طباعة هذه الصفحة

شريفة صياغ مديرة المكتبة الرّئيسية بورقلة:

الأسرة والمدرسة مطالبتان بمرافقة استراتيجيات دعم المقروئيّة

ورقلة: إيمان كافي

اعتبرت مديرة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بورقلة شريفة صياغ، أن استغلال الهياكل التي وضعتها الدولة في خدمة الصالح العام تعد لبنة حقيقية لتحقيق الأهداف المرجوّة في رفع نسبة المقروئية، وذلك بالنظر إلى توفر الهياكل وتسخير الإمكانيات المتاحة من أجل دعم استراتيجيات دعم المقروئية، وهو ما يتوضّح من خلال عدد المكتبات الذي يسجل ارتفاعا ملحوظا.

أكّدت المديرة شريفة صياغ أنّ البرامج التي وضعتها الدولة في سياق استراتيجياتها الهادفة إلى تشجيع المقروئية لا يمكنها تحقيق أهدافها منفردة، حيث يجب أن يصاحبها بالضرورة وعي بأهمية المطالعة في حياة المجتمعات والذي يبدأ من الأسرة والمدرسة، معتبرة أن غرس حب القراءة والمطالعة في النفوس يبدأ من مراحل عمرية مبكرة وانطلاقا من هذه القناعة حرصنا - تقول المتحدثة - منذ البداية على تضمين إستراتيجية الاهتمام بالطفل وضرورة الاستثمار فيه كأولوية قصوى وهذا من خلال فضاء الطفل، حيث يتيح هذا الفضاء ورشات ثقافية للأطفال منها «ورشة القراءة والمطالعة»، وذلك تحت إشراف الأستاذ البشير المزاري.
وقالت محدّثتنا أنّه وعلى الرغم من أن المطالعة كفعل اجتماعي لم يعد كما كان في سابق عهده، حيث لم يكن هناك بيت يخلو من مكتبة مثقلة بالعناوين والمراجع القيمة إلا أنها أكدت على أن هناك اهتماما واضحا يبديه الأولياء بترسيخ فعل القراءة والمطالعة لدى أبنائهم، وهو مؤشر إيجابي للغاية ويعود ذلك بالأساس لاستشعارهم بخطورة محاصرة التكنولوجيا لمختلف نواحي الحياة بالنسبة لهذا الجيل.
ومن هنا ذكرت مديرة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد التيجاني، «أن المكتبة الرئيسية بالإضافة إلى المكتبات الريفية والحضرية التي تعززت بها ولاية ورقلة تعد أحد أبرز الوسائل المرجو منها توسيع حركة انتشار الكتاب وتسهيل المطالعة العمومية عبر خلق هذه الفضاءات، مضيفة أن إرساء إستراتيجية دعم المقروئية المحلية يتبين من خلال عدة نشاطات هادفة إلى تشجيع المطالعة وتعزيز هذه الثقافة من بينها خروج المكتبة المتنقلة لزيارة عدة مناطق تابعة للولاية ورقلة وتنشيط المقروئية في الفضاء المفتوح، حيث تنقلت المكتبة إلى العديد من المناطق النائية، كما تم تخصيص حصص معتبرة من الكتب التي تم توجيهها إلى عدة قطاعات وبعض المكتبات البلدية وتزويدها بعدد معتبر من الكتب».
وفي مجال الرفع من مستويات المقروئية، والتي تعد إستراتيجية هامة تبناها القطاع محليا، فإنه من المهم الإشارة إلى أن دخول المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد التيجاني حيز الخدمة بعاصمة الولاية حسب العديد من المثقفين والأساتذة الجامعيين والطلبة، حيث اعتبروا أنها كانت بمثابة الجرعة التي أعادت الحياة إلى المشهد الثقافي من جديد بفعل احتضان هذا الصرح للعديد من النشاطات الثقافية المختلفة التي أعطت وجهة مختلقة لواقع المشهد الثقافي بورقلة، في انتظار دخول بقية فروعها المتواجدة عبر مناطق مختلفة بالولاية حيز الخدمة، حيث تتوفر بهذه المكتبة ما يفوق 6 آلاف عنوان وفي اختصاصات متنوعة ومتعددة متاحة لجمهور القراء محليا، كما تعد فضاء مهما للعديد من الطلبة الجامعيين، حيث توفر قاعة المطالعة مساحة للقراءة في هدوء، بالإضافة إلى إمكانية الإعارة الداخلية والخارجية للمنخرطين فيها، والذين يقدر عددهم بحوالي 3 آلاف منخرط.