طباعة هذه الصفحة

المدرسة العليا للتسيير والاقتصاد الرقمي بالقليعة

منصة لتكوين كفاءات توفر للمؤسسات المناعة في الأسواق

سعيد بن عياد

باشرت المدرسة العليا للتسيير والاقتصاد الرقمي السنة الدراسية الجديدة بتكريم طلبتها النجباء المتخرحين في السنة الدراسية 2018 / 2019، في حفل عكس إرادة القائمين على هذا الصرح الجامعي للتكوين في فروع مواكبة للتحوّلات الاقتصادية في إبراز الجهد والمثابرة كمعيار للتفوّق.
كان الحفل بمستوى الانجازات والتطلعات التي تتقاطع لدى الطلبة والتأطير البيداغوجي والإداري نحو غاية واحدة كما لخّصها مدير المدرسة الدكتور محمد حشماوي تتمثل في توفير الموارد البشرية المؤهلة لفائدة الاقتصاد الوطني بجميع مكوناته من مؤسسات ومرافق ومشاريع تندرج في مسار انجاز اهداف النمو من خلق للثروة ومنافسة ومرافقة البلاد على درب الرفاهية.
المميز في حصيلة السنة الدراسية الاخيرة، أن الحائزين لرتبة متفوّق من الطالبات اللواتي اظهرن قدرة على تصدّر النجاح وهي مؤشر جدير بالتوقف عنده لما يعكسه من ارادة قوية يمكن ان تكون مخفزا لباقي الطلبة، خاصة وأن الشروط الضروروية للتعليم قائمة منها بالأخص الكوادر البيداغوجية التي تسهر على تقديم تكوين نوعي ومطابق لما هو في مدارس اجنبية.
مرت هذه المؤسسة منذ ان كانت مدرسة تحضيرية بفترات بين طموح للرقي الى مدرسة عليا وإحباط جراء عرقلة أوساط نافذة في ظلّ النظام السابق كانت تتربّص بالمدرسة من أجل وضعها في موقع غير لائق ومن ثمّة أبعادها من المشهد من أجل منح المجال واسعا امام متعاملين اجانب يسيل لعابهم للسيطرة على سوق الرقمنة في الجزائر.
لقد تمّ رصد في تلك الفترة قبل ان تسقط امبراطورية العصابة اهتمام اطراف أجنبية بدعم من جهات محلية بالتكوين في الرقمنة والتأسيس لهيمنة تقود الى ارساء تبعية تكنولوجية تمنع بلادنا من التطلّع لبناء بنية رقمية وطنية بموارد جزائرية على امتداد السلسلة من اعداد الكفاءات الى تسويق التجهيزات مرورا بتصميم البرمجيات.
ودعا حشماوي الطلبة الى المثابرة باستمرار ومضاعفة الجهود في مجال اقتصاد المعرفة حتى يتمّ رفع التحديات مشيرا الى ان المحيط الاقتصادي اليوم ادرك اهمية الانفتاح على الجامعة ولذلك تبدي عديد المؤسسات في عالم الانتاج والبنوك والخدمات توجّها للشراكة التكوينية مع الجامعة الجزائرية ومنها المدرسة العليا للتسيير والاقتصاد الرقمي حول مشاريع بحث موضوعاتية تصبّ في واقع التحديات الاقتصادية الراهنة.
بهذا الصدد ترتسم في وجه الاقتصاد الوطني على كافة المستويات وطنيا ومحليا مسائل مفصلية تنتظر حلولا تكنولوجية رقمية وعلمية لتجاوزها نحو التموقع بشكل ايجابي في الأسواق الإقليمية والعالمية من منطلق منصات رقمية تنشطها كفاءات جزائرية لديها قناعة بالعمل بروح وطنية مثلما اكدّته طالبات المدرسة من خلال برنامج تنشيط حفل التخرج الذي تمّ ربطه بالذكرى المجيدة لثورة اول نوفمبر الخالدة التي ولدت من رحم الشعب الجزائري تحت نير الاحتلال الفرنسي لترسم الطريق الى الحرية واسترجاع السيادة الوطنية، وهو ما انجزه جيل نوفمبر ويتسلم رسالته جيل الاستقلال.
الثورة اليوم اقتصادية بامتياز ورقمية بالأخص، وتمثل المنعرج على طريق العولمة التي رفعت من سقف التحديات امام البلدان الناشئة منها الجزائر التي تواجه معارك ترتبط بأسواق استثمارية وانتاجية وتكنولوجية تتطلّب توفير العنصر البشري الكفء والمؤهل والجدير بالرهان عليه لكسب النتائج اللازمة التي تعزّز القدرات الوطنية وتنمي الموارد المالية عن طريق ادخال الرقمنة في التجارة الدولية واللوجيستيك، وكل الحالات الخاصة بالإدارة الحديثة التي تحقّق اقتصاد النفقات وترشيد الوسائل ونجاعة التسيير وفقا لمناجمنت حقيقي يجسّد النمو.
للإشارة، شارك حفل طلبة المدرسة مدراء مدارس عليا بالقطب الجامعي بالقليعة الى جانب ممثلي السلطات المحلية في وقفة عرفان للطلبة والأسرة البيداغوجية والإدارية كون اللحظة توقّع لإدراك المحيط برمته لثقل العلم في معادلة الانتقال الاقتصادي بكل جوانبه المناجيريالية والطاقوية والمالية. كما بادرت إدارة المدرسة بتكريم جريدة «الشعب» من خلال تسليم شهادة عرفان للصحفي سعيد بن عياد نظير المساهمة في مرافقة مسار السعي لاستكمال مشروع بلوغ مصف مدرسة عليا وهو ما استجابت اليه الحكومة الحالية مباشرة بعد توليها مقاليد السلطة.