طباعة هذه الصفحة

الدكتور علي كرزيكة:

استثمار يساعد على بناء المجتمع

تمنراست :محمد الصالح بن حود

يرى الدكتور علي كرزيكة، أستاذ علم الآثار الإسلامي بجامعة الحاج موسى أخموك بعاصمة الأهقار، «أن التّكفّل بالثّقافة التارقية جمعاً وتدويناً وتوثيقاً ودراسة واستثماراً، يساعد بدرجة كبيرة على فهم أسس البناء الاجتماعي والثقافي والحضاري والمعرفي والاقتصادي والسياسي لهذا المجتمع، ومنه مساهمته في بناء الدولة الأم، وترسيخ الوحدة الوطنية».
أكّد رئيس قسم علم النفس وعلوم التربية بجامعة تمنراست، خلال الحديث الذي جمعه بـ «الشعب»، أنّ التوارق في الجزائر لهم قيم وأخلاق وفنون مازالوا متمسكين بها، فهم عاشوا ومازالوا على عادات وتقاليد أسلافهم، فالمتأمل للثقافة التارقية والمعايش الفعلي لمجتمع «إيموهاغ»، يكتشف هذا التنوع في العادات والتقاليد الضاربة في جذور التاريخ، فقيمة الآخر واحترامه عند التارقي نلتمسها من خلال ما يعرف باللغة الأمازيغية - تماهق - (الشك).
في هذا الصدد، وقف المتحدث على تفسير كلمة «الشك» جاعلا منها مثلا عن التنوع الذي تتمتع به الثقافة التارقية، باختلاف تفسيرها عن العربية التي تعني الريبة وعدم الاقتناع، في حين عند التوارق تحمل الكثير من المعاني منها كالاحترام والتقدير والتسامح والحوار...، مؤكّدا بأنّ هذه الكلمة هي المرجع الحقيقي لكل تارقي يحترم ثقافته وثقافة الآخر، ومنه يجسّد التعايش وتجسيد الوحدة الوطنية بين أطياف المجتمع الواحد.
يضيف الأستاذ الجامعي علي كرزيكة في هذا السياق، أن هذه الخصلة التي استغلّها المستعمر الفرنسي، بحيث تقمّص كل عادات وتقاليد «ايموهاغ» في لباسهم ومعيشتهم اليومية ومعاملتهم، إلا أن التوارق كانوا فطنين وأذكياء بأن هؤلاء مهما مارسوا عاداتنا وتقاليدنا بقوا في نظرهم مستعمرين، والمقاومة خير دليل على ذلك، وفي النهاية رفض التوارق التطبيع مع المستعمر واختيار خيار الاستقلال، الأمر الذي يؤكّد حسب رأيه أن الثقافة التارقية والأمازيغية في الوطن تساهم بقدر كبير في مد جسور الترابط بين أفراد المجتمع، من خلال انفتاحها على الآخر ومتقبلة ومتحاورة معه.
في نفس السياق، يؤكّد المتحدث أن هذا الانفتاح  والإزهار جعلاها متقدمة في جميع المجالات والميادين، وحقّقت في مختلف الفترات نوعاً من التعايش مع جميع الثقافات الموازية لها في نفس الفترة، ومنه المساهمة في ترسيخ الوحدة الوطنية بين أفراد المجتمع المكون للوطن.