طباعة هذه الصفحة

ورشات قطاع النّقل تحقّق مكاسب وتنتظر أخرى

مدّ جسور عبور ناجع للاستثمارات المنتجة والسّكة الحديدية الشّريان القوي

سعيد بن عياد

تصدر قطاع النقل بكافة أنواعه المشهد الوطني في السنة الماضية ملقيا بجسور عبور أكثر جدوى إلى السنة الجديدة، التي يرتقب أن تستكمل فيها العديد من المشاريع في ظل تسجيل حامل حقيبته الوزير بوجمعة طلعي ديناميكية في القيام بنشاطاته الميدانية، حرصا على وتيرة أداء فعّالة تدفعه في ذلك إرادة قوية من أجل المساهمة في التنمية الاقتصادية للبلاد، نابعة من ثقافة رجل لا يقبل بأعمال غير مكتملة.
في كافة زياراته الميدانية، لا يتردّد في فتح نقاشات مهنية مع إطارات قطاعه ومسؤولي المؤسسات التابعة لوزارة النقل، على اعتبار فتح نقاش ثري وبناء يقود حتما إلى تحقيق قيمة مضافة للمشاريع التي تلعب دورا بارزا بلا شك في تحسين وتيرة النمو خاصة بالسهر على إنجاز الورشات والاستثمارات في آجالها وبالمعايير السليمة.
كانت السنة المنصرمة حبلى بالمكاسب التي تعزّز قدرات النقل المختلفة لتكون السنة الجديدة موعدا لإطلاق مسار بناء الاقتصاد الإنتاجي المحلي، فقد أبرز وزير النقل من سطيف أهمية الذكاء الاقتصادي الذي يرتكز أساسا على تطوير شبكة السكك الحديدية، مؤكدا أنه يحرص على انجاز برنامج عصرنة القطار ليكون في خدمة النمو. ويتوفر المخطط الوطني لوزارة النقل على حجم استثمارات تغطي انجاز وعصرنة أكثر من 2500 كلم سكة حديدية تكون في خدمة الاقتصاد الوطني من خلال توصيلها بالموانئ، حيث أكّد طلعي ضرورة ربط خطوط السكة الحديدية المنجزة بالموانئ والمناطق الصناعية. ودعا المسؤولين المعنيين لملاءمة الدراسات مع الاحتياجات المحلية في مجال التنمية الاقتصادية، مقدما تعليمات لمسؤولي القطاع لتوصيل خطوط السكة الحديدبة إلى المناطق الصناعية الـ 42 الجديدة التي يتم انجازها عبر الوطن.
وفي هذا الإطار، فإنّ الخطّين الجديدين الرابطين بين جيجل وسطيف بطول 1230 كلم وباتنة بسطيف بطول 130 كلم أيضا يجب ربطهما بمصنع الاسمنت عين الكبيرة  بسطيف وميناء جن جن بجيجل، ومصنع الاسمنت عين توتة بباتنة وفقا لرؤية اقتصادية مستدامة.
 ولدى زيارته إلى ولاية عين الدفلى متفقدا أشغال انجاز نفق بالمنطقة، أكّد طلعي أنّ الجزائر من خلال برنامجها الاستثماري توجد على الطريق السليم في مجال النقل السككي والبري والجوي وكذا البحري، موضحا أنّ الجزائر في المرتبة الأولى إفريقيا وفي تصنيف جيد عالميا. ويندرج تشجيع النقل بالقطار في رؤية لتحسين الخدمة العامة، وإنهاء العزلة عن المناطق الوعرة، انطلاقا من أن السكك الحديدية تشكل أولوية لدى السلطات العمومية لما توفّره من مزايا أبرزها ربح الوقت للأشخاص والبضائع.
وفيإطار الاهتمام بالتنمية في الجنوب الكبير، أكّد طلعي لدى زيارته إلى ولاية تمنراست العمل على دعم ولايات الجنوب بوسائل النقل المختلفة والمكيفة ذات ملاءمة مع طبيعة المناخ الصحراوي من أجل ضمان راحة المواطنين.
وبورقلة أبدى الحرص على إنجاز وفي أقرب وقت خط السكة الحديدية بين توقرت وحاسي مسعود، وتدارك التأخر المسجل في هذا المشروع الذي يكتسي أهمية اقتصادية واجتماعية لتنمية المنطقة. وأكّد أنّ الولايات المنتدبة العشر لجنوب البلاد التي تمّ إنشاؤها في ماي 2015 سوف تجهّز بخدمات النقل الحضري، وتم انشاء فروعا محلية لشركات النقل. ودعا بالعاصمة شركة تسيير محطات النقل البري “سوغرال” إلى تحسين الخدمات ضمن شراكة (عمومية / خاصة) في مجال التسيير، مقدما مثال محطة أول ماي لعنابة والبوني ذات طاقة بـ ٣ . ٤ مليون مسافر /سنة، وتتوفر على 32 رصيف للحافلات لمختلف الاتجاهات.   
وفي نفس السنة، حظي أمن الطرقات باهتمام كبير من خلال تشديد القوانين وتوسيع الصيانة والمراقبة التقنية للمركبات بمختلف الأوزان، وأعلن أن عام 2016 يكون موعدا لاعتماد العمل بنظام التنقيط لرخص السياقة. وتعزّز النقل البحري للمسافرين بإطلاق خط الجزائر / بجاية، دشّنه الوزير في أكتوبر 2015، فيما يفتح قريبا خط آخر بالغرب مستغانم / أرزيو وخط آخر بالشرق. كما حظي التكوين والصيانة بمتابعة دقيقة من جانب الوزير طلعي بالنظر لتعقيدات وسائل النقل الحديثة، ذلك أن التكوين أولوية يجب إدراجها في برامج التنمية لكل مؤسسة تابعة لقطاع النقل البري والبحري والجوي والسكك الحديدية، مع انفتاح على الجنس اللطيف من حاملات الشهادات العليا والمتوسطة لتولّي مناصب عمل ميدانية كقيادة القاطرات، مشيرا إلى ضرورة العمل على إنشاء شركات للصيانة البحرية والجوية قريبا لتعزيز القدرات الوطنية في هذا المجال.