طباعة هذه الصفحة

أستاذة اللّغات مروة بعجي:

ترجمة الأعمال الأدبية هي الأصعب

السيلة:عامر ناجح

أكّدت أستاذة اللغات بجامعة محمد بوضياف بالسيلة، مروة بعجي، أن وضوح الدلالات المفاهيمية للترجمة لدى غالبية الناس نظريا إلا أن الأمر أشد تعقيدا ممّا تبدو عليه خاصة من ناحية التطبيق، وهذا ما تمّ تداوله في التحليلات النظرية لجورج مونان، التي فحواها أن «الترجمة احتكاك بين الألسن وواقع من وقائع ازدواج اللسان».
 
 ترى مروة بعجي أن ازدواجية اللسان ‘’إن لم تكن احتكاك بين الألسن فإنّ الترجمة تصبح مستحيلة بحكم أن الاحتكاك يولد ازدواجية اللسان، كونها فنا قائما على العلوم اللغوية والذي يقوم بدوره على نقل نص من لغة معينة إلى لغة أخرى»، ومن هذا المنطلق يصح القول حسبها «أن الترجمة تعتبر من أحد الأنشطة البشرية التي تهدف إلى تفسير المعاني التي تتضمنها النصوص، وتحويلها من لغة المصدر إلى نصوص بلغة أخرى، أي اللغة المراد الترجمة اليها».
ويمكن أن نستشهد تقول «مثلا بترجمة النصوص الأدبية خصوصا الشعرية منها إذ تخضع للمبدأ عينه، فيتم الاعتماد على البنية المعجمية والصرفية والتركيبية والبلاغية، مؤكدة في ذات السياق «أن الترجمة تحتم على المترجم أن يكون متحكما في اللغتين المراد الترجمة منها وإليها، وأن يكون مطلعا على ثقافة البلد الذي يترجم منه بالإضافة إلى إلمامه الكبير بالمصطلحات القانونية، وهو ما يوضّح صعوبة تطبيق الترجمة لأنها تعتبر إشكالا لدى بعض المترجمين خاصة ما تنوعت الترجمة.

 تصنيفات متعدّدة ومتفرّعة

 فهناك الترجمة الأدبية وهي أكثر التصنيفات صعوبة على غرار باقي أنواع الترجمة، لأن المترجم في هذا النوع مطالب بنقل معان من لغة إلى أخرى، وكذلك وصف الحالة الشعورية والأحاسيس التي عاشها المؤلف الأصلي وبالتبعية انتقلت الى المواطنين في بلد المؤلف الأصلي، في إشارة المتحدثة بخصوص الترجمة الدينية لأهميتها الكبيرة كونها وسيلة مهمة لنشر ديانة معينة في ربوع العالم بلغة معينة من خلال التعرف على القواعد والشرائع التي تلم الديانة بالنسبة للمنتسبين إليها.
وفي سياق آخر، اعتبرت أستاذة اللغات بجامعة المسيلة الترجمة العلمية تعتمد على مقومات تختلف عن غيرها من أنواع الترجمات نظرا للحاجة إلى الإلمام بالمصطلحات العلمية، وكذا محاولة إيجاد بدائل لها في اللغة المستهدفة، وغالبا ما تقتصر الصعوبات أو الإشكالات التي تواجه المترجمين في كل أنواع الترجمات بمختلف أنواع اللغات، أهمها عدم وجود ما يحمل نفس المعنى بالنسبة للكلمة، لذا وجب على المترجم أن يقوم بتضمين أقرب المعاني للغة المراد الترجمة إليها قدر المستطاع.

 قلّة  المترجمين المحترفين

وفي حال إسقاط واقع الترجمة في الجزائر، أشارت المتحدثة أنّه لا نجد الترجمة محصورة فقط في الأعمال الأدبية، فنسمي مترجمين الذين يترجمون كتابيا أما الترجمان هو الذي يترجم شفهيا إذا تعتبرهم شبه منعدمين، أي لا نجد مترجمين فاعلين في بلادنا إلا تقريبا الهواة، وهؤلاء لا يعتبرون مترجمين حسبها، مستشهدة بالكاتب كاتب ياسين الذي لم تعتبره مترجما وإنما هو ناطق باللغتين العربية والفرنسية، كما نستطيع إرجاع الإشكالات في سياسة وماهية التعليم المتواجدة في التعليم العالي، لأنّنا لا نملك تطبيقا لما يتعلمونه طلبة معهد الترجمة، إذ يتعلمون فقط تقنيات الترجمة من وإلى لغة معينة، كما لا نملك تخصّصات للترجمة، وهذا إشكال وجب مراجعته كما يوجد مشكل ترجمة بعض المصطلحات حسب التّخصّص، وهذا لا نملكه مثلا لترجمة بعض المصطلحات القانونية بالنسبة للمحامين لا نملك مراجع أو مكاتب ترجمة تترجم مثل هذا النوع من الترجمات لأنّهم ليسوا أهل الاختصاص،  بالإضافة إلى نقص خبرة الأساتذة المدرسين في هذا المجال.
وختمت مروة بعجي كلامها معتبرة أنّ «الترجمة فن مثلها مثل فنيات كرة القدم، فكلّما تمرّنت كثيرا وجيدا على تقنيات الترجمة وفنياتها، كلّما تمكّنت من اللعب الجيد والسليم والصحيح بالمصطلحات والمفاهيم».