طباعة هذه الصفحة

الرّوائية عائشة بنور:

من الصّعب فصل الثّقافة عن السياسة

أجرى الحوار: نور الدين بوطغان

اعتبرت الأديبة الروائية، عائشة بنور، أن المثقف الجزائري ينتظر من الدولة سياسة ثقافية تخدم الإبداع، وتساعد في انعكاس أثره على المجتمع، وأن الوزارة الوصية يتعين عليها أن تعي دورها جيدا في المشهدين الداخلي والخارجي. وفي حوار معها، قالت عائشة «إنّه من الصعب، خاصة في الظروف السياسية الحالية، الفصل بين الثقافة والسياسة، وأنّه حان الوقت لفهم أكثر للمثقف من طرف السياسيين».

- الشعب: الدخول الثقافي في ظل الأوضاع السياسية الحالية هل من تأثير على الثقافة والإبداع؟
 الأديبة عائشة بنور: إنّ ما تشهده الجزائر في الفترة الأخيرة من تسارع وتيرة الأحداث السياسية، وما أحدثه الحراك الشعبي المتواصل من 22 فبراير الماضي، يؤكّد على أن البلد يخوض معركة جديدة نحو التغيير في دواليب الحكم واللارجوع إلى الماضي، وإجماع على تغليب المصلحة العليا للوطن، بعيدا عن المصالح الضيقة.
 اللافت في هذا الشأن أن الاستقرار السياسي الذي تمر به البلاد، لا محالة سيرمي بظلاله على كافة القطاعات الحيوية، وخاصة القطاع الثقافي الذي بقي لفترة طويلة باهتا في ظل غياب مشروع قانون خاص بالكتاب، توزيع الكتاب، قانون يحمي الكاتب، غياب مكتبات......الخ.

-  وما هو طموح المثقّف الجزائري من تحسينات لخدمة الثّقافة والإبداع؟
 وإذا ما تحدّثنا عن هذا الجانب، فالسؤال الذي يمكن طرحه ماذا نريد؟ في حين أصبح الحديث عن الثقافة مرتبطا أو مرهونا بالاستثمار في الثقافة، ومن الأولويات التي وجب على السياسي الاهتمام بها، حيث يتطلب الأمر إستراتيجية عمل واضحة ورؤية استشرافية تواكب طموح المثقف الجزائري، وتصور يفضي إلى تحقيق إخراج الثقافة من النظرة القاصرة إلى تصور شمولي يحقق الحضور العالمي.
ما يأمله المثقف الجزائري في جزائر جديدة سياسة ثقافية تتكفل بها الدولة، سياسة يشارك فيها المثقف المسؤول غير المتسلق، الواعي بالراهن والمستقبل، وهنا على الجهة الوصية أي وزارة الثقافة أن تعي الدور المنوط بها في المشهد الداخلي والخارجي بعيدا عن المهرجانات التي أصبحت في حاجة ماسة إلى اعادة النظر فيها، في حين هامش الإبداع والفكر فيها ضئيل.

- كيف تقيّمين الدخول الأدبي الجديد في هذا الظّرف الخاص؟
 نحن مقبلون على ما يسمى بالدخول الأدبي، وكذا معرض الكتاب الدولي الذي أصبح واجهة تحفظ ماء الوجه، والإقبال عليه من مختلف الفئات العمرية يؤكد على تعطش المواطن البسيط إلى الفعل الثقافي، وخاصة في المدن الداخلية  والذي ستكون أغلب المنشورات فيه تتضمن الحراك الشعبي، والسياسة الجديدة والتحديات الكبرى التي تواجه الشعب الجزائري في صناعة القرار...الخ.

- كيف تنظرين لعلاقة الثّقافة بالسياسة؟
 من الصعب جدا فصل السياسة عن الثقافة وما لها من تـأثير على ذلك، أعتقد أنّه حان الوقت كي تفهم السلطة والأحزاب السياسية أهمية ودور المثقف، وإعلاء مكانته في تحصين المجتمع وتطوره، وأن عجلة التنمية وحل المشاكل مرهونة بمساهمة المثقف والمفكر للخروج من دائرة الانغلاق والرأي الواحد، والاستفادة من اجتهاداته وقدرته في إعادة التوازن إلى الحقل السياسي الذي يشهد توتّرا كبيرا.