طباعة هذه الصفحة

السيناريست لوصيف تركية:

النبوءة في الكتابة تضليلية حتى تجعل القارئ يصدقها

علي ملياني

تحدثت السيناريست لوصيفة تركية، صاحبة رواية «أسطورة سنجابي» عن أدب التوقعات قائلة، «إن له خيارات عديدة، سبق وأن اقتحمته من باب رغبة التحرر من القيود بفتح المجال لتخصيب الخيال»، هذا من خلال روايتها التي اعتمدت في كتابتها على الأسطورة وما تحمله من تنبؤات.
كشفت تركية لوصيف في تصريح لـ «الشعب» قائلة، «إن التوقع في الكتابات الأسطورية، جنس أدبي قائم بذاته، له جمالياته وفنياته ويمس عادة الانقلاب على الملوك وتغيير النظم، ويستعمل هذا النوع لتضليل مخيلة المتلقي، حتى نجعل القارئ يصدق فعلا أن الكاتب صاحب نبوءة»، مشيرة في هذا الصدد «لقد سجل تاريخ الأدب أسماء كتّاب كانت لهم نبوءة من خلال ما توقعوه انطلاقا من معطيات تتراكم في عقول هؤلاء وتظهر كتحليل لتلك التراكمات في عمل أدبي سردي».
وقالت تركية «إن تجربتي في هذا المجال، كانت من خلال الأسطورة التي اشتهرت في الأدب اليوناني، وهنالك أمثلة رائعة في أدب التوقع اليوناني، وأجد ضالتي في هذا الصنف ذي النزعة التوقعية. ولنتفق، كما قلت أعلاه، من البداية أن التوقعات تضليلية حتى تجعل القارئ يصدق فعلا أن الكاتب صاحب نبوءة، ولكنه بمجرد تخمر العديد من الأفكار في محيطه ينسج له توقعاته بناءً على تلك المعطيات التي انطلق منها، وهنا يجب عليّ فتح قوس حول كتابي «أسطورة سنجابى»، الصادر عام 2016، باعتبار أن هنالك تسارعا في الأحداث، وقد جمعت وقتها أدوات كتابة استخدمتها في أسطورتي، حيث كان ملكا طاعنا في السن يحكم قلعة واصطدم بنزول الشياطين للأرض لاستعادة القلعة، ونظرا لهشاشة نظام المملكة، واجه فريق الأنس للشياطين في حرب ضارية، بترت فيها ذراع قائد الجندي - ابن الملك-، والذي كان ينتظر ولادة الحفيد في أية لحظة مباغتة، إذ هناك توقعت زوال النظام وتفشي الفساد وانتشار وباء مصدره جرذ ضخم، بما في ذلك حتمية وقوع انقلاب يطيح بالملك ليدفن في سابع جزيرة غير آهلة بالسكان، وهناك تم التفكير واستدراك الأخطاء لتكون في شخصية الملك لأن وجوده وحيدا في هذا السيناريو، سمح له بالبحث عن استراتيجية جديدة وفعالة لإعادة استعادة قلعته». وهنا تضيف لوصيف: «يمكننا أن نتوقع كل شيء في الأسطورة، وليس هناك أي مستحيل الأمر الذي ساعدني، تضيف «من خلال دراستي لتقنيات كتابة السيناريو، على رسم الشخوص المقاتلة وتوظيف حيوان السنجاب كشخصية محورية، جعلت القراء المستهدفين عبر شريحة المراهقين من هواة للفنون القتالية وعشاق السياحة الجلية، ينساقون لأفكاري التي وضعتها بين السطور، ومكنتني «أسطورتي» من إبراز جمال الجزائر بصحرائها وغاباتها، انطلاقا من وقائع الأسطورة التي اخترت لها جبال الطاسيلي مرتعا لأحداث أدب التوقع، وسمحت لي روايتي من ولوج المعرض الدولي ومعارض وطنية أخرى وكانت الأكثر مبيعات مع دار القدس الذهبية».