طباعة هذه الصفحة

تجربة تدوين التراث الثقافي اللامادي بورقلة

إحصاء 37 طبقا تقليديا و20 زيارة سنوية وتدوين 63 حكاية شعبية

ورقلة: إيمان كافي

 مبادرة تستحق الكثير من التشجيع تلك التي أقدمت عليها مصلحة التراث الثقافي بمديرية الثقافة بولاية ورقلة بسعيها لإحصاء وتدوين التراث الثقافي اللامادي للمنطقة من أدب شعبي حكايات وأمثال وأطباق تقليدية والتي تهدف إلى الحفاظ على الموروث الثقافي للأجيال الصاعدة والحيلولة دون تعرضه للزوال والاندثار.

أوضح الأستاذ عبد الحميد غرياني ملحق بمديرية الثقافة لولاية ورقلة أن مصلحة التراث الثقافي بمديرية الثقافة قامت بإحصاء التعابير الثقافية اللامادية الموجودة في الولاية مع تدوين أغلب المواضيع، حيث تمّ تقسيمها على مجموعة من المحاور منها محور التعابير الثقافية الإثنوموسيقية ممثلة في الأغاني الشعبية والتي تتوضّح أنواعها في العايدي، التريميد، الداني دان، الربوخي والأناشيد المتمثلة في المدائح الدينية وهي طبوع موسيقية تتواجد في أغلب مناطق وادي ريغ ووادي ميه، كما تستخدم فيها آلات الموسيقية معينة على غرار الطبل، الغايطة (تازمارت / الزرنة)، القصعة (تقلالة / تاوجريت)، العود، القرقابو، البندير، القصبة، العصى، الطار(الشرنانة). وبالنسبة للرقصات المعروفة محليا فتتمثل في رقصة التكوكة، رقصة العصي، رقصة الحضرة، رقصة الباشور، رقصة البارود ورقصة البوشايب، رقصة القرقابو، رقصة هاويدي.


20 زيارة سنوية وتدوين 63 حكاية شعبية

وفيما يتعلّق بالزيارات والحفلات الدينية التي تتميز بها المنطقة أحصت المديرية حوالي 20 زيارة سنوية من بينها زيارة سيدي بلخير الشطي، زيارة سيدي مرزوق، زيارة سيدي محمد بن يحي، زيارة لالة منصورة، زيارة سيدي مبارك، زيارة سدراته، زيارة سيدي بن ساسي، زورة لالة الزيغم، عيد لالة مليحة وعيد لالة مرجانة.
أما في شقّ التراث اللامادي المتعلق بالحرف والصناعات التقليدية التي تعرف بها المنطقة وتتجلى من خلاله إبداعات سكان ولاية ورقلة في الحرف التقليدية والفنية، حيث تركوا فيها لمسة فنية تعكس مدى قدرتهم على استغلال الموارد الطبيعية المتوفرة في المنطقة والتي كان الهدف منها أساساً التكيف مع طبيعة ومناخ المنطقة منها صناعة الفخار، وردة الرمال وفن الترميل، صناعة الزرابي والطرز التقليدي والنحت على خشب النخيل الكرناف وغيرها.
وفي التعابير الأدبية منها التعابير الأدبية الشفوية نجد الشعر الشعبي والملحون منه شعر أمازيغي وشعر بالعربية تمّ تدوين فيه أزيد من 51 سيرة ذاتية للشعراء ورقلة مع أحسن قصائدهم أما بالنسبة للقصص والحكايات والأساطير منها قصص باللهجة العربية العامية تم تدوين 43 حكاية شعبية أما القصص بالشلحية (الأمازيغية - تنفوسين) فقد تمّ تسجيل 20 قصة شعبية أمازيغية.

إحصاء 37 طبقا تقليديا خاصا بمنطقة ورقلة

وأضاف أنه من خلال تتبع التعدد والتنوع في الطبخ التقليدي بولاية ورقلة ونظرا لشاسعة المنطقة فلقد تمّ إحصاء 37 طبقا تقليديا تزخر به المنطقة، حيث تختلف هذه الأطباق في التسمية أو حتى في طريقة الإعداد منها، البركوكس (تورشيمت)، الكسكسي بالسلق (إيشود سليق)، البندراق، المرور (إيشونصراير)، المختومة (تاكنيفت تدونت)، الدشيشة (إيوجان)، الرغيدة تاهريست، الحبات (بومفور) والمردود.
وبالنسبة للألعاب التقليدية المعروفة في المنطقة والتي تعد جزء من التراث اللامادي الذي يميز ورقلة فتصنف إلى كلامية، منها الشعر والألغاز التقليدية وأخرى ذهنية مثل السيق، الضامة، الخربقة، لعبة التقزن وألعاب تقليدية رياضية وهي تسلق النخيل، سباق المهارى، سباق الخيول، المصارعة (لقراش).
كما ذكر الأستاذ عبد الحميد غرياني خلال عرض قدمه في إطار يوم دراسي حول جهود مديرية الثقافة في إحصاء وتدوين التراث الثقافي اللامادي أن الهدف من حماية الملكيات الثقافية غير المادية، حسب المادة 68 من القانون رقم 98 - 04، المتعلق بحماية التراث الثقافي الجزائري يتمثل في دراسة التعابير والمواد الثقافية التقليدية وصيانتها والحفاظ عليها وتعني أساسا، إنشاء مدونات وبنوك معطيات تخصّ التراث الثقافي غير المادي عن طريق التعريف والتدوين والتصنيف والجمع والتسجيل بكافة الوسائل المناسبة وعلى الدعائم الممكنة، لدى أشخاص أو مجموعة أشخاص أو جماعات تحوز التراث الثقافي غير المادي، بالإضافة إلى نشر الثقافة غير المادية التقليدية والشعبية بجميع الوسائل، منها المعارض والتظاهرات المختلفة والمنشورات، وكل أشكال الاتصال وأساليبه ووسائله المتنوعة، وإنشاء متاحف أو أقسام.

 الحفاظ على  الذاكرة الشعبية  والوطنية والإنسانية

ومن هذا المنطلق سعت حسبه مديرية الثقافة للاهتمام بهذا المجالات على اعتبار أن التراث اللامادي يعد جزءًا مهماً من الذاكرة الشعبية والوطنية والإنسانية، ينبغي للمعنيين في أي بلد الاهتمام به وتوثيقه وحمايته من الضياع والنسيان، لاسيما أنه تراث روحي أو معنوي، وهذا لا يتأتى إلا بتضافر الجهود، كأفراد حاملين لهذا التراث، مختصين وجمعيات ومؤسسات حكومية وتتمثل مظاهر التراث اللامادي في علم الموسيقى العريقة والأغاني الشعبية والتقليدية الأناشيد والألحان، فن الرقص والإيقاعات الحركية، الاحتفالات الدينية، فنون الطبخ، القصص والحكايات، الأمثال والحكم، الأقوال المأثورة، الألغاز والألعاب التقليدية.
وفي هذا السياق، أوضح من جهته مدير الثقافة لولاية ورقلة مختار قرميدة أن «هذا الإحصاء يبقى اجتهادا من طرف مديرية الثقافة قابل للتطوير بتكاتف جهود كل المهتمين بالتراث الثقافي المحلي وذلك من أجل الوصول إلى إحصاء كل مميزات التراث الثقافي اللامادي الذي تتميز به منطقة ورقلة وتدوينه وحفظه».