طباعة هذه الصفحة

المخزون الجزائري من الذّهب لم يتغيّر

مبتول يدقّق في المعطيات ويتساءل عن الإنتاج الإضافي لمنجم «أمسميسة»؟

سعيد بن عيادـ

تصنّف الجزائر في المرتبة 25 عالميا والثالثة عربيا ضمن البلدان ذات الاحتياطي من الذهب المقدر في 2016 بحوالي ٦ . ١٧٣ طن، وهو نفس الرقم المتضمن في التقرير السنوي للمجلس العالمي للذهب، الذي يشير إلى أن الطلب العالمي على هذا المعدن النفيس يرتفع إلى ٧ . ٤٠٧١ طن في سنة 2017 بتراجع يقدر بنسبة 7 بالمائة مقارنة بسنة 2016 كما يوضحه الخبير الاقتصادي مبتول، مشيرا إلى أن وزير الصناعة صرّح في 8 فيفري الجاري أن احتياطي الذهب للجزائر يقدّر بـ 173 طن، ما يعادل نفس الحجم لسنة 2009 لكن مع تراجع للإنتاج من طرف مؤسسة «إينور» سنة 2017 بأكثر من 800 كلغ مقارنة بالفترة 2008 - 2010.
وسبق للمدير العام لمؤسسة استغلال المناجم «اينور» التصريح كما أوردته «وأج»، يضيف الخبير بأن منجم «أمسميسة» الذي يقع على مسافة 460 كلم غرب تمنراست سوف يستفيد من مخطط للتنمية من أجل الرفع تدريجيا من طاقة إنتاجه الخام إلى 3 طن سنويا. ولم تحقّق الشراكة مع الشركة الاسترالية «غولد مينينغ الجيريا» التي غادرت الجزائر المطلوب بحيث كان يجب عليها إنتاج وفقا للعقد بين 3000 و4000 كيلوغرام من الذهب في السنة، وصرّح مديرها العام بلندن في جانفي 2007 أن مناجم «تيراك» و»أمسميسة» يمكنها إنتاج حوالي ٥ . ٢٨ غرام من الذهب عن كل طن ومن التربة والصخور، بينما في تلك الفترة وفيما يخص صادرات المؤسسة بين 2009 - 2010 سجلت ٤٩ . ٨٤٨ كلغ من الذهب، فيما استهلك السوق المحلي للذهب ٧٨ . ٢٠٨ كلغ فقط.
ويوضّح الخبير في قراءته للمعطيات أنه حاليا في فيفري الجاري وحسب وزير الصناعة والمناجم، فإنّ مؤسسة استغلال مناجم الذهب وهي فرع تابع لمجمع سوناطراك سوف تعرف في 2018 إنتاجا يصل 286 كلغ مقابل 173 كلغ في 2016، أي بتراجع يقدّر بأكثر من 800 كلغ بين الاستهلاك الداخلي والصادرات خلال 2009 - 2010، ممّا يفسّر العجز الهيكلي لهذه المؤسسة والذي بلغ حسب وزير القطاع ٤ . ١ مليار دينار في 2016 و600 مليون دينار في 2017 مع توقع بت 400 مليون دينار في 2018. وقرّرت الحكومة حديثا، استنادا لتصريح ذات الوزير، مسح 2 مليار دينار من الديون لفائدة مؤسسة «إينور»، ومنحها قرضا استثماريا طويل المدة بقيمة 3 ملايير دينار بالرغم من أعباء كتلة الأجور تتعدى بكثير مداخيل المؤسسة كما يرصده الخبير.
ولتحديد القيمة الجوهرية لسبيكة بوزن 1 كلغ، ينبغي ضرب سعر الأونسة في معامل ١٥ . ٣٢ ثم تطبيق نسبة الصرف للعملة أورو / دولارو وترتب عن تخفيض القيمة النقدية للذهب المحولة الى الدولار خسارة أكثر من ٥ . ٢ ملايير دولار بين 2009/2017 من مجموع القيمة النقدية للمخزون الجزائري من الذهب، والذي سبق أن قدرته في 2009 بـ ٧٥ . ٩ مليار دولار. وسجّلت أونسة الذهب في 8 فيفري 2018 ١٠ . ٣١٤ . ١ دولار، وإذا قدّرنا معدل القيمة بحوالي 6 ملايير دولار فهذا يمثل ٢٥ . ٦ بالمائة من احتياطياتها إلى نهاية 2017 المغلق بين 96 / 97 مليار دولار. ولذلك يتساءل عن محل الإنتاج الإضافي لمنجم الذهب أمسميسة ممّا يستوجب يقول الخبير مبتول «التوضيح للرأي العام الجزائري وضعية مخزون الاحتياطي من الذهب، الذي لم يتغير منذ 2009 بينما انطلقت الجزائر في استغلال منجم امسميسة علما، ومن أجل تفادي تأويلات خاطئة، أن المؤسسة المنتجة يمكنها إما البيع لبنك الجزائر لمضاعفة احتياطي الذهب او التصدير أو البيع مباشرة إلى مهنيي الذهب، ويبدو أن الخيار الأول مستبعد كون مخزون الذهب بقي على نفس المستوى منذ 2009».
وتصنّف البلدان العشرة التي تحوز أكبر احتياطي من الذهب بالترتيب التنازلي كما يلي: الهند تملك رسميا ٧ . ٥٥٧ طن ما يمثل ٧ . ٦ من احتياطاتها - هولندا: ٥ . ٦١٢ طن تعادل ٢ . ٥٥ من احتياطاتها - اليابان: ٢ . ٧٦٥ طن - سويسرا: 1040 طن - الصين: ١ . ١٠٥٤ طن - روسيا: ٢ . ١٠٢٠٨ طن - فرنسا: ٤ . ٢٤٣٥ طن - إيطاليا: 2451 طن - ألمانيا: ٢ . ٣٣٨٤ طن- وأخيرا الولايات المتحدة الأمريكية تحوز حوالي ٥ . ٨١٣٣ طن، ما يمثّل ٦ . ٧٢  بالمائة من احتياطاتها. غير أنّ الأرقام ولأسباب تتعلّق بالسرية تبقى قابلة للتّغير نسبيا لبعض البلدان، كما يوضّح مبتول.