طباعة هذه الصفحة

الحرص على بناء تواصل بين أبناء المغرب العربي في ضفتي المتوسط

العنصـــر المغـــاربي عضــو فاعــل وفي حالــة تمــدد فريــد وجيــواستراتيجي

سعيد بن عياد

 

نشأت جمعية يوغرطة للاندماج المغاربي في 6 أكتوبر 2008 بليون الفرنسية، حيث كان رئيسها مقداد اسعاد في المنفى قبل أن ينقلها إلى  بلده في سنة 2011 غداة نجاح الثورة التونسية. ومن أهدافها كما شرحه ضيف «الشعب» أن تكون الجمعية من موقع المجتمع المدني المغاربي همزة وصل بين أبناء المغرب العربي في ضفتي المتوسط (حيث يتواجد حوالي 100 مليون نسمة من مختلف بلدان المغرب العربي وفي المهجر) كون العنصر المغاربي عضو فاعل وفي حالة تمدد فريد وجيواستراتيجي خاصة من حيث عناصر الهوية والانتماء المتميز عن شعوب بلدان الإقامة في أوروبا.
وفي هذا الإطار أضاف مقداد الذي بدا حاملا لهمّ مغاربي ويناضل من أجل تجسيد مشروع جمعيته أن الجالية المغاربية التي بدأت تتنقل تاريخيا إلى فرنسا أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى للدفاع عنها ثم العمل في بناء حضارتها العمرانية والصناعية وتنمية اقتصادها بلغت اليوم الجيل الرابع الذي أصبح يطبع المشهد الأوروبي عامة والفرنسي خاصة من حيث الوجود الثقافي وحضور اللغة العربية والقيم الإسلامية الصحيحة.
 وأضاف أنه وبعيدا عن أي مزايدة على مستقبلي هذه الجالية، من الضروري العمل لأن تكون عنصرا فاعلا إيجابيا وهو ما تحرص عليه جمعية يوغورطة من خلال مد جسور التواصل والتبادل والاحتكاك من أجل غاية اقتنع بها الآباء والأجداد، ألا وهي الاندماج المغاربي والتكامل الاقتصادي بالأساس لمواجهة تداعيات العولمة التي تستهدف الدولة الوطنية وتستنزف الموارد بما في ذلك الكفاءات البشرية المنتجة للابتكار الإنساني.
تكريس مفاهيم حديثة بأبعاد اقتصادية واجتماعية تقوم على التنمية المستدامة
وتستقر جمعيته بولاية الكاف النائية التي يسعى لان تكون نموذجا للتعاون كما أفاد مقداد اسعاد الذي عاد ليشرح في مراجعة تاريخية اختلالات توازن التنمية في تونس قبل أن تهب ريح الثورة، موضحا أن ولاية الكاف التونسية كانت في الستينات ذات مستوى معيشي متقدم قبل أن تسقط في الفقر والتخلف بسبب اعتماد الدولة التونسية خيار تنمويا يرتكز على السياحة على حساب الفلاحة ولذلك نتج مشهد متناقض بتطور المعيشة في الساحل على حساب الجنوب والمناطق الداخلية التي هجرها سكانها.
ومن اجل إعادة تصحيح المعادلة يتم العمل من اجل تكريس مفاهيم حديثة بأبعاد اقتصادية واجتماعية تقوم على التنمية المستدامة ضمن الإطار المغاربي بحيث تكون الحدود عامل تنمية وليست مصدر خطر كما أضاف مشيرا إلى هذه الجمعية تضم أساتذة وتعد دراسات حول إنشاء مناطق صناعية تجارية حدودية تكون حاضنة للاستثمار المنتج في شتى القطاعات الاقتصادية التي تعتمد على موارد طبيعية محلية موجودة على الأرض.
وأعاد التذكير بالمشاريع التي انجازاته الجزائر مع تونس على الحدود مثل مصنع محركات الديزل (منطقة ساقية سيدي يوسف) الذي كان ينتج في حينه 30 ألف محرك قبل أن يتحول الموقع بمساحة 20 ألف متر مربع مغطاة إلى مجرد فضاء خال من الحياة وهو الذي كان يعيل 500 عائلة. وطالب في هذا الاتجاه إلى العمل على تحويل الخطاب التاريخي ضمن إحياء المواعيد والمحطات التي تكتنزها ذاكرة الحدود المشتركة إلى مشاريع وبرامج ملموسة تبعث الحياة في أوساط السكان وهو احد أهداف التظاهرة التي تنظمها الجمعية يومي 5 و6 أوت بتونس إيمانا منها بوجود مؤهلات وقدرات شاملة للصعود والبناء المغاربي.
غير أن هناك حقيقة- كما أوضح ضيف الجريدة- بعض المعوقات والمشاكل التي سوف تحل وتزول حتما في ظل هذا المشروع المتفائل الذي يتطلب السير به خاصة وان الثروة والمورد متوفران موضحا أن قوة الإقليم تكمن في ثرواته المادية والمعنوية مدمجة في الإرادة والتنظيم محددا العمل على خطوات المسار الجزائري خلال الثورة التحريرية من حيث الالتزام والوفاء مع الدفاع عن مكسب الدولة في الإطار المغاربي الذي يمكن بعثه وفقا لرؤية مندمجة للاستثمار ذلك أن التكامل الاقتصادي يدفع حتما الى ضمان الاستقرار وسيادة المنطقة.