طباعة هذه الصفحة

حفاظا على احتياطي الصرف في حدود 100 مليار دولار

10 حلول يقترحها الخبير مبتول

فضيلة بودريش

الصادرات خارج المحروقات البديل الحتمي

أكد الدكتور عبد الرحمان مبتول خبير اقتصادي، أن للجزائر جميع القدرات ولديها فرصة كبيرة للحفاظ على احتياطي الصرف في حدود سقف الـ100 مليار دولار في آفاق 2018 و2019 إذا تبنت نظرة إستراتجية ترسي عن طريقها إصلاحات هيكلية عميقة لاقتصاد متنوع، واقترح عشرة حلول يرى بأنها كفيلة بتجاوز أزمة أسعار المحروقات والتغلب على تقلبات السوق النفطية التي فقدت توازنها بفعل تخمة العرض.
تضمنت ذات الحلول الدعوة إلى تبني تسيير جديد يرتكز على الحوكمة ويكون مركزي ومحلي، مع أخلقة الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومواصلة جهود مكافحة الرشوة، وشدّد في ذات السياق على تفعيل التحصيل الجبائي ووضع حد للتهرب الضريبي.
  لم يخف د.عبد الرحمان مبتول، أن من شأن بقاء احتياطي الصرف في حدود مستوى الـ100 مليار دولار أن يحافظ على قيمة الدينار ومنع انزلاقه بفعل تدهور سعر برميل النفط، وعكف في البداية على تشريح العوامل التي تتسبب في امتصاص العملة الصعبة وتؤدي إلى تآكل احتياطي الصرف، على اعتبار أنه يتوقع أن يتم امتصاص نحو 22مليار دولار في الفترة الممتدة ما بين 2017 و2018، أي ينفق من الخزينة سنويا ما لا يقل عن 7ملايير دولار، لذا راهن على ضرورة كبح الواردات من أجهزة التجهيز وكل ما يتعلق بقطاع الخدمات، إلى جانب مواجهة مجمع سونطراك للاستهلاك الداخلي الكبير للطاقة في ظل منافسة أجنبية شرسة.
وقدم الخبير مبتول عشرة حلول ترتكز على رؤية بعيدة النظر، من أجل قفز الجزائر إلى بر الأمان وتذليل الصعوبات الناتجة عن أزمة أسعار النفط، التي أسفرت عن تقلص محسوس في الإيرادات بالعملة الصعبة. وتضمنت حلوله الدعوة إلى تبني تسيير جديد يرتكز على الحوكمة ويكون مركزي ومحلي، مع أخلقة الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومواصلة جهود مكافحة الرشوة وشدّد على تفعيل التحصيل الجبائي ومنع التهرب الضريبي والسير نحو تجسيد مركزية حقيقية.
 وبالموازاة مع ذلك دفع وتيرة نمو وإنتاجية المؤسسة والاقتصاد بالاعتماد على المعرفة، ورافع عن أهمية إعادة تأهيل واستغلال مصادر الثروة وتفادي توزيعها دون تقديم المتلقي الإنتاج المطلوب. ووقف مبتول على حلول تنصب حول التعجيل لتحسين مناخ الأعمال والقضاء على البيروقراطية وإصلاح النظام المالي والاجتماعي التربوي، مع طي ملف العقار الصناعي. وتساءل.. هل جميع المشاريع التي تكرس تطابق مستوى تكلفتها وتقدم النوعية المطلوبة منها ولديها القدرة على المنافسة؟ واغتنم الفرصة ليتحدث عن تطبيق المعايير الدولية في تجسيد المشاريع وتجنب بنظرة إستراتجية إضافة تكلفة للإنجاز بعد انطلاق الأشغال.
 وفيما يتعلق بالاستثمار تطرق إلى الحاجة لإضفاء مرونة على القاعدة49/51 بالنسبة للمشاريع غير الاستراتجية، وتحديد كل ما هو استراتيجي وما يمكن أن تسري عليه المرونة. وقام الدكتور مبتول باستعراض سيناريوهات ارتفاع وانخفاض أسعار برميل النفط. وتوقع على ما سوف تستقر عليه إيرادات مجمع سونطراك، فبأخذ بعين الاعتبار مسار 60 دولار للبرميل يمكن تحقيق ربح سنوي صافي يقدر بـ27 مليار دولار تضاف إلى احتياطي الصرف الحالي، وعندما يتراجع سعر البرميل إلى 50 دولارا فإن الربح الصافي سوف يناهز الـ21 مليار دولار، وبسعر 40 دولار للبرميل، من المتوقع أن تتراجع أرباح سونطراك الصافية إلى 15أو 16 مليار دولار.
ويعتقد مبتول أنه من الضروري في الفترة الممتدة ما بين 2016 و2020 الاعتماد على الصادرات خارج قطاع المحروقات، أي في انتظار نضج المشاريع التي جسدت مع نهاية العام الجاري. وبدا الخبير جد متمسكا بمواكبة متطلبات السوق الداخلي والاستجابة لمعايير التصدير، عن طريق معالجة إشكالية الدعم المعمم، حتى لا تخاطر الجزائر كمستورد بدل أن تقوي صادراتها وتعتمد في كل ذلك وبشكل كبير على المنتوج الوطني في الاستهلاك، ولا مفر من السير نحو التحويل الطاقوي بنموذج استهلاكي جديد واستغلال في هذا الإطار الطاقات المتجددة على ضوء نظرة إستراتجية وخطة تكتيكية، تجسد رؤية وتعليمات رئيس الجمهورية الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي ترتكزعلى التعجيل بإرساء إصلاحات هيكلية عميقة من أجل الوصول إلى تحقيق تنوع للاقتصاد وتحريك فعّال لأداء النسيج الإنتاجي.