طباعة هذه الصفحة

التشغيل يتصدّر الواجهة

إنجذاب نحو أولوية المطالب الاجتماعية..

إلتقتهم: فضيلة / ب

المتتبع لبرامج وخطابات المترشحين الستة الذين يخوضون غمار الحملة الانتخابية لرئاسيات السابع عشر أفريل الجاري، يجد أن التشغيل وامتصاص البطالة يتصدّر أولويات المتنافسين، ويستعرضون حلولا ويقدمون وعودا مغرية وإن كان التحدي الأكبر في تشغيل المئات الآلاف من المتخرجين سنويا من الجامعات والمعاهد، خاصة وأن سوق العمل صارت تشترط تخصصات معينة، لذا تنتظر فئة معتبرة من البطالين بمختلف المستويات وحتى الشباب الطلبة الذي يتأهب للتخرج أن يتمكن برنامج المترشح الذي يحظى بتصويت الأغلبية من القضاء على ظاهرة البطالة ويجسد مبدأ التكافؤ في الظفر بمنصب الشغل ولن يتجسد ذلك ـ حسبهم ـ بعيدا عن رد الاعتبار للاقتصاد الوطني وإنعاش الاستثمارات..

يبدو أن تعميق الاستثمارات والعناية بالشق التنموي وعودة المؤسسة الجزائرية كقاطرة للرفع من أداء الاقتصاد الوطني، تعد في معظمها، الحلول التي من شأنها أن تلبي الطلب المتزايد على مناصب الشغل، وينجذب العديد من الجزائريين نحو الوعود ذات الطابع الاجتماعي للمترشحين من سكن وتشغيل على وجه الخصوص، وأكيد أن المطالب الاجتماعية لن تتحقق في معزل عن المعركة التنموية والرفع من تنافسية الاقتصاد الوطني..  
يحظى التشغيل بالاهتمام من طرف الناخب والمترشح على حد سواء وفي العديد من الولايات ولدى مختلف الشرائح والفئات، فمن البويرة وتيزي وزو والأغواط وأدرار، حاولت مندوبة “الشعب” تلمس انشغالات المواطن الجزائري، فوقفت على سلسلة من التحديات في صدارتها التشغيل، وإرساء قطيعة مع البطالة، حتى أن بعض الشباب الجامعي لم يخف أنه يزكي برنامج المترشح الذي ينصفهم بمنصب شغل ويحقق لهم استقرار مهني وعائلي..
الإندماج في مناصب شغل دائمة
قالها وليد بن أحمد 28 سنة، دون أن يفقد أملا في إيجاد منصب شغل يتناسب مع شهادة التقني سامي في الإعلام الآلي التي تحصل عليها منذ ثلاث سنوات: “رغم أنه لديّ عمل كمستخلف ومساعد في مقهى انترنيت، لكنني لم أفقد الأمل في العثور على منصب شغل أو استحداث مؤسسة مصغرة رفقة صديقين لي، ولم يخف انه سيزكي الرئيس الذي جعل في برنامجه الأولوية للمطالب الاجتماعية من تشغيل وسكن ومحاربة البيروقراطية..”.  
ويذهب جمال سيدهم إلى التأكيد أن ما يهم فئة الشباب وأسرهم أن يندمج كل فرد في منصب شغل، لأن البطالة تهدّد الاستقرار وتجعل المستقبل أمامهم مجهول، ويرى أن البرامج الستة للمترشحين المتنافسين على منصب رئيس الجمهورية في سباق الانتخابات الرئاسية، تدرج حيزا معتبرا لحل مشكل البطالة وإن اختلفت الطرق، وينتظر جمال تجسيد الوعود وتجسيد مبدأ التكافؤ لتختفي جميع مظاهر البيروقراطية وكذا المحسوبية..و..و..  
بينما “فاطمة-ن” 23 سنة، تستعد لولوج الحياة العملية لأنه في سنة التخرج تخصص علوم اقتصادية، تقطن ولاية البويرة وبالتحديد بسور الغزلان، كشفت لنا عن البرنامج الذي استقطب فضولها، كونه يولي أهمية للتشغيل وتترقب أن يكرس مبدأ تكافؤ الفرص في الحصول على منصب شغل، لأنها ترى أن قطاع التشغيل ينبغي أن يتكفل به بصورة نهائية.
لكن “عمر-س” من تيزي وزو، يرى أن انتعاش سوق التشغيل لن يتحقق بصورة حقيقية بعيدا عن إعادة الاعتبار للتنمية الاقتصادية، من خلال مشاريع استثمارية واعدة وإنشاء مؤسسات تنافسية تخلق الثروة، وتصبح المؤسسة في كل هذا من تبحث عن أيادي عاملة وتسهر على تكوينها وتأهيلها.
الحلول الفعلية مطلب الجميع
واستهجن عمر معاناة العديد من الشباب من الذكور والإناث بسبب شبح البطالة، ويعتقد أن الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب حلولها لا تقضي على المشكل ويجب أن تمتص البطالة من خلال إنشاء المؤسسات الاقتصادية وترقية الفضاء السياحي وتوفير مناصب شغل دائمة تحقق الاستقرار للجميع.  
ويتطلع حسان ورمزي 25 و27 سنة إلى إنشاء مؤسسة تنشط في مجال النظافة، ويأملون أن تتيسّر لهم الإجراءات، على مستوى الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب، لأنه استحسنوا خدمات آليات خلق المؤسسات بما فيها تلك الموجهة للشباب، داعين إلى تفتحها أكثر وتسهيلها للإجراءات التي تجعل فكرة المؤسسة الواعدة في مشروعها ترى النور، مع تقليص مدة دراسة الملف والاستفادة من القرض.وقال رمزي قبل العناية بالتشغيل كأولوية، ننشد الاستقرار قبل كل شيء، ولن نتنازل عن السلم والهدوء الذين تحققا بفضل تضحيات الشعب الجزائري ووعيه، واستفادته من التجارب الفارطة، وعلى اعتبار أن توفير مناصب الشغل وبناء المؤسسة الاقتصادية وتوسيع الاستثمارات لن يتحقق إلا في كنف الاستقرار.  ويفضل بعض الشباب التفرغ لخدمة الأرض على غرار منير وعبد القادر من البويرة، لأنها مهنة الوالدين والأجداد، ولأنهم يعتقدان أن الثروة الحقيقية والقوت يستخرج من الأرض لذا ينتظران تشجيعا خاصا للشباب الفلاح، لأن خدمة الأرض تتطلب إمكانيات وآلات يتمنيان أن يتم اقتنائها من خلال عملية تقسيط وخاصة يشجع فيها الفلاح الشاب، ويتطلعان للاستفادة من تكوين خاص في تربية الأبقار وغرس الأشجار المثمرة، من أجل المساهمة في وفرة المنتوج الفلاحي والتوجه نحو التصدير الذي يعد حلما يراودهما كون المنتوج الفلاحي الجزائري يتميز بجودة عالية.