طباعة هذه الصفحة

«أوبك+» تلتقي نهاية الأسبوع في اجتماع مصيري

ترّقب تمديد العمل بقرار التخفيض في عام 2020

فضيلة. ب

تلتقي «أوبك+» في اجتماع مهم، بداية من الرابع إلى غاية السادس من شهر ديسمبر الجاري بفيينا، للنظر في الآليات المتاحة لتحقيق المزيد من التوازن في السوق النفطية، أمام وضع متذبذب يتسم بانكماش الأسعار في معدل 60 دولارا للبرميل، ويتوقع أن يواصل الشركاء جهودهم ومساعيهم للإبقاء على اتفاق التخفيض والعمل به في عام 2020 لتحقيق التماسك المنشود من طرف المنتجين، علما أن مدة سريان الاتفاق الجاري تنتهي، شهر مارس المقبل.
مازالت السوق لم تستيقظ بعد من التأثيرات الجيواستراتجية السلبية، بسبب الخلاف التجاري القائم والشائك بين الولايات المتحدة الأمريكية وكذا الصين، إلى جانب تأثير التدفقات الهائلة للزيوت الصخرية الأمريكية عبر الأسواق، هذا ما جعل الخبراء يجدون صعوبة في توقع ما سوف تسفر عنه الأسعار مستقبلا، رغم الجهود التي باتت تبذلها منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» وشركائها تتصدرها روسيا، وقبل أيام من اجتماع أوبك+ مازالت العقود الآجلة لخام برنت منخفضة ولم تنتعش فوق 63.59 دولارا للبرميل. وانخفضت بدورها عقود غرب تكساس الوسيط بحوالي 15 سنتا، حيث استقرت في مستوى 57.97 دولارا للبرميل.
وفي هذا الوقت يسجل ترقب كبير من طرف المستثمرين في القطاع النفطي، لاجتماع «أوبك+» وتتقاطع التوقعات حول فرضية توافق الشركاء من المنتجين مجددا، حول تمديد العمل بقرار التخفيض في عام 2020، في ظل الاقتناع القائم أن الطلب النفطي من المتوقع أن يتباطأ خلال السنة المقبلة، خاصة إذا لم يتم التوصل إلى حلول جدية ونهائية في ملف النزاع التجاري الأمريكي الصيني، لكن لعل ما يبعث على التفاؤول، مؤشر النمو الايجابي المسجل في الصين حيث ما زال قويا، ويحافظ على متانته رغم التباطؤ الذي مس قطاع الصناعة.
من الانشغالات والتحديات التي قد تواجه «أوبك+» والمطالبة بمناقشتها وإيجاد حلول لها، ضعف التزام بعض الدول بمستوى مطابقة الإنتاج، وفي نفس الوقت يجب الأخذ بعين الاعتبار أن العقوبات الأمريكية على كل من فنزويلا وإيران تتجه نحو المزيد من التزمت، وقد يفضي ذلك إلى تأثيرات واسعة في السوق النفطية على غرار الحد من العرض، إلى جانب انه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن استمرار الأسعار المنخفضة، قد يساهم ويشجع على تباطؤ نمو إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية، و الذي يتسبب منذ السنوات الأخيرة بإغراق السوق ونفور المستثمرين وتهاوي الأسعار.