طباعة هذه الصفحة

سنة مفصلية لإقلاع قطاع النسيج والجلود

فضيلة بودريش

رغم أن السوق الجزائرية للنسيج والجلود مازالت تعتمد بشكل كبير على الاستيراد، لكن تقدم أشغال مركب النسيج بولاية غليزان في عام 2017 بشكل سيسمح تغطية نسبة معتبرة من الطلب الوطني، وتخصيص حصة للتصدير نحو الأسواق الخارجية، يفتح المجال نحو انتعاش هذا القطاع الذي سيعيد الإنتاج الوطني للألبسة مجددا للأسواق، علما أنه يتوفر في الوقت الحالي نحو 52 مصنع نسيج وجلود في الجزائر، حيث لا يتعدى إجمالي إنتاجها 800 ألف متر من القماش وحوالي 2 مليون حذاء، ويعد عام 2017 بالفعل سنة مفصلية لإقلاع قطاع النسيج، على خلفية توقيع العديد من الاتفاقيات في مجال الشراكة مع الأجانب.
يرتقب أن تكون العودة القوية لقطاع النسيج في الجزائر بعد تهيئة الأرضية للمصانع في 2017، خاصة من خلال مركب النسيج الضخم «تايال» الرائد إفريقيا في إطار الشراكة الجزائرية التركية والكائن بمنطقة النشاطات الصناعية ببلدية سيدي خطاب، علما أنه يوشك على أن يكون جاهزا ويدخل مرحلة الإنتاج قريبا، والجدير بالإشارة فإن الطلب الوطني على النسيج يغطى بنسبة 95 بالمائة من الاستيراد، لكن المركب الجديد سوف يحقق قفزة في صناعة النسيج في الجزائر، من حيث الجودة وقوة المنافسة لأبرز الماركات العالمية، أي   بنسبة 60 بالمائة من إنتاجه، ويمكن القول أنه ما لا يقل عن 12 مليون سروال جينز و12 مليون قميص و6 ملايين قميص بأزرار، وخيوط وقطنيات وأقمشة ستطرح نحو التصدير، ومن المتوقع أن تبلغ قيمة التصدير في البداية حوالي 2 مليار دولار.
 من أهم الاتفاقيات في مجال النسيج التي تم توقيعها في 2017 نذكر إبرام اتفاقية تسمح بإنشاء شركة مختلطة بين «الجزائرية للنسيج» ومجموعة «جيتيكس» عن الجانب الجزائري وكذا شركة «بوينر سانايي» التركية، ويسمح ذلك بإنجاز مصنع ينتج خيوطا مصنوعة من مزيج يجمع بين الصوف والبوليستير.
الجدير بالإشارة، فإن هذا المصنع الذي يكتسي أهمية كبيرة سوف ينشأ على أنقاض وحدة نسيج قديمة، أغلقت أبوابها منذ نحو 11 سنة بمسكيانة، الكائنة في ولاية أم البواقي.
 ينتظر انطلاق هذا المشروع مع نهاية السنة الجارية بطاقة إنتاجية لا تقل عن 3000 طن سنويا من خيوط النسيج، وبلغت قيمته الاستثمارية 16 مليون أورو.
 يعود للطرف الجزائري نسبة 51 بالمائة من الشركة، بينما الجانب التركي، حصته تقدر بـ 49 بالمائة، ويوفر هذا المصنع 400 منصب شغل جديد.
يذكر أنه كان من المقرر أن يتم طرح منتوج مركب النسيج الضخم، الكائن في ولاية غليزان والذي أنجز بالشراكة مع الأتراك، مع نهاية السنة الجارية، لكن يبدو أن الانتهاء من إنجاز هذا المصنع الضخم مازالت جارية، حتى يسوّق منتوج وطني ذا جودة وتنافسية عالية في السوق الوطنية وكذا الخارجية.