طباعة هذه الصفحة

مديرة المتحف العمومي للآثار بسطيف

الجزائر قامت بمجهود كبير لتسجيل تراثها اللامادي لدى اليونسكو

سطيف نور الدين بوطغان

أكدت مديرة المتحف العمومي للآثار بسطيف، شادية  خلف الله أن الجزائر تعتبر من الدول السباقة في إمضاء اتفاقية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، سنة 1972، مما اعتبر انطلاقة هامة جدا في مجال حماية التراث الثقافي، ثم تلته خطوة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى، جاءت تجسيدا لتطبيق هذه الاتفاقية، وهي إصدار قانون يقضي بحماية التراث الثقافي الوطني وهو قانون 04 / 98 المؤرخ في 20 صفر 1419 الموافق لـ15 جوان 1998، والذي بموجبه تمّ إلغاء أحكام الأمر رقم 281 - 67 بتاريخ 20 ديسمبر 1976 المتعلق بالبحث وحفظ المواقع والمعالم التاريخية والطبيعية، الذي كان ساري المفعول لمدة 37 سنة، ماعدا المواقع الطبيعية التي بقيت خاضعة لقانون حماية البيئة.

 في دردشة مع جريدة «الشعب»، اعتبرت المتحدثة أن الممتلكات الثقافية غير المادية هي مجموعة معارف،أو تصورات اجتماعية، أو معرفبة، أو مهارة، أو كفاءات أو تقنيات قائمة على التقاليد فى مختلف ميادين التراث الثقافى، وتمثل ا لدلالات الحقيقية للارتباط بالهوية الثقافية، ويحوزه أشخاص أو مجموعة أشخاص، ويتعلق الأمر بالميادين الآتية على الخصوص: علم الموسيقى العريقة، والأغانى التقليدية والشعبية،والأناشيد، والألحان، والمسرح، وفن الرقص والايقاعات الحركية، والاحتفالات الدينية، وفنون الطبخ، والتعابيرالأدبية الشفوية، والقصص التاريخية،والحكايات، والحكم، والأساطير، والألغاز، والامثال، والأقوال المأثورة والمواعظ، والألعاب التقليدية، حسب قانون حماية التراث الثقافي رقم 04 / 98 .
وأشارت مديرة متحف سطيف، في سياق متصل، إلى ان الجزائر تعتبر من السباقات في امضاء اتفاقية  التراث العالمي الثقافي والطبيعي منذ سنة 1972.
وكذا اتفاقية متعلقة بالتدابير المتخذة لمنع استيراد وتصدير وتحويل الأملاك غير القانونية للممتلكات الثقافية سنة، 1970 وأول دولة تمضي على الاتفاقية الدولية للتراث الثقافي غير المادي سنة 2003، وفي سبتمبر 2009 أمضت الجزائر على البروتوكول الثاني لسنة 1999 لاتفاقية لاهاي لسنة 1954 المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، واتفاقية اليونسكوالمتعلقة بحماية التراث الثقافي التحتمائي سنة 2001.
قرارات تنفيذية هامة ومشاريع متعدّدة
كما اشارت مديرة المتحف بسطيف الى إصدار قرارات تنفيذية على غرار قرار مؤرخ في  2005/04/13، يحدد كيفيات جمع معطيات الممتلكات الثقافية غيرالمادية وتوصيلها، وكذا قرار مؤرخ في 2005/04/13 يحدد كيفيات تنظيم الأرصدة الوثائقية الممتلكات الثفافية غيرالمادية وسيرها، معتبرة أن الترسانة القانونية لحماية التراث غير المادي مهمة، وتتماشى مع القوانين الدولية والمعمول بها في التخصّص.
 وتحدثت خلف الله عن المشاريع المهمة للحفاظ على التراث غير المادي الوطني والإفريقي، منها تقديم الجزائر لطلب شرف احتضان المركز الإقليمي بالجزائر العاصمة لحماية التراث غير المادي في افريقيا مركز، تحت وصاية اليونسكو الذي تمّ إنشاءه في 2014، وتمت المصادقة عليه في 2015 ويعتبر المركز السابع في العالم.
أهدافه  الرئيسية: التعريف بالتراث الثقافي غير النادي،البحث العلمي والتوثيق (مراكز البحث، الجامعات، الجمعيات)، الحماية والتحفيز والتعاون، تبادل الخبرات بين الهيئات الوطنية والدولية من مراكز ومتاحف،ووضع بنك معلوماتي بمساهمة المختصيين والمجتمع المدني.

لائحة طويلة من الموروث الثقافي تنتظر التسجيل والتدوين

وعن دور الجزائر في تسجيل التراث اللامادي للأمة، أمام الجهات الدولية ذات الاختصاص، ذكرت المتحدثة أن الجزائر عملت، من خلال وزارة الثقافة، على تسجيل التراث المادي الجزائري المميز عبر مختلف الولايات ضمن قوائم اليونسكو منها:
ـ «اهليل» مسجل في 2008، تراث منطقة جنوب الغرب للجزائر غير مادي نوع عري وموسيقي وينفذ خلال الحفلات الدينية.
ـ زي الزفاف التلمساني، شمال غرب الجزائر، الشدة التلمسانية.
ـ الإمزاد مسجل 2013 لسكان التوارق صحراء الجزائر موسيقى نسوية يسمى امزاد نسبة للآلة موسيقية تصنع من طرف النساء.
ـ ركب سيدي الشيخ 2013، عابرة عن احتفالات دينية تعرف الزيارة للأولياء الصالحين تدرج خلالها  الأغاني الدينية والمدائح لأهل الصوفية.
ـ السبيبة 2014 احتفالات تقام لمدة 20 يوما خلال شهر المحرم من قبل الطوارق في جنوب الجزار ولاية جانت تتخلل هذه الأحتفالية رقص مزدوج بين النساء والرجال باللباس التقليدي.
ـ السبوع مسجل في 2015  جنوب غرب الجزائر تميمون احتفالا لإحياء المولد النبوي الشريف وتمتد لمدة أسبوع مدائح زيارات تواصل وصدقات.
ـ كيالين الماء مسجل 2018، تحديد انصبة الماء داخل القصور والبساتين في جنوب الجزائر (توات).
كما تحضر الجزائر ملفات لتسجيل ضمن قوائم اليونسكو كتراث عالمي بعض التراث المتمثل في :
تقطير الزهر والورد شرق ووسط الجزائر، خاصة نساء قسنطينة، حلي الفضة بني يني تيزي وزو، الغناء الشعبي الراي، اشاويق، الاياي، السراوي، كما يجري إعدادا لملف المغاربي لكسكس.
 وفي الأخير، أشارت المتحدثة إلى أن الحفاظ على التراث غير المادي مهمة الجميع من مجتمع مدني وهيئات علمية وإرادة سياسية، ويجب أن يكون تواصل بين الأجيال لكي لا تموت هذه الثروات التي يمكن أن تكون دافعا وأساسا للتواصل بين المجتمعات الإنسانية،عن طريق سياسة سياحية قوامها ربط التراث غير المادي بالمادي لنعرف موروثنا الثقافي، والذي يشكل قوام هويتنا ويعرّف الآخر بمهارات أجدادنا ومعارفهم بالحياة واحترامهم للطبيعة .