طباعة هذه الصفحة

ميزانية الأدوات المدرسية بين 6 و10 آلاف دينار

كثرة النفقات تضغط على القدرة الشرائية للعائلات

فضيلة بودريش

تواجه شريحة معتبرة من العائلات الجزائرية، خلال هذه الأيام، ضغطا رهيبا على ميزانيتها بفعل كثرة النفقات مع الدخول الاجتماعي الحالي، الذي تزامن مع عيد الأضحى الأسبوع المقبل.
ضغط اقتناء الأدوات المدرسية والكتب والمحافظ والمآزر وملابس الدخول المدرسي، يكلف رب العائلة محدود الدخل نفقات إضافية، يضطر في كثير من الأحيان للادخار أو الاستدانة تحسبا للفترات الحرجة.
 علما أن محفظة بأدواتها وكتبها، يضاف إليها المئزر، قد تكلف بين 8 إلى 10 آلاف دينار حسب سن الطفل المتمدرس ونوعية وعلامة هذه الأدوات، فإن كانت محلية أو أسيوية يكون سعرها منخفضا، بينما عندما تكون أوروبية الصنع ترتفع أسعارها بشكل ملفت.
ما يميز سوق الأدوات المدرسية الوفرة والتنوع بجميع الألوان والأشكال، مع تفاوت في النوعية والجودة حسب مصدر المنتوج، ويروج بأنه يتم استيراد ما لا يقل عن 80 من المائة من حجم ما هو متوفر في السوق الوطنية من أدوات مدرسية.
 المنتوج المحلي أثبت تنافسيته العالية وتحتاج الجزائر إلى خلق نسيج إنتاجي يختص في مجال الأدوات المدرسية لامتصاص وكبح الاستيراد، ولمَ لا التوجه للتصدير في البداية نحو الأسواق العربية والإفريقية؟
 لعل ما تعكف عليه العائلات الجزائرية تجهيز أطفالها بكل مستلزمات الدراسة من محافظ وأدوات ومآزر وكتب، رغم وجود تفاوت واختلاف في دخل العائلات إلا أن الطبقة المتوسطة والمحدودة الدخل الأكثر تضررا... فما هي ميزانية الأدوات المدرسية لكل طفل متمدرس؟ وكيف تواجه العائلة ضغط النفقات؟، هل بالادخار أم الاستدانة؟ إنها اسئلة طرحناها على الكثير من العائلات التي أجمعت على أن الدخول المدرسي يحتاج إلى ميزانية كبيرة، خاصة وأنه يأتي بعد مواسم مكلفة، منها العطلة الصيفية.
قالت «نيسة»، ربة بيت وأم لطفلين، إن ميزانية تجهيز طفلها المتمدرس في الابتدائي كلفها 8000 دينار، بينما في الطور المتوسط لم يقل عن 10 آلاف دينار، كونها حرصت أن تكون المحافظ والمآزر من النوع الجيد المستورد، مذكرة أنها اقتنت محافظ بثمن 3500 و5500 دينار ومآزر بـ2500، بينما سعر المقلمة ناهز حدود 370 دينار.
 وأضافت «نيسة»، أنها خصصت في فصل الصيف مبلغا من أجل تلبية طلب وذوق صغارها، لكنها لم تخف في نفس المقام أن الأسعار جد ملتهبة بالنسبة للأدوات المدرسية ذات الجودة العالية، ورفضت اقتناء المنتوج الأسيوي منخفض الثمن تخوفا من عدم مطابقته للمعايير.
من جهته مجيد، رفض تحديد ميزانية ما ينفقه في اقتناء الأدوات المدرسية، حيث أوضح يقول: «...راتبي لا يتجاوز سقف 30 ألف دينار، ولدي ثلاثة أطفال في المدرسة، وأحاول جاهدا تلبية ما يحتاجونه، لكن أحرص على اقتناء الأدوات ذات الأسعار المعقولة والمنخفضة، وأطفالي، الحمد لله، لا يهمهم أن تكون محفظة باهظة الثمن أو منخفضة، المهم يجتهدون في مسارهم الدراسي..».
لقد وجدت في السوق محافظ مقبولة بسعر 800 دينار ومآزر بـ500 دينار، ففي سوق «لالاهم» بساحة الشهداء يمكنك العثور على أسعار مغرية تزيل الحرج عن الأولياء وترضي الأطفال.
بخلاف ذلك، ترى رقية أن راتبي الزوج والزوجة يمكنهما حل مشكل الميزانية الإضافية في الدخول المدرسي والمتزامن مع عيد الأضحى المبارك.
 تحدثت رقية عن ميزانية تحضير بنتيها، وقالت إنها أنفقت على كل واحدة منهما 6000 دينار.
من جهته ياسر معتوق، صاحب قرطاسية، أشار إلى أن عديد العائلات تفضل اقتناء الأدوات المدرسية بشكل تدريجي ومتقطع، حتى لا تقع في ضائقة مالية. موضحا في سياق متصل، أنه خلال شهري جويلية وأوت استقبل زبائنَ كانوا يحضرون لدخول أطفالهم للمدرسة، فقاموا باقتناء الكراريس والمحافظ والأقلام، وبعد الدخول المدرسي يقتنون ما ينقص صغارهم من أدوات حتى لا يقعون في ضغط رهيب.
الجدير بالإشارة، أن سعر الكراريس ارتفع بمستوى لا يقل عن 20 من المائة. وبالنسبة للمقلمة، فيمكن اقتناؤها بـ100 إلى 500 دينار، وثمن الممحاة والمبراة يبدأ من 10 دنانير إلى 800 دينار وسعر المسطرة قد يصل إلى 30 دينارا. ويتراوح سعر المحفظة من 1000 دينار إلى 8000 دينار، وما إلى غير ذلك من تباين للأسعار.———————