جانبا إيجابيا ينبغي تثمينه، لكن لا يخفى أنه أحيانا نجد أن التعامل عبر هذه الأسواق يحتاج إلى ترسيخ ممارسات اقتصادية تخضع لقواعد تجارية نزيهة، من شأنها تعزيز الثقة بين الزبون والمركز التجاري، الذي يعد قبلة للأسر من أجل اقتناء ما يحتاجونه من مأكل وملبس، ولعل من شأن هذه القواعد أن تعزز سقف عال من الثقة، وهذا يفرض على الجانبين مسؤوليات كبيرة تتصدرها شفافية الأسعار وتعميق الثقة بين الجانبين.. من أجل تجاوز بعض السلوكيات غير المحبذة التي أحيانا ترتكب في حق الزبون وتصنف ضمن خانة التحايل عليه.

تفضل العديد من العائلات التوجه إلى المراكز التجارية والمساحات التجارية الكبرى بدل الصغيرة، حتى وإن كانت على بعد مسافة كيلومترات عن موقع تواجد مكان إقامتها، بهدف اقتناء ما يحتاجونه من مستلزمات أسبوعية أو شهرية، بالنظر إلى الوفرة والتنوع في مختلف المنتجات وبكميات كبيرة، وأحيانا بأسعار منخفضة بنسب مقبولة تشجع من يقتني كميات كبيرة على الإقبال من أجل توفير مبالغ مالية تسد نفقات أسرية أخرى، لكن للأسف في العديد من الأحيان تسجل سلسلة من التجاوزات سواء على مستوى بعض المراكز التجارية وكذا المساحات التجارية المتوسطة «سوبيرات»، ويمكن القول أنها تجاوزات لا نبالغ إذا وصفناها بالمجحفة يرتكبها التجار في حق الزبائن، سواء من خلال الرفع من السعر الفعلي للمنتوج دون مبرر أو وجه حق، أو اللجوء إلى سلوكيات غير نزيهة مثل الإعلان عن تخفيضات في بعض المنتجات من أجل استقطاب اهتمام وإقبال الزبائن، لكن عندما يتقدم لدفع السعر، يفاجئ بأن المنتوج يباع بسعره الأصلي وليس التخفيضي المعلن عنه.
هذا من جهة ومن جهة أخرى،  نجد بعض التجار في بعض المساحات التجارية المتوسطة، يلجئون لأساليب التحايل بهدف تسويق بعض السلع، وإن كانت هذه الظاهرة تنشر في الأسواق الموازية لدى باعة الخضر والفواكه، حيث يرتبون المنتوج الجيد في الواجهة لجذب وإغراء المستهلك وعندما يقبل على الشراء يمنحونه سلعا غير صالحة للاستهلاك، لذا نجد التاجر في بعض «سوبيرات» يستغفل الزبون الذي يكون منهمك في ترتيب مقتنياته في الأكياس أو لإخراج النقود، فيسرع البائع في إضافة منتوج لم يطلبه إلى قائمة المشتريات، مثل مربى البرتقال أو حفاظات الأطفال أو علبة كبيرة الحجم من الكاكاو أو كيس من مبشور جوز الهندي وما إلى غير ذلك من منتجات، يخاف التاجر أن تنته صلاحيتها من قبل أن يبيعها، وتفاجأ المستهلك لدى وصوله المنزل أنه اقتنى مستلزمات لم يطلبها وليس بحاجة إليها.
هناك من التجار من يشهر أسعارا مكتوبة بوضوح على بعض الكماليات مثل الحلويات، لكن عندما يتقدم الزبون إلى اقتنائها يطلب منه دفع زيادة بنحو 10 أو 20 بالمائة، كون مرحلة التخفيض انتهت، وبالتالي العودة بالعمل إلى الأسعار القديمة، لكن القواعد التجارية المتفق عليها تفرض عليه إعادة تصحيح الأسعار مرة أخرى. غير أن ذلك لا يمنع أن حتى للمواطن أو المستهلك سلوكيات ينبغي تجنبها خاصة في المراكز التجارية الكبرى والتي تضر بالتاجر وبمستهلكين آخرين، فمثلا نجد زبائن يقتنون كمية من المثلجات ويجوبون بها مختلف أجنحة المركز وقبل تسديد السعر لدى بوابة الخروج، يقررون عدم اقتناءها ويرجعونها إلى جهاز التبريد..Ị