طباعة هذه الصفحة

الرّوائي السعيد بوطاجين

موقف حضاري ووعي بمنطق التّداول على السّلطة

هدى بوعطيح

أكّد الرّوائي السعيد بوطاجين في حديث لـ«الشعب” على ضرورة الاهتمام بالثقافة أكثر من قبل المترشّحين للرئاسيات، مشيرا إلى أنّ الاستحقاقات المقبلة فرصة للنهوض بهذا العصب، والذي من دونه لا يمكن بناء حضارة والتفتح على العالم الخارجي. 

وقال الروائي السعيد بوطاجين أنّ الانتخابات الرئاسية بشكل عام هي موقف حضاري، يدل على وعي الأمة بمنطق التداول على السلطة، بحثا عن الخيارات المثلى التي يمكن أن تُسهم في تقوية الاقتصاد وتحصين الوطن.
واعتبر بوطاجين المثقف جزء من الشعب غير أنّه قد يمثل النخبة، والتي لا تنفصل عن محيطها إن كانت تريد أن تكون عملية ووظيفية، مشيرا إلى أنّ أغلب المثقفين الجزائريين شأنهم شأن الكتّاب والشّعراء، وكثير من الجامعيين محتاطون نوعا ما بالنظر إلى طبيعة الانتخابات من الاستقلال إلى يومنا هذا.
ويرى الرّوائي السعيد بوطاجين أنّ الأغلبية الساحقة ليست معنية مباشرة، من حيث أنّها لا ترى جدوى من ذلك، في حين قد نجد مثقّفين آخرين عضويين أو غير عضويين يرون أن الانتخابات ضرورية لتأكيد المواطنة.
وفيما يخص اهتمامهم بالبرامج التي يطلقها المرشّحون الـ 6 للاستحقاقات الرئاسية المقبلة في 17 أفريل الجاري، قال المتحدث إنّه يتابع بدقة متناهية ما يقدّم في الجرائد والقنوات التلفزيونية، كما أنّه يتابع مختلف النقاشات من خلال الحصص التلفزيونية، غير أنّه يلاحظ ـ يضيف ـ أنّ أغلب ما يقال غير مبني على برنامج واضح ما عدا فيما يتعلّق بمرشّحين أو ثلاثة دون ذكر الأسماء، مؤكّدا على أنّ أغلب ما يُقدّم هو بحاجة إلى الالتزام، لأنّ البرنامج النّاجح يستطيع الدفاع عن نفسه، أمّا التجاوزات ـ حسبه ـ فتدل على نوع من القصور في الرؤية وفي البرنامج، مشيرا إلى أنّ هذا النقص يتم تعويضه بخطابات هشّة ليست مؤهّلة لإقناع المشاهد.
وأعاب السعيد بوطاجين في ذات السياق على عدم إيلاء الأهمية الكافية للثقافة في برنامج المترشّحين، قائلا إنّه لا يرى فيما قيل أو سمعه ما يمكن أن يخدم العقل والثقافة، مضيفا أنّ هذا الشق يمثل آخر اهتمامات المرشّحين. ودعا المتحدث إلى ضرورة إعطاء أهمية أكبر لهذا الجانب، والذي لا يمكن ـ يقول ـ أن نبني حضارة من دونها، “ما عدا إن كانت الثقافة مدوّنة في برامجهم المخطوطة والتي لم أطّلع عليها”.وفي ختام حديثه، يرى السعيد بوطاجين أنّ التوجه إلى صناديق الاقتراع هو خيارات الأشخاص المؤسّسة على رؤاهم وميولاتهم، ومدى اقتناعهم بالمرشّح الذي سيمثّلهم.