طباعة هذه الصفحة

رمضان في بلادهم

جلالة الشهر تتغلّب على كل شيء في جزر القمر

يحرص المسلمون في شهر رمضان على إضفاء أبعاد روحية ومادية تعظيماً لهذا الشهر الكريم، وتختلف مظاهر هذا الإجلال من منطقة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر.
في جزر القمر، البلد الإسلامي الذي يقع في قارة إفريقيا في المحيط الهندي، وهو عبارة عن مجموعة من الجزر تقع على نهاية قناة موزمبيق من جهة الشمال، بين شمال مدغشقر وشمال شرق موزمبيق، ويتكون من أربعة جزر في أرخبيل جزر القمر البركاني وهي: أنجزيجة جزيرة موالي وجزيرة أنزواني وجزيرة ماهوريه، بالإضافة إلى العديد من الجزر الأصغر مساحةً. في هذا البلد الذي يمسح نحو  1.862 كيلومتر مربع، ويقدر عدد سكانه بـ798.000 نسمة، يمثل نسبة المسلمين فيه قرابة 86%، ما جعل شهر رمضان خاصية مميزة لما فيه من عادات وتقاليد حافظ عليها أهله.
يعد جزر القمر من أصغر البلدان العربية، ومن أوائل البلدان المسلمة التي دخلها الدين الحنيف عبر التجار، تنتشر في هذا البلد العديد من الطرق الصوفية، منها الشاذلية والقادرية والرفاعية، كما تنتشر فيه المدارس الإسلامية الخاصة بتعليم القرآن والفقه والمساجد التي تعمر أكثر عند رؤية هلال رمضان عندها توقد المصابيح وتتردد الأناشيد والتلاوات.
ومن العادات التي يدأب عليها القمريون في الليلة الأولى من شهر رمضان الكريم التوجه إلى الشواطئ وهم يحملون المشاعل المتلألئة وينشدون عدداً من الترانيم على صوت دقات الطبول إلى الحلول السحور.
حينها تعكف المسلمات على إعداد وجبات جماعية في المساجد أين يتشارك الجميع الطعام وأشهرها «الثريد» وهو عبارة عن طعام من خبزٍ مفتوت ولحم ومرق، وهو نوع من الأكلات التي يعود تاريخها إلى فترة العرب قبل الإسلام، حيث يحتل مكانة خاصة لديهم بين بقية الأطعمة، إلى جانب الموز المطبوخ مع السمك إضافة إلى اللحم والمانجو والحمضيات ومشروب الأناناس والفواكه الاستوائية الأخرى.
للقمريين عادة مميزة إثر صلاة التراويح التي يحرصون على إحيائها كل سنة وهي المسمرات الليلية والاستماع إلى الدروس والمحاضرات الدينية، وخلال الشهر المعظم تغلق الكازينوهات والملاهي الليلية في جميع أنحاء البلاد بأمر من السلطات الحكومية وذلك إجلالاً للضيف الكريم. يحرص القمريون أيضاً على إحياء حفلات الأعراس في شهر شعبان ليعيش الزوجان أولى محطاتهما خلال شهر المبارك لتتغمدهما بركات ورحماته وأفضاله.