طباعة هذه الصفحة

الممثل والمخرج المسرحي زرزور طبال:

الفنان مطالب بالوعي بدوره في المرحلة التي تمرّ بها بلادنا

ورقلة: إيمان كافي

يرى الأستاذ زرزور طبال الممثل والمخرج المسرحي الذي شارك في الكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية المسرحية، بالإضافة إلى خبرته كأستاذ في فنّ الدراما بالمعهد العالي لإطارات الشباب بورقلة أن من واجب الفنان أن ينخرط في مسار الحراك الذي تشهده بلادنا وأن يتابعه عن كثب من أجل تعزيز مساعي نضاله للتأسيس لحركية فنية مميزة في بلادنا خلال المرحلة القادمة.
«الشعب»: بداية، كيف يقضي الأستاذ زرزور طبال شهر رمضان الفضيل الذي يتزامن هذه المرة مع الحراك؟
زرزور طبال: عندما يهل شهر رمضان بأجوائه الروحانية ونسماته الإيمانية العطرة، يضع كل إنسان طقوساً خاصة به ليمارسها في أيام هذا الشهر الكريم وبالنسبة لي، كما أني أعتبره شهر الكرم والتسامح والمحبة والعبادة هو أيضا فرصة لي حتى أعيد حساباتي مع نفسي في أمور الدين والدنيا، كما أحاول في هذا الشهر الفضيل الابتعاد عن كل مواقع التواصل الاجتماعي للتفرغ للعبادات ومن هنا اعتذر لكل من راسلني على هذه المواقع ولم يجد ردا كل الاحترام لكم ورمضان كريم لكم جميعا.

المثقف والفنان جزء مهم من مسار الحراك الشعبي

كيف تتعامل مع الوضع الراهن، وهل تتابع الأحداث أو تشارك فيها؟
 في الحقيقة أتابع عن كثب الحراك المبارك وحرصت على المشاركة فيه أيضا لكونه يسعى لتغيير نظام فاسد ارتبط بفئة فاسدة قهقرت البلاد من كل النواحي وجعلت الجزائر، هذا البلد الغني على كل المستويات في ذيل ترتيب الدول بسبب النظام الظالم، هذا النظام القائم على الأمر وليس على النقاش.
لكن الأروع في هذا الحراك هو سلميته والمهم أنه يسعى إلى إسقاط الهيمنة على كل شيء سواء في المجال السياسي والاقتصادي وحتى الثقافي والفني، مما أدى إلى إجماع داخل وخارج الحراك وعلى كل المستويات لتغيير نظام حرم الجزائر من تنمية اقتصادية وفنية واجتماعية تتناسب ومقدرات بلد يعد من أغنى الدول بما يزخر به من ثروات باطنية ومقومات سياحية وكوادر البشرية.
 فعلا لا أحد كان ينتظر أن تتحقق هذه الهَبّة الشعبية من جميع مكونات المجتمع التي شاركت وتوحدت، لهذا فعلى المثقف والفنان أن يعي بأهمية دوره في هذه المرحلة والظروف الخاصة.

المسرح كان دوما مسايرا للنقد من أجل التطوير والتغيير

 كيف تصف موقف الفنان من هذه المرحلة، وهل تعتقد أن الحراك سيكون فرصة لتوسيع مجال الإبداع الحر؟
 من الواجب الإشارة إلى أنه ورغم أن سلطة وزارة الثقافة على رأسها عز الدين ميهوبي قبل الحراك قتلت الإبداع في شكله الخارجي والمبدع بالتضييق عليه ماديا وتجاهله، إلا أنها لم تستطع أن تنال منه لأن قلبه ظلّ في الداخل ينبض بروح الإبداع بل وسعى المبدع بإمكانياته الخاصة وإرادته محاولا تعزيز قدراته من خلال التكوين ومن خلال تلك الجلسات الفنية بين المبدعين وأكثر من هذا كان الفنان المسرحي دوما حاملا لفكر الحراك الثوري الذي أدخل عليه الكوميديا السوداء الميلو دراما كنوع من الخطاب غير المباشر وحاول إيصال رسائله على الخط الصعب أي «بين بين» حتى يبقى عرضه الفني، قابلا للتداول والطلب من طرف الجهات الوصية وكان هذا خاصة عند أصحاب الأعمال الفردية أو المونودراما، ومن جهة أخرى كانت الأعمال المسرحية لكثير من الهواة على الخط المباشر مع الثورة على الوضع السائد.
على العموم يمكن القول، إن المسرح في مساره لم يكن يتبنى مغازلة النظام أو التخندق في خطّه بل كان دوما مسايرا لعملية النقد لتطوير وتغيير الإنسان، أما ونحن في هذه المرحلة من الحراك على الفنان والمثقف إدارة النقاشات والحوارات قادرة على تقديم تصورات حول الحركية الفنية تعكس رهانات وتحديات المرحلة، فبعد الحراك سيعرف العديد من المثقفين والفنانين في الجزائر إيمانا أكثر بقدراتهم، وستظهر موجة إبداعية قوية للتعبير عن مرحلة جديدة بعيدا عن الشعور بالإحباط والقيد، كما من المتوقّع أن نشهد الكثير من الجرأة في نقد ما قبل وبعد فترة 20 سنة الفارطة لتفرز لنا نصوصا غنية وحافلة بالمعاني والدلالات وترتقي بالمشاهد، وهنا أراهن بعودة الجمهور إلى الفن سواء المسرحي أو السينمائي إلى القاعة بعد الحراك.
 ما هي طقوس الفنان زرزور طبال في رمضان، النشاطات الرمضانية وجانب العبادات وهل هناك برامج تفضل متابعتها وأطباق معينة تفضّلها؟
أجواء رمضان متميزة جدا وأجدها أحلى في أحضان ودفء العائلة وبحضور الأطباق الشهية التي تزين الشهر الفضيل، والتي لا أستغني فيها عن «شوربة الفريك» و»خبز الخميرة» التي تعدّها زوجتي ولا أنسى تلك المملحات المتنوعة من يد ابنتي أروى.
وكفنان إني أقف وأعبر من قلب الحراك السلمي لرفع راية العدالة عاليا عن طريق حراك شعبي حضاري غير مسبوق في العالم كانت حاضنته الجزائر أرض الثورة والثروة لنشارك ونخرج ونشهد على لحظات يكتب فيها الشعب التاريخ مجددا من خلال هذه الهَبّة الشعبية التي لم تستحدث من عدم فهي مستمدة من روح المقاومات الرافضة للعبودية والظلم والحقرة من عهود مضت لذلك إني أستشرف الصباح قد اقترب.
 ما هو جديدك الفني هذه السنة وماذا عن أعمالك المستقبلية؟
 هناك أعمال فقط لم تكتمل وسنعلن عنها في حينها، أما على مستوى التكوين بالمعهد فقد قمنا بورشات تكوينية في الإخراج لفائدة الطلبة الجامعيين والهواة ومن بينها، كانت ورشة تكوين للمهرجان الجامعي للمونولوق بجامعه الوادي بمشاركة أكثر من 12 جامعة، وورشة التمثيل والإخراج وكتابة النص التي أقيمت بالمسرح الجهوي في مستغانم بتأطير نخبة من الفنانين والأساتذة وبإشراف إدارة المسرح وهي مشكورة على ذلك وقد أثمرت عن تقديم عروض مسرحية نالت نجاحا كبيرا بالإضافة إلى الإشراف ضمن الطاقم الفني والأساتذة على مهرجان مسرح الهواة بمستغانم لتقييم الأعمال المسرحية التي ستشارك هذه الصائفة.——