طباعة هذه الصفحة

تقرير «أوبك» لشهر جانفي يكشف عنه غدا الاثنين

احترام المنتجين لتعهداتهم يعزز التخفيض ونمو الطلب

فضيلة بودريش

 

56 دولارا سعر البرميل وانكماش الإنتاج ناهز الـ 90٪

بالرغم من تسجيل العديد من المؤشرات المطمأنة، التي تصب باتجاه تحقيق استقرار السوق النفطية والذهاب نحو  توقع إرساء المزيد من التماسك على صعيد الأسعار، في ظل التزام الدول المنتجة داخل وخارج منظمة «أوبك» بقرار التخفيض من سقف إنتاجها، إلا أن تقييم منظمة «أوبك» لإنتاج شهر جانفي الفارط والمقرر أن تكشف عنه، غدا الاثنين، في إطار تقريرها الشهري، من شأنه أن يحدد بدقة حجم التخفيض ويكرس الالتزام الفعلي الذي كرسته الدول المنتجة، حيث يعول على النتائج الايجابية الذي سوف تحقق في مواجهة التأثير السلبي المسجل، الناتج بفعل تخمة العرض على تقلبات الأسعار وعدم استقرارها.

يبدو أن ملامح السوق النفطية في الوقت الراهن مازالت حرجة، على اعتبار أن معالمها لم تسترجع بعد التماسك المنشود والاستقرار، الذي يجعلها في منأى عن التقلبات المفاجئة، وتبقى الدول المنتجة في هذا الظرف المتغير، تترقب بحذر كبير ما يسجل من مستجدات، بالرغم من أن اتفاق الجزائر التاريخي المكرس في اجتماع فيينا، أفضى إلى إرساء مؤشرات مطمأنة، حققت من خلالها الأسعار استقرارا نسبيا، لكن هذا الاستقرار مازال يوصف بالهش بسبب عدة عوامل مؤثرة خارجة عن إرادة دول منظمة الأوبك وشركائها المنتجين المستقلين، علما أن سعر برميل النفط سجل قبل يومين مستوى الـ55 دولارا بعد أن شارف حدود الـ 59 دولارا، قبل أسبوع، ويمكن القول أنه منذ الفاتح جانفي الفارط، أي مباشرة عقب تطبيق اتفاق أوبك ودخوله رسميا حيز السيران، بداية من شهر جانفي وإلى غاية الأسبوع الأول، من شهر فيفري، أسعار البرميل عرفت مستويات مقبولة حيث جاوزت مستوى الـ55 دولارا للبرميل.
الأسعار من التذبذب إلى الانتعاش
يذكر أنه في ظل ما تشهده السوق النفطية من تذبذب في الأسعار وإمدادات ضخمة، سببت التخمة في العرض، الذي يرجع بدرجة أساسية إلى المخزون الأمريكي، تسعى دول الأوبك، اليوم، من أجل تصحيح معادلة العرض والطلب، بهدف إعادة تماسك الأسعار، لكن يشترط أن لا ينقطع الحوار داخل وخارج منظمة الأوبك وإلى جانب التمسك بخيار التشاور والتنسيق، وكذا استمرار قنوات الحوار مفتوحة أمام أي طارئ يتعلق بمصلحة البلدان المنتجة، وتأتي شهادة وكالة الطاقة الدولية بالالتزام الحقيقي والمستمر لمنتجي النفط باتفاق تخفيض الإنتاج، الذي تم التوصل إليه بالجزائر وتبنيه رسميا في اجتماع فيينا وفق ورقة طريق دقيقة، لتعزز توقع تحقيق الأسعار مستقبلا المزيد من الانتعاش، بالرغم من العوامل الخارجية التي تتجاوز الدول المنتجة من داخل وخارج منظمة «أوبك»، أمام استمرار تأثير المضاربين على أسواق الذهب الأسود. علما أن الأسعار إلى غاية، مساء الجمعة، استقرت عند مستوى الـ 56.18 دولارا للبرميل، وبالموازاة مع ذلك قدر حجم التخفيض من طرف أعضاء منظمة «أوبك»، بحوالي الـ 90٪، وكانت وكالة الطاقة الدولية قد أكدت في بيان لها صدر مؤخرا أن روسيا وحدها، تمكنت من تخفيض خلال الشهر الماضي وطبقا للاتفاق بما لا يقل عن مستوى الـ100 ألف برميل يوميا، أو بنسبة تعادل 0.86٪، بينما الدول المنتجة للنفط المنضوية داخل «أوبك»، التزمت بدورها منذ مطلع الشهر الفارط  بتخفيض أزيد من 90٪، ووصف هذا الانجاز بالخطوة القوية لتطبيق أول اتفاق يفضي إلى تخفيض إنتاج النفط، منذ ما لا يقل عن ثماني سنوات.  
الجدير بالإشارة، فإن دول منظمة أوبك، كانت قد توصلت إلى قرار التخفيض التاريخي لإنتاجها خلال لقاء الجزائر، نهاية شهر سبتمبر الماضي، وتم تثبيت ورقة طريق هذا الاتفاق وتبنيها من طرف الدول المنتجة في أوبك وتوسيعها على الدول المنتجة من خارج هذه المنظمة النفطية خلال اجتماع فيينا، علما أن هذا  الاتفاق ينص على تخفيض إنتاج النفط، منذ شهر جانفي وإلى غاية شهر جوان من عام 2017، بما يعادل 1.8 مليون برميل يوميا، من بينها حصة 1.2 مليون برميل يوميا، تخفضها منظمة «أوبك»، أما المنتجون المستقلون يخفضون حوالي 600 ألف برميل من النفط بشكل يومي.


      
——