طباعة هذه الصفحة

سهام شريط:

الكتابـة والرّسم سفري الـدّائم في أغـــوار الإبـداع

حاورتها: حبيبة غريب

 إطلالتها بسمة تحمل الأمل والتفاؤل، والحديث معها سفر إلى عالم الجمال والإبداع في الكلمة والمسرح والفن التشكيلي وتنسيق الأزهار. أجمل تقديم لها حملته خلفية إصداريها «من وحي الروح» الصادر سنة 2018 و«تراتيل» الصادر سنة 2019: «في وقت مضى ليس ببعيد، كنت معتكفة في مكاني المغلق، أكتب وأكتب، أخفي ما كتبت عن الأعين والأسماع...اليوم قررت أن أقرأ، أن أنشر، أن أتمرّد على المكان المغلق، قررت ولن أتراجع عن قراري». إنّها الكاتبة والشاعرة والفنانة التشكيلية سهام شريط.

-  الشعب: لو طلبنا منك تقديم تعريف لك، كيف ستقدمين  سهام المرأة، وما اهتمامتها وإنجازاتها؟
  سهام شريط: أنا من مواليد 25 أوت 1967 بعين مليلة ولاية أم البواقي، من أصل تبسي ومقيمة بمدينة تبسة. تقاعدت من وظيفتها في قطاع التربية والتعليم سنة 2014، متزوجة منذ 1990 وأم لثلاثة أطفال، شابتان في سن الزهور 28 و22 سنة فنانتان تشكيليتان وإبن ضابط عسكري، 24 سنة.
-  ومن تكون سهام الفنانة والكاتبة بموهبتها المتعدّدة الجوانب؟
  سهام شريط أنثى أفنت عمرها في خدمة الغير، في خدمة أبنائها وتلاميذها وأفراد عائلتها ومحيط عملها، نسيت نفسها أو تناستها وركنت أحاسيسها على رفوف الزمن في انتظار فيضان حمم بركان المَلَكَةِ التي تسكنها. هي الفنانة، الأديبة،الشاعرة، العاشقة للورد والطبيعة وخيوط الحياكة والتطريز. تكتب سهام لوحات فنية من الفن التجريدي، تعبّر عن الفرح والحزن، تعبّر عن الوجع والحلم، نداءً لكل روح تتأمل ولكل روح تتألم.
لي أيضا تجربة في مجال المسرح من خلال المسرحية المدعمة من وزارة الثقافة «المتاهة» لسنة 2018 للمخرج نور الدين قويدر، وتجارب أخرى في مجال التنشيط وآخرها تنشيط اختتام أيام تبسة الأدبية الوطنية لسنة 2019، وأنا  عضوتأسيسي في مكتب اتحاد الكتاب الجزائريين فرع تبسة.
- بين موهبة الفن التشكيلي والشعر وتنسيق الورود وغيرها من الإنجازات، أين تجدين نفسك أكثر؟ وكيف ومتى بدأت في اكتشاف مواهبك المتعدّدة وتطويرها؟
 تتعدّد الصراعات لدى المبدع متعدد المواهب والهوايات،كل نوع يرغب في امتلاك صاحبه وحيازته لنفسه...تارة تتغلب الكتابة فتتزاحم الكلمات في خاطري، وتتدفق الحروف وتبنى الجمل فتخرج القصائد والنصوص. وتارة أخرى يتغلب الفن التشكيلي الذي يتمثل في الرسم بالألوان الزيتية والترابية والمائية والأقلام الجافة والرصاصية وصناعة التحف الصغيرة، لأستريح من أهوال الحياة اليومية، ثم تأتي هواية الخياطة والتطريز لتحتل هي الأخرى  بعضاً من وقتي.
عشت كفنانة وأديبة أحمل وجعي الإبداعي في مجالات مختلفة ومتعددة، وكأن الحنين يشدني للطفولة والاغتراب في الذاكرة والذات...أنا لا أختار ما أكتب أوما أرسم أوما أبدع... فالإبداع وقت الإلهام هومن يختار حضوري منذ الصغر...
-   بمن تتأثّر سهام شريط من أدباء وفنّانين تشكليّين؟
  أنا أقرأ كل ما يصل إلى إحساسي وأستمتع بكل ما يدغدغ مَلَكَتي الإبداعية، أتأثّر بكل جميل وبكل ما يثري رصيدي اللغوي والفني، وبكل ما يتصل بعقلي وقلبي مهما كان صاحبه.
-  حدّثنا عن تجربتك مع الإصدار، وماذا تتناولين من مواضيع في دواوينك؟
 من يقرأ لي عليه أن يستعين بالمدارس الفنية، فنصوصي النّثرية تمازُج بين اللغة لفظا ودلالة والألوان أشكالا وتعابيرا.
أعرض فكري وفلسفتي في كثير من قضايا الحياة بعمق فلسفي وظهور واضح لشخصيتي، حيث تتنوّع نصوصي النثرية بين الرسالة والرواية والقصة، لوجود التكثيف الدلالي مع طابع الحكاية ورصد أدق التفاصيل أثناء الوصف.
-   لقد مثّلت المرأة الجزائرية المبدعة في العديد من المحافل الوطنية والعربية، كيف هي التجربة وما هي الإضافات التي ترجعين بها كل مرة؟
 كانت لي تجارب فنية وأدبية عديدة في المحافل الوطنية والعربية، أين كانت محطات تونس ومصر مميزة بالنسبة لي. وكانت مشاركتي بالمعرض الدولي للكتاب بالقاهرة في شهر جانفي 2020 مثمرة جدا، حيث شاركت في ندوات أدبية نقدية وفي حوارات إذاعية وتلفزيونية بقناة النيل الثقافية من خلال إصدارها «تراتيل» عن دار يسطرون المصرية.
-  وما هو الجديد في إبداعاتك الأدبية؟
 هذه المشاركات الغنية أعطتني دافعا محفّزا للاستمرار في طريق الكتابة وخاصة في عالم الرواية والقصة حيث سترى النور قصتي المعنونة «جزء من التاريخ (قصة زوجين)» قبل نهاية سنة 2020، وقريبا سيأتي دور روايتين وديوان شعر والتجهيز لطباعتهم.
-  كلمة لأهل الإبداع والقائمين على الثّقافة؟
  يتّفق الأدباء والفنانون تقريبا جلهم على رأي واحد ومطلب مهم، وهو استعادة مكانة الكتاب والقراءة في المجتمع الجزائري، وهذا دور قطاع الثقافة من الوزارة إلى المديريات ودور الثقافة، حيث يجب الاهتمام بهذا المجال لأنه أساس الوعي والنهوض ببنية البلاد في ظل الجمهورية الجزائرية الجديدة.