طباعة هذه الصفحة

التكوين العمود الفقري لقطاع الطاقة

إعداد يد عاملة أقل كلفة وكسب رهان الجودة والابتكار

فضيلة بودريش

يشكل التكوين والاستثمار في الوقت الحالي، إحدى أولويات مجمع سونطراك وكذا سونلغاز، خاصة بعد تهيئة الأرضية لاستيعاب عدد معتبر من المتربصين خاصة في منطقة الجنوب الكبير، وهذا من شأنه أن يسمح بلا شك في استحداث مناصب شغل جديدة وامتصاص البطالة في ولايات الجنوب الجزائري، وتأتي دعوة المسؤول الأول عن قطاع الطاقة مصطفى قيتوني لمجمعي سونطراك وسونلغاز بالاستثمار خارج الوطن وافتكاك فرص أخرى لخلق الثروة، من أجل توسيع نشاط المجمعين وتفعيل أدائهما على العديد من الأصعدة ولمواكبة تطورات السوق والتموقع الجيد على صعيد الإنتاج والاستثمار.

يوجد التكوين في قلب الإستراتجية التنموية لمجمع سونطراك الرائد إفريقيا في مجال الطاقة، حيث يعول عليه كثيرا في توفير يد فنية متخصصة في العديد من المجالات المتعلقة بقطاعي البترول والغاز على حد سواء، وبالتالي توسيع نشاطات القطاع بيد عاملة جزائرية ومهندسين وإطارات جزائرية، ومن بين المشاريع التي ينتظر منها الكثير على صعيد التكوين الذي سينعكس على نمو القطاع وأداء المجمع، قرار سونطراك بفتح مركز للتكوين في ولاية ورقلة في تخصص التلحيم والأدوات المعدنية، وإلى جانب إنشاء ثلاثة مراكز أخرى جديدة، ويتعلق الأمر بكل من مركز يتواجد بمدينة أدرار متخصص في المهن التي لديها علاقة بصناعة الغاز تتسع إلى 300 سرير جهز بجميع المرافق الضرورية، وكذلك بوسائل الراحة اللازمة، أما في ولاية تمنراست، مسطر إنجاز مركز بعين صالح يتخصص في صناعة الغاز بطاقة استيعاب تقدر ب300 سرير، ويضاف إلى كل ذلك مركز للتكوين في مدينة إليزي في تخصص المهن المتعلقة بمختلف النشاطات البترولية.
والجدير بالإشارة فإن إيلاء عناية كبيرة بالتكوين يعد توجه ذا بعد جواري من شأنه أن يمتص البطالة لأنه يوفر اليد العاملة المحلية الأقل كلفة، وبالتالي لديه تأثير ومساهمة في رفع تحدي الجودة ومن ثم التحكم في المشاريع والسير نحو تشجيع الابتكار، وإعطاء نفس قوي وسريع لوتيرة الأداء الاقتصادي خاصة على مستوى الورشات، ولعل الفرصة من خلال إرساء قاعدة صلبة للتكوين تكون كبيرة ومهيأة، بهدف تحضير الخلف من اليد العاملة ومواكبة التطورات التكنولوجية السارية في العالم.
يمكن للتكوين على المديين المتوسط والطويل أن يعزز من قوة وفعالية اليد العاملة وكذا الإطارات التي تتمتع بالكفاءة من مهندسين ومسيرين في قطاع الطاقة الذي مازال وسيظل مصدر مهم لخلق الثروة وضخ العملة الصعبة، وصب السيولة المالية لإنعاش الاقتصاد الوطني. ولعل الشق المتعلق بالتكوين من شأنه أن يفعل وينعش الاستثمار لتوسيع  نشاط الأداء الطاقوي، وبالفعل مجمعي سونطراك وسونلغاز مدعوين ليس بالاستثمار داخل الوطن وجلب شركاء أجانب، بل التحدي الجوهري يكمن في الاستثمار في الخارج وعبر العديد من الدول في المرحلة الحالية والمقبلة، وتأتي دعوة وزير الطاقة بشكل واضح لتجعل المجمعين وجه لوجه أمام خيار تنويع استحداث الثروة، وتنويع المنتجات الطاقوية، ورغم أن سونطراك الرائد إفريقيا لديه العديد من التجارب الناجحة في الخارج، دون شك مجمع سونلغاز سيكون مجندا بنحو 90 ألف عامل ليكون في مستوى الرهانات التنموية في مجال صناعة والتزويد بالكهرباء خاصة أن السوق الإفريقية بحاجة إلى الكهرباء وبحكم قرب المسافة، فإنه ينبغي الاستعداد لذلك من طرف مجمع سونلغاز.