طباعة هذه الصفحة

راضية بن مبروك:

الجزائريّــة كـانت دائمــا رمــزا للنّضـال والصّمـود

حمزة لموشي

تحتفل نساء عاصمة الأوراس باتنة، على غرار كل الجزائريات ونساء العالم بالعيد العالمي للمرأة المصادف لتاريخ 8 مارس من كل سنة، حيث تعتبره ضيفة جريدة «الشعب»، الشاعرة المتميزة الصاعدة راضية بن مبروك، رمزا للصمود، التحدي والنضال.
تؤكّد بن مبروك، الشاعرة المختصة في الشعر الشعبي، أنها قصّرت في حق المرأة في أشعارها، لأنها لا تكتبها مادحة إياها إنما كتبت لها تخاطبها وتنصحها في عدة قصائد رغم أنها امرأة وأنجبتها امرأة إلا أنها لم تمدحها ولا في قصيدة بل كتبت عن شعورها الرقيق حين تحب وحين تعشق وحين تفارق وحين تصير أمّا، مشيرة إلى أنها تعتبرها الزهرة الجميلة في البستان، وعدّدت بن مبروك مكانة المرأة في المجتمع كأم وعمة وخالة وصديقة وأستاذة، فهي حسبها رمز للحب والحنان والعطاء والصمود والشموخ.
وتعتبر الشاعرة الفنانة راضية بن مبروك من الشاعرات القلائل التي تكتب الشهر الشعبي بالجزائر رغم حداثة تجربتها، فهي من مواليد 1994 بلازرو بولاية باتنة، حيث أوضحت في تصريح لـ «الشعب»،  أن بدايتها مع الكتابة بدأت بكتابة القصائد التي تتعلق بمختلف المناسبات الوطنية كعيد الثورة وعيد العلم وغيرها من المناسبات.
عاشت شاعرتنا في ريف صغير معزول عن كل ما هو متطور درست فيه وانتقلت للطور المتوسط، وشاءت الأقدار أن تنقطع عن الدراسة لظروف صحية لكن إرادتها بقية قوية تحدت المرض وصعوبة الريف وأكملت دراستها بالمراسلة.
وأضافت محدثتنا أنها دائما طمحت إلى معالجة كل موضوع من خلال الشعر لأنها تجد نفسها في شتى المواضيع كالهجرة والمرض والشباب وغزة، وبما أن الشعر عفوي ليس إدماج فهي لم تختر الشعر الشعبي فقط بل أحبت حروفه لأنه يصل إلى مسامع الناس أكثر، فواقعه حقيقي وقد أنشئ لأجله عدة مكاتب بولايات مختلفة كالجلفة وأم البواقي وغيرهما.
وقد كانت معظم قصائدها تضيف بن مبروك عن الثورة وغزة المحتلة ومشاكل الشباب منها الغزلية، مقدمة بهذه المناسبة اعتذارها للمرأة لأنها لم تمدحها ولو في قصيدة بل كنت تنصحها مع شيء من المعاتبة، وكان لها ديوان غزلي عن المراة اكتشفت من خلاله شعورها حيث قدمت لها خدودها بالدموع مروية و»جفن العين واد جاري يا طير وصلوا سوال برية واحكيلو ما جرى بحالي».
وكان دخول الشّاعرة لعالم التأليف وكتابة الشعر في البداية مجرد تجربة أو هواية ولم تدرك أنها ستدمن على الاثنين، فكتبت قصائد قصيرة عن الثورة وعن يوم العلم وغيرها وألفت قصصا للأطفال سردتها لصغار الريف ممثلة لمختلف الأدوار مدونة ذلك في كناش صغير كانت تحتفظ به تحت وسادتها، وكانت تلقي قصائدها أمام زملائها فالابتدائي وصولا لمجالستها لكبار السن والمجاهدين.
وجهّزت ديوان شعري بعنوان «دموع لا تجف» طبع بلبنان، وكان عمرها 12 سنة واصلت الكتابة في جو العزلة والريف الذي تعتبره مصدرا لإلهامها وتطورت قصائدها، وازدادت وبدأت كتابة شعر الغزل الذي كان ولأول مرة في سن 18، وجهّزت ديوان بعنوان «الدموع تحكي» نشر إلكترونيا من قبل مجلة «الضياء» المصرية.
وعن الصعاب التي واجهتها في مسيرتها الفتية، فأكّدت بن مبروك أن طريق النجاح طويل مليء بالعوائق الطبيعية والبشرية كعزلة المكان الذي عاشت فيه والظروف الصحية وكذا انعدام الجانب الثقافي في الريف وكذا عائق صغر السن حين كانت تتلقى دعوات عدة للمشاركة ولصغر سنها كان يصعب عليها التنقل.
وترفض بن مبروك نظرة المجتمع القاصرة للمرأة بل وتكره هذا الكلمة ككرهها لترك القلم ـ حسبها ـ مثمّنة وقوف زوجها بجانبها ودعمه الكبير واللامحدود لها في مسيرتها الفنية، وهنا تنصح النساء بمناسبة عيدهن العالمي بعدم التخلي عن أحلامهن فالمرأة الجزائرية كانت دائما رمزا للنضال والصمود فهي المنجبة والمربية والمجاهدة والشهيدة.
وختمت محدثتنا حديثها بتقديم الشكر لكل من ساعدها في ولوج هذا العالم من الفن، وهو الشعر الشعبي على غرار زوجها وعمها صالح سعودي ويوسف ولعربي وكذا فريد حفيظ ورياض عريوة، مثمّنة ثقتهم بقدرتها على النجاح وإثبات الذات.