طباعة هذه الصفحة

صعوبة توّقع مستقبل السوق

أسعار النفط فوق 59 دولارا للبرميل

فضيلة بودريش

انتعشت أسعار النفط فوق 59 دولارا للبرميل، لكن رغم هذا الارتفاع مازالت موجة من التذبذب المستمر تضغط على معادلة الأسعار في ظل استمرار المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط التي كان يتوقع أن تدفع بمنحى الأسعار إلى مستويات مرتفعة في وقت مازالت النزاعات التجارية بين أكبر اقتصاديين في العالم، ويتعلق الأمر بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين. تسجل كل هذه المؤشرات قبل اجتماع منظمة «أوبك» في الامارات العربية، خلال الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر الداخل.

لا يمكن أن يطلق أي توقعات بشأن ما ستستقر عليه الأسعار في أسواق النفط في الوقت الراهن، حتى في ظل ترقب تراجع في حدة التوتر في النزاع التجاري الأمريكي الصيني، كما أنه يستحيل أن يجزم الخبراء بحتمية نمو الطلب على النفط، الذي من شأنه أن يصحح معادلة الأسعار. علما أن خام القياس العالمي مزيج برنت شهد ارتفاعا طفيفا بنحو 64 سنتا أو ما يعادل نسبة 1.1 بالمائة، حيث وصل إلى 59.28 دولار للبرميل. وبدوره خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط سجل ارتفاعا بحوالي 55 سنتا أو ما يناهز 1 بالمائة  وبلغ 55.42 دولار للبرميل.
إن كان المتفائلون يذهبون إلى الطرح الإيجابي، الذي يعتقد أن الأسعار سوف تواصل منحاها التصاعدي حتى وإن كان بوتيرة بطيئة، مستعينين بمجموعة من البيانات الاقتصادية نشرتها الولايات المتحدة الأمريكية، يغذيها تراجع في حدة التخوف القائم من اشتعال حرب تجارية كبيرة بين أمريكا والصين وتراجع الطلب على الذهب الأسود، ومن بين الضمانات التي يستند إليها المتفائلون تمسك المنتجين في منظمة «أوبك» وشركائها المستقلين، بالعمل بقرار التخفيض الذي يستمر العمل به إلى غاية شهر مارس من العام المقبل، ولعل اجتماع اوبك، خلال الاسبوع الثاني من شهر سبتمبر المقبل، سيكون فرصة لتقييم مساعي التخفيض وتكثيف التنسيق، والعمل على تقديم تقييم دقيق لما تحقق من نتائج. يذكر أن آخر البيانات التي كشفت عنها منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، أكدت أن مستويات إنتاج الدول الأعضاء تراجعت إلى حدود 29.609 مليون برميل يوميا في شهر جويلية الماضي، مقابل مستوى 29.855 مليون برميل يوميا خلال شهر جوان الماضي، ولعل من بين العوامل التي سوف تعمل على الرفع من الأسعار، نذكر تسجيل تراجع نسبي في الإمدادات الأمريكية من النفط الصخري.
الجدير بالإشارة، فإن المحللين في المجال النفطي، يعتقدون أن استمرار المخاطر الجيوسياسية في  منطقة الشرق الأوسط، تعد من العوامل الجوهرية التي تهدد استقرار السوق النفطية، خاصة بالنظر إلى التصاعد المستمر في النزاعات التجارية بين أكبر اقتصاديين في العالم وكانت المخاوف القائمة والمتعددة من الانزلاق إلى ركود اقتصادي كبير في العالم.  ويضاف إلى كل ذلك انخفاض إنتاج إيران من النفط بحوالي47 ألف برميل يوميا أي في حدود 2.213 مليون برميل يوميا، في حين تراجع الإنتاج النفطي في ليبيا وفنزويلا في شهر جويلية الماضي الماضي بحوالي 42 ألف برميل و32 ألف برميل يوميا.