طباعة هذه الصفحة

أسواق النفط

رغم الإضطراب الأسعار تحقق مكاسب هامة

سلوى روابحية

عرفت أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي هزات ارتدادية على خلفية الاضطرابات التي مست دولا في الشرق الأوسط، والقلق المتزايد من تداعيات أزمة منطقة اليورو واستمرار الشد والمد بين الجمهوريين والديمقراطيين حول أزمة الديون الأمريكية.
التداعيات المؤثرة على اضطراب أسواق النفط، لم تمنع الأسعار من العودة نحو الارتفاع، حيث سجل الخام الأمريكي مستوى ناهز 91، 89 دولار للبرميل في نهاية تعاملات الاسبوع الماضي مقابل سعر تجاوز 86 دولار في بحر نفس الاسبوع الذي تزامن مع نهاية شهر نوفمبر وفيه عرفت مكاسب النفط الأمريكي أعلى مستوى لم يسجل منذ أوت المنصرم.
ونفس المنحى عرفه خام برنت المرجعي بحر الشمال الذي أنهى الاسبوع على ارتفاع ناهز 45،110 دولار للبرميل بعد ثلاث جلسات وصفت بالحرجة مستفيدا من الانعكاسات التي خلفها الأداء الحسن للبورصات العالمية، بعد الاتفاق المبدئي على تسوية محتملة لديون اليونان، المعضلة الشائكة في البيت الأوروبي، والتي أصبح على أساسها يتم قياس مدى امكانية وحظوظ الخروج من أزمة منطقة اليورو.
المكاسب المحققة في أسعار النفط تعود من جهة أخرى إلى عودة الاضطرابات إلى منطقة الشرق الأوسط والمخاوف المترتبة عن نقص الامدادات منها، فضلا عن بروز بعض المؤشرات حول امكانية التوصل إلى اتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن الديون الأمريكية والتي كانت وراء تصاعد حدة المخاوف من انهيار مالي وشيك في نهاية السنة الجارية، ما لم يتجاوز الطرفان خلافاتهما بشأن الخطة قبل الوقوع في الهاوية المالية، التي تعني المزيد من الضرائب على الأمريكيين لتغطية العجز المتزايد في الميزانية الحكومية.
وكان سعر سلة أوبك قد عرف بدوره تراجعا في مستوياته في نهاية جلسة الاربعاء الماضي، وهي نفس الوضعية التي كانت عليها الأسعار الأخرى ببلوغه 99،106 مليار دولار للبرميل وبانخفاض قدره 08،1 دولار للبرميل، مثلما أعلنت عنه يوم الخميس منظمة الدول المصدرة للنفط، وقد لا يستبعد أن تشهد الأسعار خلال اليومين الماضيين ارتفاعا طفيفا على خلفية العوامل التي كان لها تأثير مباشر على ارتفاع أسعار الخامات الأخرى في أمريكا وأوربا وآسيا.
من جهة أخرى، فإنه من المتوقع استمرار ارتفاع أسعار النفط خلال المرحلة المقبلة التي تشهد ارتفاع حدة البرودة وبالتالي زيادة الاستهلاك الطاقوي، على الرغم من إعادة النظر في التوقعات على مستوى الطلب العالمي للنفط خلال العام القادم.