طباعة هذه الصفحة

مسيرة كاتبة أبحرت في عوالم التراث الأوراسي فأبدعت

جميلة فلاح تلميذة الراحلة زوليخة سعودي

خنشلة: اسكندر لحجازي

الكاتبة جميلة فلاح، تلميذة الأديبة الراحلة زوليخة سعودي، وإحدى أيقونات كتابة التراث اللامادي الأوراسي، صنعت مكانتها محليا ووطنيا وبدأ نجمها يسطع عربيا بتتويجها شهر فيفري الماضي بمصر بدكتوراه فخرية من طرف اتحاد منظمات الشرق الأوسط للحقوق والحريات كتقدير رفيع المستوى لنشاطها الفعال الإذاعي والتراثي ومساهمتها في نشر ثقافة السلم والتسامح.

ولدت جميلة فلاح بتاريخ 02 جوان 1960 بمدينة خنشلة، درست المرحلة الابتدائية بمدرسة العربي التبسي بمدينة خنشلة، عند الأديبة الراحلة زوليخة السعودي كأول امرأة مبدعة تأثرت بها جميلة حينما كانت تحمل لها الكراريس والكتب بصفتها رئيسة للقسم، حيث بدأت تحتك مباشرة بعناوين وكتب محمود عباس العقاد مصطفى لطفي المنفلوطي، نجيب محفوظ، ميخائيل نعيمة وغيرها من إبداعات معلمتها ليشكل ذلك أول محطة محركة لملكات الإبداع منذ الصغر في شخص جميلة.
وبالمرحلة المتوسطة التحقت جميلة بمتوسطة الشهيد «أيت زاوش احمد» أين بدأت تكتب الخواطر وتنظّم الشعر بالعربية والفرنسية وتشارك بالمسابقات والنشاطات الأدبية بتميز باهر، لتنتقل إلى الدراسة بثانوية شيحاني بشير، حيث واصلت تألقها الأدبي الإبداعي، لكن شاءت الأقدار أن تنقطع عن الدراسة في مستوى البكالوريا مجبورة من طرف أهلها ليتم تزويجها مجبورة كذلك، لكن ملكات الإبداع والتميز لم تفارقها قط.
خلال مرحلة الزواج وبناء الأسرة، واصلت جميلة مسيرتها الإبداعية بطريقة عصامية بالبحث في التراث الأوراسي وتدوينه وحفظ البعض منه والعمل على تفسيره وتناقله بين الأجيال، وبدأت تراسل المجلات والصحف والإذاعات، ثم انخرطت في جمعية المرأة في اتصال فزاد نشاطها وبدأت تنشر أعمالها في مجلة أنوثة التابعة للجمعية برئاسة نفيسة لحرش التي قدّمت لها الدعم والتوجيه والنصح، خاصة في مجال الكتابة حول التراث بمنطقة الأوراس، فصدر أول كتاب لجميلة عن منشورات الجمعية بعنوان «حكايات، أحجيات وأمثال سنة 2005.
شاركت بقوة في أنشطة تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية في مجال التراث الأمازيغي، ليتم نشر كتاب ثاني بعنوان «حكايات من التراث الأمازيغي»، ليجد رصيدها المدون طريقه إلى النشر، حيث صدر كتابها الثالث عن دار الشهاب بعنوان «أهازيج من الأوراس»، وبعدها أصدرت كتاب «المطرب الراحل علي الخنشلي نموذج من الأغنية الأوراسية» ولازال رصيد زخم بحوزة الكاتبة الشاعرة والباحثة الهاوية في التراث الأوراسي ينتظر النشر.

اقتحمت مجالات العمل الجمعوي والتضامني والسياسي

نشاطها لم يقتصر على الكتابة والنشر فقط، بل كان متنوعا إلى النشاط الإذاعي في مجال التراث، حيث التحقت سنة 2007 بإذاعة أم البواقي كمنتجة لحصص تخصّ التراث الأوراسي والأمازيغي، وحاليا تقدم حصة «قالوا ناس بكري» عبر أثير إذاعة خنشلة تتناول فيها بعض أشكال التراث الشعبي، ألغاز، أمثال وأقوال مأثورة باللغتين العربية والشاوية وحتى الدارجة رغبة منها للوصل إلى أكبر عدد ممكن من المستمعين.
جميلة فلاح ليست بكاتبة وباحثة تبحر في عوالم الذاكرة القديمة في التراث الأوراسي فقط، بل ناشطة جمعوية بامتياز، تترأس جمعية جواهر الثقافية التي تنظم سنويا تظاهرة الأغنية البدوية، وحاصلة على مشروع دعم من الاتحاد الأوربي لدعم فئة الشباب في التصوير الفوتوغرافي ومونتاج الفيديو وغيرها من نشاطات الجمعية لفائدة مختلف الفئات.
اقتحمت كذلك عالم السياسة والعمل التضامني بولاية خنشلة وعدة مناطق أخرى من الوطن، وحاصلة على عدة جوائز وعضويات بجمعيات وهيئات جزائرية ودولية منها جائزة منتدى كتابات نساء البحر الأبيض المتوسط سنة 2009، في القصة القصيرة ولا تزال تجابه الزمن بالعطاء والنشاط اليومي باستمرار وإبداع