طباعة هذه الصفحة

استهوتهم الرّواية

كتّاب شباب يحلمون برفع راية الأدب الجزائري دوليا

عنابة: هدى بوعطيح

باتت الرّواية اليوم مقصد العديد من الكتاب وعلى رأسهم الشباب، الذين يخطون خطواتهم الأولى في عالم الكتابة، فلا تمر سنة دون أن تجد ميلاد اسم كاتب جديد على الساحة الثقافية الجزائرية، أسماء لا تحمل القلم فقط لمجرد خربشات على الورق، وإنما تسعى لأن تكون لها مكانة وسط كبار الروائيين الذين تزخر بهم الجزائر، ولِمَ لا المنافسة في المحافل الدولية؟.
شباب طموح يسعون لفرض تواجدهم في عالم الثقافة، وأن يرفعوا راية الأدب الجزائري في سماء الأدب العالمي، شباب يطمحون لترسيخ اسمهم وسط كبار الكتاب، وحمل المشعل لمواصلة مسيرة من سبقوهم في هذا العالم، بالرغم من التحديات والصعاب التي تواجههم، إلا أنهم يواصلون المسير بخطى ثابتة تجسيدا لطموحاتهم.
أسماء جزائرية كثيرة تصدر اليوم روايات لها قرائها، تشارك في معارض وطنية ودولية، وتعمل على بيع بالتوقيع لإصداراتها التي تلقى الإقبال والرواج بالرغم من حداثتها، وهنا لا يسعنا الحديث عنهم جميعا، ولكن البعض منهم ممن استطاعوا رفع التحدي وولوج عالم الرواية من أوسع أبوابه، على غرار الكاتبة خديجة تلي والتي كان لنا معها حوار سابق كشفت فيه عن أن بداياتها كانت في مجال القافية، لتنتقل بعدها لكتابة العديد من القصص منها قصتين الأولى بعنوان «الهطول حبا» والثانية في كتاب جامع عن «دار يوتوبيا» بعنوان «على إيقاع النبض».
لتراود الكاتبة خديجة تلي بعدها فكرة كتابة رواية، خاصة وأنها كانت متأثّرة بأسلوب أحلام مستغانمي وتقرأ لها رواياتها، حيث أرادت خوض التجربة، لتكتب الفصل الأول منها ثم توقفت عن الكتابة، على اعتبار أن الرواية تحتاج إلى وقت وجهد وبحث ونفس طويل، إلا أن طموحها ـ كما قالت ـ بقي يزيد يوما بعد يوم في إنهاء ما بدأت به، وإذ بها تستجمع قواها وتضبط وقتها وتعكف جاهدة على الكتابة، حتى انتهت من أول محاولة لها بعنوان «لا تفلتي يدي»، وتحلم خديجة اليوم بأن تنجح في الوسط الأدبي، وأن تكون كاتبة رواية وشاعرة بكل ما تعنيه هذه الكلمات من معنى، وترفع راية  الأدب الجزائري في سماء الأدب العالمي.
فوزي سعيداني كاتب شاب له طموح يتعدى سنه، يحب المسرح، وكتابة الأشعار والروايات، بالرغم من العوائق التي تواجهه، لا سيما فيما يخص غلاء النشر، إلا أنه يرغب في تحديها ليحقق طموحه، في أن تلقى أعماله رواجا كبيرا، وتساهم في بعث القيم الأخلاقية والتأثير بإيجابية، وأن تحظى بدراسات تحليلية ونقدية أكاديمية..
كتب فوزي سعيداني «الضاوية»، «قبلة الجبين»، «رحيل آمنة»، «فاطمة»، «بنات القرية»، «حزن» و»رحيل»..وبالرغم من أنها لم تنشر في كتاب وبقيت حبيسة أدراجه، إلا أنه يأمل بأن تجد هذه الروايات الصدى يوما ما، ويحقق حلمه الذي يسعى إليه ككاتب وروائي ومسرحي..
مجرد مثالين على كاتبين طموحين استهواهما عالم الرواية، ويمكن القول أن المعرض الدولي للكتاب في طبعته الأخيرة كان شاهدا على ميلاد أقلام شابة، حيث عرف حضورا قويا للكتاب الشباب، الذين أشرفوا على بيع بالتوقيع لرواياتهم على غرار الكاتبة «منال البرج» من ولاية غرداية والتي قدّمت روايتها «وجدان»، إضافة إلى «تجاعيد العتمة» لأحمد حماني، و»ليريكا» لعبد الجبار بومقواس، «أناشيد ملح سيرة حراك» للعربي رمضاني و»سوسطارة» لحنان بوخلالة..وغيرها من الإصدارات لشباب اختاروا الولوج لعالم الرواية، والعمل على النهوض بها، وصنع اسم للرواية الجزائرية في المحافل الدولية.
شباب اختاروا السير على نهج كبار الكتاب الذين أنجبتهم الجزائر واحتفوا بهم عالميا، أمثال أسيا جبار، أحلام مستغانمي، ياسمينة خضرة، ربيعة جلطي، أمين الزاوي واسيني الأعرج..وآخرون.