طباعة هذه الصفحة

عصام بحري صاحب دار النّشر «أكاديمي بوكس»

تراجع المقروئية يحتاج إلى دراسات فعلية

قسنطينة: مفيدة طريفي

الهدف: الخروج بناشئة مثقّفة وجيل محبّ للكتاب

أكّد صاحب دار النشر «أكاديمي بوكس» و»شمال إفريقيا»، عصام بحري، لـ «الشعب» أن إشكالية القراءة والمقروئية مشكل وطني كبير لابد من دراسة علمية واجتماعية للتمكن من الخروج ببعض الحلول لتشجيع الناشئة على المطالعة والقراءة.
رغم تدعيم الكتاب من طرف الحكومة عن طريق عدة وزارات لتشجيع الكتاب من مختلف الأعمار كأكاديميين أو باحثين، شعراء، مجاهدين وصرف مبالغ مالية كبيرة لدعمهم، إلا أن هذا الكتاب المدعم يبقى، حسب عصام بحري «يجول بين رفوف مكاتب الإدارات والسفارات كهدايا لا غير، وهو ما يعود على نسبة المقروئية بالسلب».
 واعتبر بحري «المعرض الدولي للكتاب بالجزائر أحسن معرض عربي بإجماع كل الناشرين العرب من حيث الإقبال ومن الناحية التجارية، مقارنة بمعرض الرياضة بالقاهرة والشارقة إلا أن الكتاب الديني وكتب الطبخ والكتاب شبه المدرسي يأتي في مقدمة المقتنيات بالنسبة للعامة»، وبصفتي ناشرا مختصا بالكتاب الأكاديمي وممثل السفارة الكندية والكتاب الكندي بالجزائر، «فإن الكتاب المختص له أهله من دكاترة وباحثين وطلبة رغم سعره المرتفع نسبيا».
 وبالرجوع إلى الإشكالية، يضيف بحري «فإن القراءة ونسبتها مرتبطة بالمحيط، تأتي في مقدمتها أولا العائلة ثانيا المدرسة ثالثا المسجد رابعا الأصدقاء وكذلك ظروف المعيشة الصعبة ونقص القدرة الشرائية التي أضحت هاجسا يؤثر بشكل أو بآخر على سلوك المواطن، مع غلاء سعر الكتاب وارتفاع سعر الورق، أدى إلى أن الجزائري يفليكسي 1000 دج ولا يشتري كتاب، وذلك لاعتبارات كثيرة».
حقيقة يمكن القول أننا نجد عزوفا عن القراءة ، بحيث يقول المتحدث  « يمارسها سوى النخبة المثقفة في المجتمع، أو طلبة الجامعات الذين يقرأون من أجل الامتحانات أو الحصول على وظائف، بل هناك أقلية قليلة من تقرأ من أجل العلم والتحصيل المعرفي، بالرغم من أن القراءة هي نقطة الانطلاق للإبداع والابتكار، ولكن العوائق والمثيرات التي يهدر المواطن العربي وقته أمامها كثيرة مثل التلفاز، وانتشار نظم الاتصالات والاستعمال المتزايد للحاسوب، والتوسع في استخدام شبكة الانترنت، إضافة إلى سعيه وراء لقمة عيشه، وكذا ارتفاع نسبة الأمية في المجتمع وارتفاع سعر الكتاب، كلها جعلت نسبة القراءة تتضاءل، وكلما تراجعت نسبة القراءة لسبب أو لآخر قل التفكير والتخطيط وتخبطنا أكثر في الظلم والظلام.
إن تدني المستوى المعيشي في البلدان العربية، حسب بحري، وانخفاض معدل الدخل للفرد يساهمان كذلك في أزمة المقروئية، ويعتبر أحد أهم العوائق التي تحول بين القارئ واقتناء الكتاب، كما يعتبر اقتناء التكنولوجيات الحديثة من أكبر العوائق الاقتصادية التي تقف في وجه المقروئية في الوطن العربي، حيث يقضي الشباب جل أوقاتهم أمام هذه الملهيات والمغريات لمدة غير يسيرة وينفقون جل أموالهم عليها، وذلك من خلال اقتناء الهواتف الذكية بأسعار باهظة وتسديد اشتراكات الانترنت الشهرية وتحميل التطبيقات عالية الجودة، والعزوف عن شراء الكتب التي تعتبر أسعارها باهظة بالنسبة إليهم، بالرغم من أن أسعار الهواتف وغيرها يكون ضعف سعر الكتاب.