طباعة هذه الصفحة

الصناعة الصيدلانية تحتاج إلى استثمارات كبيرة

الصيدليات تعرف نقصا في التموين بالعشرات من الأدوية

ندرة في المضادات الحيوية وبخاخات الربو وقطرات العيون

صحيح أن الصناعة الصيدلانية في الجزائر حققت العديد من الأهداف من بينها جودة المنتوج بنوعيته الجيدة إلى جانب المساهمة في كبح فاتورة الاستيراد، وإلى جانب تصنيف هذا الفرع من الصناعة كأحد الفروع الواعدة لاستحداث الثروة وتغطية الطلب المحلي ومن ثم التصدير نحو أسواق خارجية، لاسيما منها الإفريقية والعربية، لكن مازالت قائمة تضم العشرات من أنواع الأدوية المختلفة تعرف نقصا عبر الآلاف من الصيدليات الموزعة عبر كامل التراب الوطني، بل يمكن أن تجد دواء لدى صيدلية ويغيب في أخرى، وهناك من الصيادلة من حصر التذبذب والنقص في عشرات من الأدوية، تتصدرها المضادات الحيوية وبخاخات مرضى الربو والتنفس وقطرات العيون وبعض المراهم لداء الروماتيزم وسلسلة من أدوية الأمراض المزمنة وبعض الأنواع من الحقن.

لم يخف بعض الصيادلة عبر عدد من الصيدليات المنتشرة في العاصمة تسجيل نقصا وتذبذبا وأحيانا أخرى ندرة في بعض الأدوية، مرجعين ذلك تارة إلى كونها أدوية تستورد وتارة أخرى يعتقد البعض أن الإنتاج المحلي ربما لم يغطي بالشكل الجيد مختلف متطلبات السوق، وأحيانا أخرى الكمية نفذت من الصيدلية وتنتظر هذه الأخيرة تموينها من جديد من الموزعين.

الاستثمار في الأدوية الاساسية

أبدى بعض الصيادلة الذين تقربت منهم «الشعب الاقتصادي» تحفظا واضحا في الحديث عن بعض المشاكل والنقائص التي تمس الأدوية والتغطية بالدواء وطلبات الزبائن من المرضى وما إلى غير ذلك من انشغالات، والجدير بالإشارة فإن رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفين الجزائريين حاج طاهر بولنوار قد كشف ل»الشعب» أن الانتاج الوطني للادوية لا يغطي في الوقت الحالي سوى20 بالمائة من الطلب المحلي.
وحول الأدوية التي تنقطع أحيانا من الصيدليات اقتربت «الشعب» من الصيدلي «عبد العزيز.ر» الذي تحدث عن ضعف هامش الربح في العديد من الأدوية، وقال أنه  من ضمن الأدوية التي تعرف نقصا في سوق الدواء، تتمثل في المضادات الحيوية و الفيتامينات على وجه الخصوص، ويقترح توسيع نسيج الإنتاج الوطني وبناء شراكة استثمارية مع مجمعات عالمية رائدة في صناعة الأدوية من أجل حل مشكل الندرة أو التذبذب في عملية التموين خاصة أن المسألة تتعلق بعلاج المرضى وتخفيف آلامهم بل أحيانا تكون بإنقاذ حياتهم.
أما «ليلى رحيمي» مساعدة صيدلي كانت تقوم بتلبية طلبات زبائنها ورفضت ذكر اسم الصيدلية كون الأمر يتطلب إذن من صاحب الصيدلية الغائب عن عين المكان، أكدت أنه بالفعل تعرف بعض الأدوية الخاصة بالمصابين بالأمراض المزمنة وكذا قطرات العيون وإلى جانب الحقن تعرف نقصا على مستوى الصيدلية التي تعمل بها.

الكميات لا تغطي السوق المحلية

وشدد «م. بشير» صيدلي لديه خبرة لا تقل عن 25عاما في عالم الأدوية، على ضرورة تسطير إستراتجية دقيقة ومستعجلة تعطي الأولوية لصناعة الأدوية وتوسيع أنواع الأدوية المصنعة محليا، وبدوره تناول النقص في التموين ببعض أنواع المضادات الحيوية والفيتامينات ومراهم الأمراض الجلدية على غرار «الإكزيما» والمسكنات المضادة للآلام الحادة، ومن حين لآخر اعترف بتسجيل اختفاء بعض الأدوية الخاصة بمرضى الروماتيزم وتحل محلها أدوية أخرى لتعوضها، لكن الصيدلي يواجه رغبة الزبون في إقتناء الدواء الذي اختفى فجأة وصار مصنف ضمن قائمة الأدوية النادرة. وتطرق بالموازاة مع ذلك إلى مسألة أن بعض الأدوية تطرح في السوق بكميات غير كافية حيث يستحيل بكميات ليست كبيرة تغطية السوق الوطنية.
وهناك من الصيادلة من أثار إشكالية أن نقص الدواء في سوق الأدوية من شأنه أن يؤثر بطريقة مباشرة على نشاط الصيدلية وعلى المريض في نفس الوقت ويعد الأخطر، لذا دعوا إلى ضرورة اتخاذ مختلف الإجراءات التي تسمح بتوفير الدواء لمختلف المرضى ولعلاج جميع الامراض، في ظل الحديث الجاري عن تسجيل ما لا يقل عن 100دواء يسجل نقصا وتذبذبا في السوق المحلية.
فضيلة/ب