طباعة هذه الصفحة

رئيسة جمعية «زهرة الأمل» الثقافية:

الفنان الجزائري يصارع الأمرين من أجل إيصال فنّه وافتكاك حقوقه

باتنة: حمزة لموشي

احتفلت عاصمة الاوراس باتنة، أمس، على غرار باقي ولايات الوطن، بالعيد الوطني للفنان، في أجواء باهتة ميزها الغياب الرسمي عن الحدث، وكذا تشتت فئة الفنانين، حيث أكدت الفنانة التشكيلية أمال بكاي على أن واقع الفن في الجزائر يحتاج إلى إعادة النظر في كل ما يتعلق بحقوق وواجبات الفنان، خاصة وأن الدولة ترصد سنويا الملايين لترقية وتطوير الفن.

تعتقد الفنانة التشكيلية المتألقة ورئيسة جمعية «زهرة الأمل الثقافية»، الأستاذة أمال بكاي أن الفنان يعيش واقعا مختلفا عن ذلك الموجود في أذهان الجمهور، فهو يمرض ولا يجد أحدا يتكفل بعلاجه، حيث تحسّرت محدثتنا لواقع الفن ببلادنا أملة أن يساهم الحراك الشعبي في تحقيق حراك آخر في عالم الفن تكون فيه الكلمة الأولى والأخيرة لأهله بعيدا عن الإملاءات وتصفية الحسابات، مشيرة إلى أنها لم تأخذ حقها كفنانة تشكيلية ورئيسة جميعة ثقافية رائدة في السنوات الفارطة بسبب سياسة الإقصاء المتبعة ضدها من طرف عدة أطراف.
وتعوّل محدثتنا كثيرا على المسؤول الأول للهيئة التنفيذية الجديد لولاية باتنة، السيد فريد محمدي، لتفعيل الحركة الثقافية، خاصة في الفن التشكيلي حيث أشارت بكاي في تصريح لجريدة «الشعب»، أنها رفقة أختها الفنانة بكاي الزهرة هما الفنانتين التشكيليتين الوحيدين وطنيا اللتين ترسمان ألواح فسيفساء بالجلد والزجاج.
وأشارت بكاي إلى أن الفنان يقدم رسالة نبيلة للجمهور، ويساهم في بناء المجتمع، حيث تستغرق أحيانا كثيرة أكثر من شهرين لإنجاز لوحة تشكيلية واحدة، مضحية بأشياء كثيرة مادية ومعنوية، خاصة وأنها تقوم بالرسم على الجلد، ولا يعوض تلك المجهودات إلا فرحة إكمال اللوحة وعرضها للجمهور، تلك الفرحة تقابلها صدمة كبيرة عندما تجد لامبالاة وإهمال من طرف المسؤولين عن الحقل الثقافي وطنيا.
غير أن ذلك لم يمنعها من تعزيز روابطها بالفن وتأسيس جمعية ثقافية قدمت الكثير منذ تأسيسها، ولم تتلق أي دعم مادي من طرف مختلف الجهات المعنية باستثناء المجلس البلدي الحالي برئاسة السيد نور الدين ملاخسو، الذي يبدي اهتمام كبيرا وواضحا بالفن والفنانين، حيث يحرص في كل مناسبة على تكريمهم ومد يد العون والمساعدة لهم وتسخير كل إمكانيات البلدية المادية والبشرية لتفعيل الحركية الثقافية بالبلدية بالتنسيق والتعاون مع مختلف الجمعيات الثقافية وفناني الولاية.
وبخصوص وضعية وواقع الفنان ببلادنا، فتقول بكاي إن أغلب الفنانين محليا او وطنيا رحلوا في ظروف  مؤسفة و مأساوية في أحيان كثيرة،بلغت مرحلة عجزهم عن العلاج، ومنهم من لا يزال يصارع قسوة الفقر دون التفاتة، ومنهم من غير نشاطه للظروف المادية الصعبة، فميدان الفن مخترق من جماعات وأفراد ليست لهم علاقة به، حولوه إلى فضاء مفتوح للبزنسة.
وتختتم بكاي حديثها بتوجيه نداء لزملائها الفنانين  بعدم الاستسلام للواقع ومواصلة النضال، من أجل تحقيق أحلامهم، وانتزاع حقوقهم المشروعة.