طباعة هذه الصفحة

الفنان والكاتب فوزي سعيداني:

دور الفنّان إيصال صرخة الجزائر العميقة

هدى بوعطيح

نطمح لميلاد جيل جديد من الفنّانين بعيدا عن الانتهازيّين

أكّد الفنان والكاتب المسرحي فوزي سعيدي بأنّه تمّ تجميد الكثير من الفعاليات الثقافية بسبب الوضع السياسي الراهن للبلاد، وذلك بالرغم من أن الثقافة هي لغة صارخة، ورسم فني للأحوال الاجتماعية والسياسية والنفسية للشعوب، مشيرا إلى أن المشهد الثقافي في الجزائر ضحية الواقع السياسي في الجزائر منذ الاستقلال.
وقال فوزي سعيداني في حديث لـ «الشعب»، بأن الحركة الثقافية في عز الأوضاع السياسية الحالية، تعيش وضعا مقهورا، معتبرا انصهار المشهد الثقافي خلال التوتر السياسي دليل على أن الثقافة في وطنه وسيلة لا غاية، كما أنها مادة استغلال وليست مادة إنتاج، ولذلك تم تجميد الكثير من الفعاليات الثقافية بسبب الوضع السياسي الراهن، مضيفا في سياق حديثه «شخصيا أرى أن الوضع السياسي في الجزائر ليس بجنازة حتى يتم تأبين الثقافة»، و»أرى بأن الثقافة هي اللغة الصارخة للتعبير عن الوضع السياسي وإبلاغ صرخة الشعب وليس العكس، صمت الثقافة هو هزيمة لعدم إيصال صرخة الشعب الجزائري».
وأشار الكاتب المسرحي فوزي سعيداني إلى أن الفنان كان منسيا لعقود من الزمن، لدرجة أنه ترامى في الشارع دون مأوى وفي المستشفى دون علاج، حيث كان يعيش في زاوية مظلمة، وفجأة مع التحول السياسي صار الفنان تحت الضوء وأصبح مسؤولا، قائلا بأن كسر إرادة الفنان ومصادرة عمله هو كسر للثقافة ولوجود الفنان وحقوقه.
وأكّد بأن المشهد السياسي يتدعم بالفنان وليس العكس، كما يجب أن يكون في صالح الفنان وليس العكس أيضا، لهذا كان علينا ـ يقول ـ استغلال المناسبات الثقافية لتبليغ صرخة الشعب بطريقة يفهمها الجميع وهي الفن.

الفنّان يطمح لتحسين ظروفه كي يستمر فنّه

وبخصوص ما يطمح إليه الفنان والمبدع والمثقف في ظل التغيير السياسي الحاصل في الجزائر، قال فوزي سعيداني بأنه يطمح في وطنه أن لا يُخيب ظنه الشعب، وأن يكون إلى جانبه، معتبرا الشعب وقود الفنان، حيث قال «بين قاعة مسرح تمتلئ كراسيها وقاعة فارغة فرق شاسع»، مضيفا أيضا بأن الفنان يطمح بعمق لتحسين أحواله وتوفير له ظروف مواتية للعيش والعمل كي يستمر فنه، وعلى وزارة الثقافة أن تكون على علم بأنها في خدمة الفنان، فنحن ـ يقول ـ نطمح لميلاد جيل جديد من الفنانين، بحيث يجب دعمهم وتصفية الدخلاء والانتهازيين على الفن، حتى يبقى هذا العالم نظيفا.
وفي ختام حديثه أكد فوزي سعيداني بأن الدور الذي يجب أن يلعبه الفنان هو إيصال صرخة الجزائر العميقة، قائلا بأن الفنان يجب أن يغني للوطن وليس لاختلافات الشعب، كما أن الفنان يجب أن يرسم الحب وليس ألم الشعب، وأن يحكي عن الأمل وليس عن الماضي، الفنان يجب أن يبلّغ المعاناة ويحسن رسمها ليس أن يعيش المعاناة، كونه ابن الخشبة وليس ابن الرصيف، وأضاف على الفنان أن يمثل الشعب الواحد ويبلغ صرختهم، وعليه مكافحة أشكال التفرقة بين الشعب الواحد، ويدعو إلى المحبة والسلمية من أجل الوطن الحبيب.