طباعة هذه الصفحة

يراهن عليها انطلاقا من مصنع«سوبروفي»

المناولة في قلب تحديات إنعاش الصناعة الميكانيكية

فضيلة بودريش

التكوين الفعال قيمة مضافة وتشغيل جواري

يراهن كثيرا على تفعيل قطع المناولة في الصناعة الميكانيكية، بهدف توفير قطع الغيار للسوق المحلية وتصدير كميات معتبرة نحو أسواق خارجية، ومن بين المشاريع الواعدة التي من شأنها أن توسع من نسيج المناولة وتنعشه، نذكر الاتفاق الأخير الذي تم بين مجموعة فولفو و شركة «سوبروفي» لتركيب الشاحنات بهدف ترقية المناولة، والبداية ستكون مع ما لايقل عن 30ممونا محليا، لاستحداث قاعدة صلبة في مجال المناولة خاصة أن مصنع «سوبروفي» الكائن بمفتاح والذي أطلق منذ أسابيع قليلة أول عملية تركيب للشاحنات بمعايير جودة عالية، و بنسبة اندماج تبدأ من 8 بالمائة وبعد 5 سنوات تقفز إلى سقف 40بالمائة. وينتظر أن تساهم هذه الشراكة والاستثمارات في خلق القيمة المضافة واستحداث مناصب الشغل.

باتت الصناعة الميكانيكية في الجزائر تتسم بالكثير من الجاذبية، على اعتبار أنها تستقطب استثمارات مهمة، ينتظر منها تحويل التكنولوجيا والرفع من نسبة الاندماج وتكوين العمال والإطارات واستحداث شركات مناولة لصناعة قطاع الغيار، ومن التجارب المهمة والمشاريع الواعدة التي تستحق تسليط الضوء عليها وتشجيعها، نذكر مشروع الشراكة الذي يضم كل من مجموعة «فولفو» و«سوبروفي»، التي رأت النور بفضل الشراكة القائمة بين  مجموعة BSFسواكري و«رونو تركس» على خلفية أنها أنشأت مصنعا سوف يركب في المرحلة الأولى 1000شاحنة سنويا وفي سنة 2020 أو 2021يقفز الرقم إلى 2000شاحنة.

مناصب شغل متنوعة

كانت مجموعة فولفو و شركة «سوبروفي» قد نظمت يوما دراسيا وزيارة ميدانية للمصنع حيث وقفت «الشعب» على بداية تركيب أولى الشاحنات بأيادي مهندسين وتقنيين وعمال جزائريين، علما أنه شرع منذ الأسبوع الأخير لشهر مارس الماضي بتركيب شاحنة واحدة يوميا وتدريجيا يرتفع معدل التركيب إلى 4 شاحنات يوميا، ليقفز هذا الرقم قبل نهاية السنة الجارية إلى 10 شاحنات يوميا. وفي هذا المقام استعرض عبد النور سواكري رئيس شركة «سوبروفي» مجمع ما بين فولفو وسواكري، تفاصيل المشروع لاستقطاب الناشطين في مجال المناولة من جزائريين وأجانب من ألمانيا وفرنسا لصناعة قطع الغيار بالجزائر وتوفيرها للشاحنات التي تركب بالجزائر، وبهدف تصدير حصة معتبرة منها ونمن اجل تصدير الشاحنات نحو إفريقيا، وأوضح أنه مع «فولفو» لدينا الحق في التوزيع عبر اسواق خارجية حيث تتوفر الجودة والسلامة والأمن اللازمين، وكشف عن استحداث مستقبلا المئات من مناصب الشغل، بفضل تفعيل نسيج المناولة في الجزائر، ويرى سواكري أنه بهدف الرفع من نسبة الاندماج وتحسين عملية تركيب وصناعة الشاحنات بتنافسية عالية السعي الحثيث نحو تطوير المناولة في قطاع الميكانيك.

التكوين مفتاح الجودة

من جهته «هيرفي سيمونين» نائب رئيس التنمية الصناعية للشركاء الخارجيين في مجمع «فولفو» في تصريح خص به «الشعب الاقتصادي»، أكد أنه يعولون كثيرا على شراكتهم مع الجزائر، حيث قال أنهم طوروا في الجزائر مشروع مهم للتكوين والذي يتطلب الابتكار لانتاج كميات كبيرة في وقت قصير، وبالتالي تلبية الطلب المحلي الجزائري ويكون الانتاج عند حسن ظن الزبائن، وفي البداية قاموا بتعيين الفريق الذي يشرف على الإدارة ليستفيدوا من التكوين، علما أنه لديهم مصنع مماثل بالعربية السعودية ومصنع آخر في جنوب إفريقيا، وتحديد طريقة العمل التقنية حسب توضيحه تتجسد من خلال تعيين مدير للمصنع ومراقبين في مجال التسيير ومدير الانتاج وتكوين الإطارات، وكشف أنه مع مصنع «مفتاح» فتحوا تكوينا لفائدة العمال والاطارات ويعد نفس التكوين الذي يتم تلقيه بفرنسا،  وإلى جانب ذلك جلبوا أحسن المكونين في فرنسا لتكوين الشباب والمتعاملين بالجزائر، وقال أن جهدوهم ترتكز كذلك على تكوين المكونين أي في ظل وجود برنامج تكوين طموح، والذيجل تحديد نماذج ل يعد مفتاح الجودة، ولم يخف إعجابه بالكفاءات الجزائرية،  ويعتقد أن التكوين في حد ذاته يعد قيمة مضافة حيث تم فتح في مفتاح فرع بمركز للتكوين مع وزارة التكوين المهني لتطوير فرع صناعة السيارات وتكوين المتعاملين . وذكر أنهم  يتطلعون لجذب عدد معتبر من المتعاملين للاستفادة من عروض المصنع، ويحاولون استغلال القدرات البشرية في مجال صناعة السيارة بشكل جيد، وبالتالي الاستفادة من السوق الجديدة ومن الكفاءات وصناعة قطع الغيار وتصديرها للأسواق الخارجية.

تقديم حلول لقطاع النقل    

أما دانييل هايمر مدير المبيعات في مجموعة «فولفو» استعرض القوة الصناعية التي تتمتع بها «فولفو» في العالم، حيث لم يخف أنها تتموقع عبر 180 سوق على مستوى 18 بلدا في العالم ولديهم 226 وحدة في العالم، حيث يوفرون الشاحنات والحافلات وآلات قطاعي البناء والأشغال العمومية، ويسهرون على استحداث وتطوير حلول لقطاع النقل وتقديم أحسنها للزبائن في العالم، مرتكزين على المنافسة وحماية البيئة والتغيرات المناخية، وقال أن أهدافهم في الجزائر ترتكز على تكوين الجامعيين وبحث فرص التصدير من الجزائر نحو أسواق خارجية.
وكان في استقبال الوفد الإعلامي بمصنع «مفتاح» مديره العام أجتوتاح، الذي تحدث عن تفاصيل سير عملية الإنتاج حيث يبدأ العمل صباحا باجتماع يضم جميع العمال، وتنطلق عملية تركيب الشاحنة التي تمر عبر 10مراحل لتكون جاهزة للتسويق، ووعد أنه خلال 3 أسابيع فقط سيتم الانتقال إلى تركيب 6 شاحنات يوميا بدل شاحنة واحدة وقبل العطلة الصيفية سيقفز الرقم إلى تركيب 10شاحنات يوميا، علما أن جميع مسؤولي مراحل الإنتاج شباب ينحدرون من منطقة «مفتاح» بولاية البليدة.

رفع نسبة الاندماج إلى 40 %

إذا انطلقت عملية تركيب الشاحنات منذ أسابيع قليلة ومن المقرر أن تتبع بانطلاق صناعة قطع الغيار لتزويد السوق الوطنية، ورصد حصة معتبرة للتصدير نحو الأسواق الخارجية، وهذا من شأنه أن يحرك عالم المناولة ويعمل على إنتعاشه، حيث البداية ستكون مع ما لايقل عن 30ممونا محليا يساهمون في صناعة قطع غيار الشاحنات، بهدف المساهمة في تطوير المركبات الصناعية، من خلال ترقية فرع المناولة، الذي يراهن عليه كثيرا لتنمية الصناعة الميكانيكية. والجدير بالإشارة فإن نسبة الاندماج في صناعة الشاحنات التي تركب في شركة «سوبروفي» تناهز في الوقت الراهن نسبة 8 بالمائة، وينتظر خلال الثلاث سنوات المقبلة أن تقفز إلى 15 بالمائة، أما خلال الخمس سنوات المقبلة مرشحة لبلوغ مستوى40بالمائة.
يذكر أن شركة «سوبروفي» تساهم في تكوين وتدريب ما لا يقل عن170 من المهنيين، وقبل ذلك نجحت في إدماج 10 من مموني الخدمات والمعدات، وفوق كل ذلك وفرت نحو300 منصب شغل، إلى جانب أن جميع الموظفين في «سوبروفي» استفادوا من دورات تكوين بالجزائر في المصنع، في إطار اتفاقية مبرمة مع وزارة التعليم والتكوين المهنيين،أما في الخارج فتم على مستوى مصانع مجموعة «فولفو».
يتربع مصنع «سوبروفي» الكائن مقره في مفتاح بولاية البليدة على مساحة لا تقل عن 24000 متر مربع، علما أن هذا المصنع يخضع لنفس معايير مجموعة «فولفو» للتصنيع في أوروبا الموجهة لتركيب مجموعات «رونو تركس» من فئة «س»و»ك»، وينتظر مستقبلا أن تشرع في إنتاج سلسلة شاحنات من نوع «فولفو تركس» من نوع FHو FMو FMXثم رونو تركسD، وينظر إلى السوق الجزائرية باهتمام كبير، خاصة قربها من القارة الإفريقية.