طباعة هذه الصفحة

غُرزة لحساب والشبيكة

صنعة قديمة شغفت بها بوحنك أمال فصانتها

حبيبة غريب

 ما أثار كثيرا الفضول والإعجاب خلال معرض الورشات الحية ببهو قاعة المحاضرات الكبرى بجامعة أبو القاسم سعد الله، هي جبة بربرية مزينة بألوان الربيع متناسقة الأشكال التي طبعتها على قماشها الرفيع أنامل الحرفية «العاصمية» في التطريز التقليدي و«غرزة الحساب» أمال بوحنك.
مظهرها الأنيق وابتسامتها البهية، تكملة لحسها المرهف الذي جسدته أشكالا وألوانا متناسقة، حملتها موديلاتها من برنوس وفساتين وشراشف وشالات راقية، عرفت المرأة العاصمية بارتدائها وحياكتها وتطريزها منذ القدم. هي موهبة وحب للخيط والإبرة وفن التطريز، تحول إلى حرفة أتقنتها امال بوحنك  على يد نسوة من عائلتها، ومن خلال دورات تكوينية في مدرسة الراهبات واليوم أصبحت بفضلها تشغل منصب محافظة ومرممة تحف من النسيج والتطريز بمتحف الفنون التقليدية والشعبية بقصر دار «خداوج العمياء» بالقصبة، وهي مهنة نحاول  تقول أمال من خلالها الحفاظ على القطع الأثرية من القماش والجلد وغيرهما.
 وإضافة إلى تحفها التي تجيد بها أناملها، تساعد أمال بوحنك  في  توريث الحرفة التي تعلمتها وانتقالها لغيرها من الشابات والنساء، حفاظا عليها من الزوال، باعتبارها معلما، حيث تشرف على تربصات تدوم من ٣ أشهر إلى سنة حسب الطلب، وهذا مع مراكز التكوين والتعليم المهنيين.