طباعة هذه الصفحة

قال إن حقوق المؤلف تشكل 20% من ميزانية الفيلم

المخرج عمر شوشان: لا توجد إشكالية مع الترجمة

بومرداس: ز. كمال

نفى المخرج عمر شوشان أن تكون هناك إشكالية مطروحة في مجال الإخراج السينمائي خاصة بالترجمة والاقتباس، التي تحاول طرح نفسها كبديل عن غياب أو نقص الكتابة في مجال السيناريو، إنما المشكل الحقيقي الذي يعاني منه المنتجون هو التكلفة الباهظة التي قد تكلف أي مخرج عند محاولة اقتباس عمل سينمائي انطلاقا من كتاب أو رواية مشهورة التي قد تصل حوالي 700 مليون سنتيم، أي ما قيمته 20 من المائة من مشروع الفيلم..
 قال المخرج عمر شوشان في تصريحه لـ«الشعب”، ردا على مسألة هيمنة الترجمة في مجال الانتاج السينمائي، إن العيب ليس في الترجمة بحد ذاتها أو لغة النص الذي قد نجده مكتوبا بأية لغة للتواصل، إنما طريقة معالجة هذه النصوص التي تتطلب أساتذة متمكنين وأصحاب خبرة ليس مبتدئين، وهو ما قد ينجر عن ذلك من تشويه كبير لأصل النص، كما أن أغلب النصوص التي يتم ترجمتها تكون بطلب من استوديوهات الإنتاج التي تكلف مترجمين معروفين بنقل إلى العربية نصوص وروايات عالمية بما فيها تلك التي أنتجها مؤلفون جزائريون في الخارج وهي أيضا مكلفة جدا.
كما اعترف المخرج عمر شوشان في هذا الحوار، أن المخرجين الجزائريين والعاملين في القطاع السينمائي يتحملون جزءا من مسؤولية عدم البحث أو تقبل أعمال بعض الكتاب الجزائريين الهواة المتميزين في هذا المجال، مقدما مثالاً بكاتب مغمور من منطقة غرداية اسمه “أحمد خوذري” تقدم بعمل درامي للمخرج يتكون من 30 حلقة في 45 دقيقة لكل حلقة، تم قبوله مباشرة بعد الاطلاع عليه من قبل لجنة القراءة، بالنظر إلى المستوى الراقي والقدرة على الإبداع، في حين يظل هذا الكاتب وغيره الكثير غير معروفين ببلادنا ولا تعطى لهم فرصة للظهور والتعريف بمواهبهم في مجال الكتابة السينمائية، على حد قوله.
وفي سؤال عن أسباب لجوء عديد المخرجين إلى النصوص العالمية المترجمة بدلا من النصوص المحلية، كشف المخرج عمر شوشان في حديثه، أن النصوص العالمية سهلة المنال، خاصة القديمة منها، التي تحولت إلى إبداع مفتوح دون قيود حقوق التأليف، هذه الأخيرة تحولت إلى عبء كبير للمخرجين، خاصة إذا كان عملا فنيا مقتبسا عن قصة أو رواية لكتاب مشهور خرج حديثا إلى السوق، مؤكدا بالقول إن حقوق المؤلف في عمل واحد قد تكلف المخرج 700 مليون سنتيم، أي حوالي 20 من المائة من ميزانية الفيلم، وهي تكاليف يعجز عن دفعها أحيانا المخرج، بالنظر إلى الوضعية العامة التي يعيشها الإنتاج السينمائي في الجزائر وغياب التسويق التجاري، الأمر الذي يجعل المخرج مضطرا للجوء إلى نص مترجم بأقل التكاليف.