طباعة هذه الصفحة

الفنّانة التّشكيليّة صابرينة:

لا حديث إلاّ عن الحراك والجزائر روت عطشي

البليدة: لينة ياسمين

كان حديثها في هذه الأيام الرّمضانية المباركة على عكس الكثيرات من بنات حواء، خاصة اللّواتي يعشقن ويتفنن في رسم صور عن أطباق من الطّعام والحلوى، خيالا وفعلا، واقتصار حديثهن عن المأكل وما طاب واستلذ به البطن واشتهته الأعين. استلذته، بل هي تهتم بالأحداث التي تولّدت عن «حراك الشّارع» وعن مستقبل الوطن بعيدا عن لذّة البطن والفن وهموم وطموحات، فهي خائفة في ترقّب، لا تدري ما تخفيه الأيام ويخبّئه القدر، ولكنها تأمل رغم ذلك الاستقرار والأمن والأمان للجزائر وشعبها.
 
« الشعب» التقت بصابرينة، وعادت تسرد يومياتها في رمضان ومع الحراك.
تعترف صابرينة الخبيرة في الريشة والألوان ورئيسة جمعية فسيفساء البليدة، أنّها ليست بالميالة للطعام والجلوس أمام الموائد والسّفرات المفروشة، بأنواع المفروشات والعصائر والسلطات، لا برمضان ولا ببقية أيام السنة، فهي وإن اشتهت فلا يزيد شغفها إلاّ بطبق «البرانية»، ولا ترضى إلا أن يكون «مايد إن بليدة»، والسبب في ذلك أنّ لذّة هذا الطّبق تعود بها إلى زمن الجدة وذكريات والدتها وأيام الصبا، ثم تأتي بعدها سلطة ا لخضروات،الخالية من الدهون والدسم، وتكتفي بالقليل من الماء أو عصير الشربات، بنكهة الليمون الأخضر، وحبّذا لو تمّ قطفه من شجرة وسط الدار. وعن يومياتها الرمضانية، تضيف صابرينة قائلة إنّ يومها عادي جدا فهي المدرسة المعلمة، تُحَضِر درسها وتَحْضُر قسمها، وبعد الفراغ وإن كان ولابد، فهي تتسوق وتشتري بعض الحاجيات لتجهيز مائدة رمضانية عادية وغير مكلّفة، وإن كانت والدتها متعبة فهي تنوبها في طهي الطعام، أما في السهرة فهي لا تخرج ولا تفضّل السمر والسهر، وتستغلّه الوقت في الإبحار في الفضاء الأزرق ومواقع التواصل الاجتماعي، تستقصي الأخبار ومتغيرات الأحداث وجديد الحراك والتحاليل وتتفاعل مع ما يجري، متمنية أن ينتهي الحراك وتنفرج الأمور وتنتهي الأزمة، كي تعود الأحوال إلى طبيعتها. وتشير صابرينة أنّها تأمل أن يتولد الجديد والتغيير عن الحراك، الذي أسر كل اهتماماتها لدرجة أنها فقدت الوزن واصفر وجهها وشحُب، وطلّقت الرّيشة واللوحة ولم تعد تبالي بفنها ولا بانشغالاتها اليومية إلا قليلا، فهي تصحو وتنام على هاجس الحراك لدرجة أنّها وأعضاء جمعيتها قد اختاروا مساحة في المدينة، ورسموا وعبّروا في لوحات رائعة عن «الحراك»، وعن الفن والتاريخ والهوية.