طباعة هذه الصفحة

في ظل ترقّب تمديد «أوبك» وشركائها اتّفاق التّخفيض

هل يحدث الطّلب العالمي على النّفط مفاجأة في 2017؟

فضيلة بودريش

رغم تسجيل بعض التذبذب في أسعار برميل المحروقات نهاية الأسبوع الفارط، بفعل تنامي عدد منصات الحفر النفطية  الأمريكية لكنه لم يفقده التماسك النسبي، إلا أن الخبراء مازالوا شبه متأكدين من أن تماسك الأسعار، سوف يتكرس في المرحلة المقبلة، متوقعين تحقيق انتعاش حقيقي للطلب العالمي على النفط، ومن شأن ذلك على ضوء تقديراتهم أن يحسم بصورة نهائية في القطيعة مع الأسعار المنخفضة للمحروقات. وبالموازاة مع ذلك ينتظر أن تواصل الدول الأعضاء داخل أوبك وكذا الدول المنتجة المستقلة والمنخرطة في مسعى تخفيض الإنتاج، تحركها وتنسيقها من أجل تمديد آجال التخفيض مع نهاية شهر جوان المقبل لمدة زمنية أخرى، ممّا يرشح التأثير بصورة مباشرة على استقرار السوق وتحقيق التوازن بين العرض والطلب، وإن كانت روسيا تترقب استقرار الأسعار خلال عام 2017 في حدود مستوى الـ 55 دولارا.
صحيح أنّه في الكثير من الأحيان قد تسفر تقلبات السوق وضغط المؤثرين بشكل مباشر أو غير مباشر على السوق النفطية، عن العديد من المفاجئات الإيجابية وحتى منها تلك الغير السارة، غير أن جميع المؤشرات في الوقت الراهن باتت توحي ببروز الملامح الإيجابية لمستقبل السوق النفطية، في ظل إرادة تصحيح الأسعار من طرف دول أوبك وشركائها من المنتجين المستقلين، هذا من جهة ومن جهة أخرى كون استمرار انخفاض الأسعار يهدد بانكماش الانتاج، الذي سوف يحد كثيرا حجم العرض وقد يتسبب ذلك في اشتعال الأسعار مرة أخرى، وقفزها إلى مستويات قياسية لا تقل عن سقف 100 دولار للبرميل.
جاء الاعتراف والإجماع واضحا من طرف خبراء السوق لمسعى منظمة أوبك، في تجسيد التماسك التدريجي المسجل على مستوى الأسعار، علما أن لجنة مراقبة سوق النفط الوزارية المؤلفة من ثلاث دول من داخل المنظمة، ويتعلق الأمر بكل من  الجزائر وفنزويلا والكويت وإلى جانب روسيا وسلطنة عمان من خارج المنظمة، تسهر على رقابة معدلات إنتاج النفط طبقا لاتفاق الجزائر المكرس في اجتماع فينا شهر ديسمبر الماضي، من أجل دعم الأسعار وتحقيق الاستقرار في السوق العالمية، ومن المقرر أن تجتمع هذه اللجنة مرة أخرى قبل انعقاد مؤتمر أوبك الوزاري المقرر شهر ماي المقبل، بهدف عرض توصياتها حول انعكاسات تطبيق قرار تخفيض الإنتاج على السوق العالمية، وربما الاتفاق على صياغة قرارات جديدة تخدم مصالح البلدان المنتجة للمحروقات.
ويتوقّع حسب مصادر مقربة من محيط  منظمة أوبك، أن يسجل المزيد من التخفيض في إنتاج الدول غير الأعضاء بمنظمة أوبك في إطار اتفاق شهر ديسمبر، ورغم الأصداء الإيجابية المحققة الشهر الماضي، إلا أنه يتوقع الوصول إلى المزيد من الالتزام بالتخفيض شهري فيفري ومارس.
وكان خبراء أمريكيين في مجال الطاقة، قد ذهبوا إلى تأكيد حقيقة أن الطلب العالمي على المحروقات، يشهد نموا معتبرا بل مقتنعون أنه قفز إلى مستوى لم يبلغه منذ 5 سنوات كاملة، ويعتقدون أن يسجل الطلب العالمي للخام سنة 2017 نسبة نمو تفوق المعدل السابق، في سياق يتميز بالتوسع الاقتصادي في الصين و كذا الهند، المرشح أن يبقي أسعار النفط فوق مستوى الـ 50 دولارا للبرميل خلال السنة الجارية بل هناك من ذهب إلى أبعد من ذلك عندما قالوا أن الطلب العالمي سوف يحدث مفاجأة عام 2017.
الجدير بالإشارة، فإنّ أسعار النفط كانت خلال تعاملات نهاية الأسبوع وإلى غاية مساء أمس السبت، قد عرفت بعض الاستقرار الطفيف، حيث بلغت تسوية العقود الآجلة لخام القياس العالمي، أي مزيج برنت في العقود الآجلة نحو ٨١ . ٥٥  دولار للبرميل، مسجّلة ارتفاعا قدّر بـ 16 سنتا أو ٣ . ٠ بالمائة. بينما بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، ارتفع بدوره بأربعة سنتات، أي بلغ مستوى ٤٠ . ٥٣ دولار للبرميل، غير متأثّر بالتّزايد في عدد منصّات الحفر الأمريكية.