طباعة هذه الصفحة

الكاتب الرّوائي عبد الرزاق طواهرية:

إيجابيات متعدّدة يعيبها انعدام حماية الملكية الفكرية

إيمان كافي

يرى الكاتب الروائي عبد الرزاق طواهرية الحائز على جائزة رئيس الجمهورية علي معاشي 2019 عن روايته «شيفا»، أنّ النشر الالكتروني لابد له وأن يسيطر على الوضع مستقبلا في عالم الأدب، ويستند في ذلك على العديد من المبرّرات، مؤكّدا على ضرورة الحفاظ على النشر الورقي كأحد الوسائل الضرورية للنشر في عالم الأدب تحديدا.
يعتبر محدّثنا أنّ النشر الإلكتروني يعد أحد السبل الحديثة التي يعتمد عليها الكتّاب اليوم لنشر أعمالهم؛ خصوصًا أولئك الذي لا يملكون تجارب نشر ورقية، فأي كاتب شاب أنهى عمله الأدبي سيصطدم بعائق كبير يدعى دار النّشر، والتي تقف أمامه كـ «البعبع» ـ كما ذكر الكاتب - بما أنها مؤسسة ربحية تسعى أولا لتحصيل فوائدها قبل أن تلتفت إلى نص الكاتب حديث العهد بالنشر.
وبالحديث عن ذلك، أوضح المتحدث أن أول ما يدفع بالكتّاب إلى اللجوء للنشر الإلكتروني كبديل عن النشر الورقي من جهة، هو تلك السمعة السيئة التي نُقلت عن دور النشر، والتي ستصنع حاجزا يقف في وجه الكتّاب الشباب؛ الأمر الذي يدفعهم إلى العزوف عن النشر الورقي والبحث عن بديل يوافق شروطهم الخاصة، ويضمن نشرهم لمادتهم الأدبية والتّحكم فيها دون دفع فلس واحد، ومن بين هذه البدائل نجد بديل النشر الالكتروني.
ومن جهة أخرى، فإن البعض يرى في النشر الالكتروني بديلا هاما للنشر الورقي، فمن إيجابياته أنه يحمي جيب الكاتب من الخسارة ويوسّع من دائرة معارفه داخل الفضاء الافتراضي وبين مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنه وسيلة سريعة لنقل الأعمال الأدبية دون مقابل إلى كافة المهتمين من جميع دول العالم.
ولكن في خضم هذه الايجابيات؛ يشير الكاتب إلى أنّنا نجد الكثير من السلبيات التي ستجعل من النشر الالكتروني تجربة سيّئة؛ فالنشر الالكتروني لا يحمي حقوق الكاتب من السرقة أو القرصنة وإعادة الطبع من طرف دور  نشر خبيثة؛ فضلا على هذا فالكاتب سيجد نفسه بعيدا عن حضور المعارض الوطنية والدولية، وهذا لغياب رقم الإيداع الدولي الذي تمنحه دور النشر لكتابها المتعاقدين معها فقط، أيضا فالنشر الالكتروني يمنع الكتّاب من المشاركة في المسابقات الأدبية المحلية أو العربية، كما يحرمهم من الاحتكاك ببقية الكتاب في المعارض والمؤتمرات الصحفية والأنشطة الثقافية.
بعبارة أخرى النشر الالكتروني يُبقي الكاتب رَهين الفضاء الافتراضي دون الخروج إلى الواقع والاحتكاك بالنخبة الناجحة من الكتاب والأدباء قصد اكتساب الخبرة منهم ومن أعمالهم.
وبالحديث عن النشر الإلكتروني كأمر واقع للنشر الأدبي مستقبلا ذكر الكاتب عبد الرزاق طواهرية، أن العملة الورقية تأخذ تدريجيا منحى إلكتروني وكذلك الأمر بالنسبة للكتب الورقية والتي قد يصبح عرشها مهددا بالسقوط خلال السنوات القادمة، خاصة بعد اكتساح النشر الإلكتروني، ومن هنا أضاف أنه وجب حفظها (الكتب الورقية) على الأقل لتبقى أثرا يرمز لجيل مضى من الأدباء.