طباعة هذه الصفحة

تذبذب ونقص في التّموين بمادة الخبز

قلّة الطّلب أجبرت الخبّازين على تقليص نشاطهم

فضيلة ــ ب

 تشهد هذه الأيام العديد من الأحياء الشعبية العاصمية نقصا وتذبذبا في التموين والتزود بمادة الخبز منذ عيد الفطر المبارك، فلا يمكنك على حد تأكيدهم ضمان اقتناء الخبز إذا لم تحرص في الساعات المبكرة على التوجه نحو المخبزة، حيث انتشرت موجة من الاستياء والتعجب وسط المواطنين بسبب قلة الوفرة في مادة أساسية للمستهلك، فهناك من يعتقد أن إقدام العديد من الخبازين على اقتطاع عطلتهم السنوية في فصل الصيف أي مع الارتفاع القياسي لدرجة الحرارة حرمهم من التموين المستقر ومن الوفرة في مادة الخبز.
نفى رئيس الفيدرالية الوطنية للخبازين يوسف قلفاط، وكذا الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار في اتصال هاتفي أجرته معهما “الشعب”، أن يكون سبب تذبذب التزود بمادة الخبز اقتطاع الخبازين لعطلهم الصيفية، بل أرجعوا ذلك إلى عدة أسباب من بينها تقليص الخباز للكميات التي ينتجها، في ظل تراجع إقبال المستهلك على هذه المادة الاستهلاكية الحيوية. أوضح الحاج الطاهر بولنوار الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، أن النقص في العرض مرده إلى عدة أسباب من بينها إقدام العديد من الخبازين على تقليص كميات الانتاج، حيث يسرح العمال بالتناوب على عطلتهم السنوية فيتقلص النشاط، إلى جانب أن أغلبية المخابز في موسم الأفراح والولائم لديها طلبيات بكميات معتبرة فتوجه كل جهدها لتلبية الطلبيات الكبيرة. وتطرّق بولنوار في سياق متصل إلى ظاهرة إقبال بعض الزبائن في وقت مبكر لاقتناء الخبز بكميات معتبرة ويعدّون من أصحاب المطاعم ومحلات الأكل السريع وحتى مركبات الأكل السريع في المدن الساحلية، لأن مادة الخبز في الولايات الداخلية تعرف تكدّسا ويشتكي الخباز من عدم رواجها بسب تقليص العائلات استهلاك هذه المادة. وفيما يخص عدم تضييع مكسب دعم الخبز وكيفية مساهمة المستهلك في ترشيد استهلاك هذه المادة الحيوية، يعتقد بولنوار أنه حان الوقت لإيجاد طريقة تحرر فيها بشكل تدريجي أسعار هذه المادة الاستهلاكية حتى تختفي حسب تأكيده مظاهر التبذير والتهريب وكذا تحويل المواد المدعمة، واقترح بولنوار استبدال الدعم الحالي للمواد الواسعة الاستهلاك بالدعم المباشر للعائلات على غرار ما تنتهجه العديد من الدول.
بينما يوسف قلفاط رئيس الفيدرالية الوطنية للخبازين يرى أن انخفاض طلب المستهلك على مادة الخبز أجبر الخباز على تقليص عرضه، كون الجزائري كما ذكر قلفاط يستبدل في موسم الصيف مادة الخبز بالعديد من الفواكه الموسمية، وقال أن الظاهرة تتكرر مع عودة فصل الصيف، بالإضافة إلى تنقل العديد من العائلات إلى قضاء عطلتهم خارج مدينتهم، لذا الخباز يسطّر برنامج عمل جديد يحاول فيه أن يسوّق كمية محددة، وهناك من يعمل إلى غاية منتصف النهار ثم يغلق بسبب قلة الزبائن.