طباعة هذه الصفحة

«الشعب» ترصد انطلاق الصيرفة الإسلامية

تعطــش الزبائن لمعرفـة نوعية الخدمات المتوّفرة

استطلاع: فضيلة بودريش

أخيرا تنوعت خيارات الجزائريين، لأنه أصبح بإمكانهم التوجه نحو اختيار خدمات المالية الإسلامية التي صارت متوفرة، بعد إعطاء الضوء الأخضر لدخولها حيز السريان، عبر وكالات البنك الوطني الجزائري، وفي ظل تعطش الكثير من الزبائن لمعرفة نوعية الخدمات المتوفرة، لتحقيق أحلامهم وتجسيد مشاريعهم على تنوعها، الجميع انجذب بعد تردد خلوها من الشبهة الربوية، لمعرفة شروط الاستفادة من هذه القروض ونطاق مجالات الخدمات المتوفرة.. تابعت «الشعب» العملية مع انطلاقها في اليوم الأول.
اهتمام كبير وسط المواطنين بخدمات الصيرفة الإسلامية، وقفت عليه «الشعب» بالوكالة النموذجية للبنك الوطني الجزائري الكائنة بشارع ديدوش مراد بالعاصمة، وفي ظل التهافت المعتبر للاستفسار عن خطوات الاستفادة من قروض وخدمات مالية من طرف الزبائن، سجلنا استحسانا وكما هائلا من الأسئلة وتعطش مختلف الشرائح لمعرفة العديد من التفاصيل، بهدف اقتناء سيارة أو منزل أو تجهيزات مختلفة، وإلى جانب التطلع للاستثمار في مشاريع صغيرة تكون مصدر رزقهم.

 طابور .. للحصول على المعلومة

البداية كانت من وكالة «شيغي فارا»; بالعاصمة التابعة للبنك الوطني الجزائري، وبعد السؤال عن الشباك المختص بالصيرفة الإسلامية، تم إخبارنا أنها مازالت لم تنطلق بعد على مستواهم، لأن بداية استقبال الزبائن يتطلب فهما كاملا وإطلاعا دقيقا بالعملية التي مازالت جديدة بالنسبة إليهم، وينبغي التحكم أولا في تفاصيلها، ولم يخفوا أنه خلال الأيام القليلة المقبلة، ستدخل هذه الخدمات حيز السريان. أما في وكالة نفس البنك المتواجد مقرها بالبريد المركزي، فقدموا لنا نفس الصورة، وتم توجيهنا إلى الوكالة النموذجية لهذا البنك بشارع ديدوش مراد، وبالاقتراب من الوكالة، تفاجئنا بطابور مزدحم بالمواطنين من مختلف الأعمار، نساء ورجال، شباب وكهول وأحيانا أخرى يسجل بعض التدافع من أجل التقرب من الموظفين للحصول على المعلومة، التي مازالت غير واضحة.. هل فعلا خالية من المعاملات الربوية؟... ماهي شروط اقتناء سيارة ومنزل؟..أرغب في فتح ورشة خياطة بقرض غير ربوي؟.. كلها كانت انشغالات المواطنين، اقتربت «الشعب» منهم ورصدت انطباعات من كانوا يتأهبون لمغادرة الوكالة البنكية.

«عائق الراتب حرمني من امتلاك منزل»

اعتبر حسن خلافي 40 سنة أن حلم كل جزائري أن يمتلك سكنا يأوي أسرته حتى ولو كان بحجم صغير، لكنه تأسف أن رواتب العديد من الجزائريين منخفضة ولا تصل إلى 40 ألف، في إشارة إلى الطبقة المتوسطة التي يتراوح أجرها بين 25 و35 ألف دينار، ويوجد العديد منهم في قطاعي الصحة والتعليم والوظيف العمومي والبعض الآخر في القطاع الاقتصادي الخاص، تركنا حسن ممتعضا يطارد حلمه لأن راتبه لا يتعدى 35 ألف دينار ورب أسرة وأب لطفلة. وكأن الخدمات المصرفية الإسلامية لن تكون في متناول شريحة من المواطنين.
بينما محمد أمين سلماتي 47 سنة، متزوج و أب لطفلين قال أنه حضر مباشرة بعد الإعلان الرسمي عن انطلاق مشروع الخدمات المالية الإسلامية، ووصفها بالمهمة، كونها تفك ضائقة الجزائري في اقتناء وامتلاك سيارة أو شقة أو إنشاء مشروع استثماري، وتمنى لو أن مشروع الخدمات المالية الإسلامية، يطبق مائة بالمائة في أقرب وقت ممكن، لأنه بحسب تقديره مازال في بدايته حيث تم الانطلاق على مستوى هذه الوكالة باستقبال الزبائن وتزويدهم بمختلف المعطيات، وذكر محمد في سياق متصل، إن مدير الوكالة أخبرهم أن قروض السيارات متوقفة في انتظار عودة الوكالاء الى نشاطاتهم وهناك قروض التجهيزات للمشاريع، وهناك قروض للسكنات، وهناك قروض لتمويل المشاريع.

 الأفكار حاضرة والتمويل غائب

سمير سعدون يؤكد: «حضرت من أجل اقتناء سيارة والاستفسار لشقيقي ليقتني شقة ومعرفة الشروط بدقة، من أجل التحضير لذلك في الأيام المقبلة، ويدهشك هذا الشاب الذي لا يتجاوز سنه 30 عاما، لأنه يعتقد أن المالية الإسلامية التي وصفها بالإضافة المهمة التي تبعدهم عن التعاملات المالية التقليدية، ستحقق أحلام العديد من الجزائريين وتجسد مشاريعهم المتوقفة بسبب غياب التمويل».
وجاءت السيدة «حياة تاواوشت» 52 سنة إلى نفس الوكالة بخطى تمتزج بروح الأمل، وأكدت قائلة: «..جئت للاستفسار بهدف إنشاء ورشة خياطة بمنزلي، لتكون مصدر رزقي، علما أنني واجهت صعوبات عديدة للحصول على قرض في إطار وكالة «أنجام»، كنت في كل مرة أعود خالية الوفاض بعد وعود اتضحت أنها وهمية، لأنهم لم يمنحوني القرض.. لدي العديد من أفكار ومشاريع، لكن لا يوجد من يموّلني، لما سمعت في التلفزيون حضرت.. ليس لدينا واسطة لذا مازالت مشاريعنا حبر على ورق..»
في حين يوسف ملياني شاب إطار يبلغ من العمر 35 عاما، مهتم باقتناء منزل وسأل عن طريقة طلب قرض في هذا الإطار، وأخبر بضرورة العثور على مقاول ويحضر له عقد أولي يودع على مستوى البنك لدراسته مع ضرورة أن لا يقل الراتب عن 40 ألف دينار.

« لم تخصص قروض لشراء قطع أرضية»

ومن جهتها، ريم شرفاوي، تبدو في نهاية عقدها الثالث أكدت أنها تتحدث مع مسؤول  في البنك وأجاب عن أسئلتها حول خطوات
الاستفادة من قرض لاقتناء منزل، لكن بالنسبة للسيارات ذكرت أن قروضها متوقفة أي إلى غاية عودة نشاط الوكلاء والاستيراد ويشترط في أي عملية إحضار كشف الراتب و30 مليون سنتيم كحصة أولية للحصول على قرض السيارة، نفس الأمر بالنسبة للشقة أي حصة مالية وكشف راتب يتوافق مع الشروط المطلوبة لكن لا توجد عروض بالنسبة لقطع أرضية، وخلصت ريم إلى القول أنها خدمات مهمة ويكفيهم أنها لا تحمل أي شبهات وبعد إن كانت مهتمة باقتناء قطعة أرض تركز لاحقا على مشروع شراء سيارة.

      شروط الاستفادة...

الجدير بالإشارة، فإنه يشترط أن يكون سن الزبون المقدم على قروض الصيرفة الإسلامية أقل من 70 سنة والراتب الشهري ثابتا ومنتظما ويساوي أو يفوق 40 ألف دينار، وعلى سبيل المثال يقتني البنك السيارة من الوكيل ويقوم بعد ذلك ببيعها بهامش ربح يكون متفقا عليه
مسبقا، علما أن سعر البيع يكون موزعا على فترة تتراوح
من 2 إلى 5 سنوات مع  ضرورة دفع الزبون أقساطا شهرية ثابتة، ويؤكد أنه منتوج معتمد يتطابق مع مبادئ الشريعة الاسلامية وبهامش ربح تنافسي وبتمويل يمكن أن يصل إلى 86 ٪ من سعر بيع المركبة.
يذكر أن وكالة ديدوش مراد للبنك الوطني الجزائري، ستعرض على زبائنها خدمات مصرفية بصيغة الصيرفة الإسلامية تضم كل من حساب الصك الإسلامي والحساب الجاري الإسلامي وحساب الادخار الإسلامي وإلى جانب كل من حساب الادخار الإسلامي «الشباب» وحساب الاستثمار الإسلامي غير المقيد والمرابحة للعقارية والمرابحة للتجهيز والمرابحة للسيارات والإجارة. وكان البنك الوطني قد تلقى اعتماد بنك الجزائر وكذا شهادة المطابقة الشرعية للهيئة الشرعية الوطنية للإفتاء للصناعة المالية الإسلامية.