طباعة هذه الصفحة

في انتظار ما ستقرّره «أوبك» في اجتماع سبتمبر

أسعار النفط تواجه تحدي التماسك بسبب تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي

فضيلة بودريش

تشهد السوق النفطية في الوقت الحالي حالة من التذبذب وعدم التماسك بفعل فقدانها لعدة مكاسب، من بينها بطؤ نمو الاقتصاد العالمي المرشح إلى المزيد من التراجع، بسبب الحرب التجارية القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وبعد أن لامس، خلال الأسبوع الماضي، سقف 60 دولارا لأول مرة خلال الصائفة الجارية، عاود الانخفاض إلى حدود 58 دولارا أمام ترقب حذر من المنتجين والمستثمرين.. فما هي القرارات والحلول التي ستتخذها دول «أوبك» خلال اجتماعها المقرر، خلال الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر الداخل؟

 انخفضت، أمس، أسعار النفط، في حين تراجع الخام الأمريكي لأقل مستوى له منذ أكثر من أسبوعين، في ظل تصاعد التوتر التجاري بين أمريكا والصين، بفعل الحرب التجارية المشتعلة بينهما، وهذا ما أثر بشكل مباشر على الأسعار، مقللا من سقف الثقة في إمكانية تصاعد نمو الاقتصاد العالمي. وبالموازاة مع ذلك تراجع خام القياس العالمي برنت بحوالي 54 سنتا أو ما يعادل نسبة 0.9 بالمائة حيث استقر عند 58.80 دولارا للبرميل. أما الخام الأمريكي تراجع بما يناهز 59 سنتا، أي ما يعادل نسبة 1.1 بالمائة ووصل إلى 53.58 دولارا للبرميل، علما أنه كان قد تراجع في السابق إلى مستوى 52.96 دولارا، ويعد أقل سعر له منذ يوم 9 أوت الجاري. والجدير بالإشارة أن مخاوف التباطؤ الاقتصادي تتزايد من أسبوع لآخر، بسبب تصاعد التوترات التجارية بين أمريكا والصين. على اعتبار أنه خلال الأسبوع الماضي أعلنت الصين بأنها قررت فرض رسوم إضافية تتراوح قيمتها بين 5 و 10 بالمائة على نحو 5 منتجات أمريكية، وتشمل كل من النفط الخام ومنتجات زراعية، على غرار الفول الصويا والطائرات الصغيرة. من جهتها الولايات المتحدة الأمريكية، طلبت من الشركات الأمريكية إيجاد سبل أخرى بهدف غلق أنشطتها في الصين وتصنيع المنتجات في أمريكا.
لم تتعاف أسعار النفط إلى مستوى يتطلع إليه المنتجون، بما فيهم أعضاء منظمة «أوبك»، الذين سيجتمعون خلال الشهر المقبل لبحث حلول فعلية، برغم إقدام شركات الطاقة الأمريكية  بتقليص حجم منصات الحفر بأكبر وتيرة، خلال الأربعة أشهر الأخيرة، وكان من الطبيعي أن يتراجع عدد الحفارات لأقل مستوى،  منذ مطلع عام 2018، مع تراجع إنفاق المنتجين على عمليات حفر جديدة، وكذا استكمال أنشطة حفر، بفعل ضبابية استقرار السوق النفطية.