طباعة هذه الصفحة

حشماوي يفضل الحريرة ويجيد إعداد بعض الأطباق

سلوك المواطن وجشع التجار يخلّ بالأسعار

سعيد. ب

يتقاسم الأستاذ محمد حشماوي مهمة التسوق في رمضان مع زوجته قائلا «نعم بعد الخروج من العمل أتجول في السوق ككل مواطن قصد اقتناء بعض المأكولات وبالأخص حلويات رمضان فيما تتكفل الزوجة بشراء الفواكه». وعن رد فعله حول ارتفاع الأسعار يوضح قائلا» «صحيح أن الأسعار ترتفع خلال شهر رمضان، لكن هذا يرجع إلى تغيير الطقوس و الطبائع في هذا الشهر الفضيل الأمر الذي يؤدي إلى تغيير نمط الاستهلاك و من الزيادة في الطلب على بعض المواد من جهة و إلى استغلال هذا الشهر من بعض التجار لتحقيق المزيد من الربح».
ويعتبر محدثنا أن السوق الجزائري لازال لم يخضع بعد إلى قواعد قانون السوق بل أن بعض العوامل غير الاقتصادية تؤثر مباشرة في أساسيات السوق و التي هي العرض و الطلب.
ومن بين الأطباق المفضلة لديه يشير إلى «الحريرة» سيدة المائدة مع التمور، أما الأكل الباقي فهو ثانوي بالنسبة إليه. غير انه يقر بمشاركته من حين لآخر في إعداد بعض المأكولات كونه يتقن إعداد بعض الوجبات التي يشتهيها ويتقاسمها مع أهله في جو عائلي متميز تطبعه الابتسامة والنكت
ويبدي أسفه الشديد لارتفاع مستوى التبذير في هذا الشهر الفضيل و برأيه يرجع هذا السلوك المنافي للقيم واقتصاد الأسرة  لتغيير نمط الاستهلاك وحدة شهية المستهلك التي تدفعه لشراء أكثر مما يأكله أي أن قرار الشراء أصبح يخضع لهذه الشهية و ليس للحاجة.
ويحمل في هذا المجال المستهلك يتحمل جزءا من المسؤولية لأنه يفقد قراراه الاقتصادي  ويخضع لشهيته في الشراء و ليس لعقله، كما أن  التاجر يتحمل أيضا جانبا من المسؤولية من خلال عرض الكثير من البضائع دون مراعاة للنوعية مما يتسبب في النهاية في صنع سلوك رمي بعضها.

توفيق حسني يحمّل المستهلك والتاجر المسؤولية
 دقة في اختيار الأطباق والعلامة الكاملة لزوجته

مثل كل رب أسرة يتنقل توفيق حسني الخبير في شؤون الطاقة إلى السوق لاقتناء لوازم البيت، حيث يسجل قراءته الدقيقة للمؤشرات فيوضح انه «أمام ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء يميل بالضرورة إلى اللحوم البيضاء أو السمك» موضحا أن «الكوليستيرول» يعتبر مشكلة الكثير من الجزائريين، لذلك يعتبر أن تقليل اللحوم في الغذاء أمر جيد، غير انه يحمل القائمين على الفلاحة وتربية المواشي الإخفاق في مهامهم.
وعن قراءة الخبير لواقع السوق يصرح قائلا « بالنسبة للخبير فان حقيقة الأسواق ترتبط بسيادة البلاد حيث أننا غير قادرين على تامين أمننا الغذائي في بلد كبير كالجزائر».
وعن أطباقه المفضلة يعتبر أنها ليست تلك التي تزين مائدتنا، وإنما الغذاء الصحي وأنظمة التغذية التي تفرضها قواعد الحفاظ على صحتنا تحتم بان لا يصل أي طبق مفضل للمائدة مثل «بطاطا كوشة» وكبدة مشرملة.
وبخصوص علاقته بالمطبخ فانه يمنح العلامة الكاملة لزوجته الفاضلة لتميزها في فنون الطبخ ورعايتها لصحته ولذلك يمتنع عن فرض ما يشتهيه. ويضيف «الزوجة ملكة في تدوير الأكل فالخبز إما يستهلك أو يحفظ في الثلاجة فلا يصل أبدا إلى النفايات، وهنا يحمل المسؤولية عن التبذير للمستهلك والتاجر والجهات المكلفة بتأطير السوق، فالمستهلكين برأيه وراء التبذير الذي يحرمه دينننا الحنيف كما أن التجار يشجعون الاستهلاك وبالتالي التبذير والدولة التي تدعم الجميع بمن فيهم الذين لديهم أريحية سبب التبذير أيضا.

 شبايكي أستاذ بجامعة الجزائر
الشوربة والبوراك والباقي لا يهم.. هل تتنقل إلى السوق يوميا ؟

بالنظر إلى أن عدد أفراد الأسرة محدود فان  انتقالي إلى السوق ليس يوميا و إنما يتم كلما اقتضت الحاجة بالإضافة إلا أنه في كل مرة يقوم فرد من الأسرة بمهمة الذهاب لشراء ما نحتاجه.
رد فعلك أمام ارتفاع الأسعار خاصة بالنسبة للحوم؟
لفت انتباهي كثيرا ارتفاع الأسعار في هذه الأيام للشهر الفضيل و لكني اعتقد أنه بالإضافة إلى الجشع المعتاد للتجار فإن العامل النفسي يلعب دورا كبيرا و ستنزع الأسعار إلى الاعتدال بدءا من الربع الثاني من الشهر الفضيل ، اما بخصوص رد فعلي فإنه رد فعل اقتصادي صرف إذ  امتنع عن الشراء أحيانا و أحيانا أخرى اشتري بكميات قليلة حتى لا تفقد ميزانية البيت توازنها.
ماذا يدور في رأس الخبير بالنظر لواقع السوق؟
إن الحديث عن السوق عموما في الجزائر يحتاج  إلى صفحات لأنه سوق يمتاز بأنه سيء جدا و غير منظم  فنحن نفتقد للأسواق الكبيرة المجمعة في مكان واحد بل السوق الآن هو محلات منتشرة بلا حسيب و لا رقيب عليها في الوقت الذي يجب أن يكون السوق مؤسسة إلى جانب دورها التجاري فإنه تجب إدارتها للتخفيف من التجاوزات
عندما أفكر في موضوع السوق لدينا فإنه يتبادر إلى ذهني كيف أن أمة القيم الجميلة لا تمارس فيها إلا القيم السيئة للأسف.
ما هي الأطباق المفضلة، وهل تشارك في تحديد الأطباق المحضرة أو تكتفي بتقديم الرأي؟
أفضل في رمضان التمر و الحليب و الشوربة و البوراك و كسرة الشعير و الباقي لا يهم نوعه إذ لست من الذين يمارسون التعجيز.
لكنني لا أشارك عمليا و لكني اعبر عن رأي و عن رغباتي و ابدي أحيانا ملاحظات لإضفاء إضافات على طبق معين.
وقت الإفطار فيما تفكر بالنظر للمواد الغذائية التي ترمى في النفايات مثل الخبز والخضراوات؟
للأسف يزداد حجم الفضلات و  المهملات في شهر رمضان و للخبز حظ أوفر في ذلك وهذا يدل على أن مجتمعنا مضروب في الصميم في مسألة القيم أي أن المدرسة و المسجد ما زالا بعيدين عن التوعية المطلوبة التي تعلم الفرد الاقتصاد في استعمال المواد  المكلفة و النادرة و المدعمة.و يدور في خاطري أمام هذه الظاهرة أن اهمس في أذن الحكومة لتسارع بإعادة النظر في الدعم لتتخلص من أعباء مالية كبيرة و لتضع المواطن أمام التصرف حسب إمكانياته.
من هي الجهة التي يجب إدانتها في مثل هكذا وضعية؟
توجه الادانة بدرجة كبيرة الى المستهلك المفرغ من القيم الذي فقد قيم عدم التبذير و بالتالي فإني أعود إلى قضية الدعم التي يجب أن يستفيد منها مستحقوها و ليس الكل عبر فتح نقاش وطني يأخذ الوقت الكافي لأن كل ما يرمى من الخبز مثلا هو تبذير للأموال و يجب التأكيد كثيرا هنا على مسألة القيم الإيجابية التي فقدناها و لابد من إعادة بعثها في الفرد والبيت والمجتمع الجزائري.