طباعة هذه الصفحة

الشاعر عمر قبشي

وقتـي مقسم بين العبادة والتفرغ للموهبـة والإبــداع

حاورته : ايمان كافي

رغم التحديات .. الشعر سيستعيد مكانته بين الفنون

الشاعر عمر قبشي هو شاعر في اللونين الفصيح والشعبي، ناشط جمعوي في مجال الشعر والتراث من مواليد التاسع مارس سنة 1976 بمدينة طولقة، من عائلة محافظة تنحدر من جنوب ولاية المسيلة، درس السنوات الثلاث الأولى الابتدائية بمسقط رأسه ثم انتقل رفقة العائلة إلى مدينة ورقلة التي أكمل بها مراحل دراسته ولا زال مقيما بها، حاصل على شهادة تقني سامي في صيانة أجهزة الإعلام الآلي وشهادة الكفاءة المهنية بنوك وشهادة الدراسات العليا بنوك نتطرق معه إلى ما يميز بعض تفاصيل يومياته الرمضانية وإلى رؤيته حول واقع الشعر وسبل تطويره.

- «الشعب «في رمضان تبقى الأجواء خاصة، كيف تقضي يومياتك في هذا الشهر المبارك؟
 رمضان شهر له نكهة خاصة في حياتي فأنا أفضل قضاء نهاره عملا وعند العودة إلى البيت وبعد أخذ قسط من الراحة، فغالبا ما أفضل قراءة القرآن إلى أن يحين موعد الإفطار، حيث بعد الصلاة تجتمع العائلة على مائدة واحدة، تكون ربة البيت قد اجتهدت في وضع ما لذ وطاب، إن أجمل ما يعجبني، أن رمضان ينظمنا في الوقت والاجتماع وحتى بعض التصرفات، كما أنه يبعث فينا نفحات أقوى من سائر الأيام في الطاعات العبادات ولأننا نجتمع سويا فغالبا ما يعبث الابن الأصغر ببعض طعامنا أو أغراضنا إلا أن لذلك طعم خاص».
ثم أسعى إلى صلاة التراويح، بعدها يختلف البرنامج من يوم لآخر، فيوم لزيارة الأقارب ويوم لزيارة صديق ويوم آخر لجلسة حميمية مع الجيران أو بعض الأصدقاء وأحيانا أخرى لحضور نشاطا ثقافي أو فني.
- الأكيد أن رمضان هذه السنة يختلف عن سابقيه، ما أثر ذلك بالنسبة لك؟
 أما هذا العام وفي هذا الظرف بالذات في زمن الحجر الصحي فقد حرمنا من كثير مما ذكرت سابقا مع ذلك فقد حاولت أن استمتع  بنفحات هذا الشهر الكريم ولحظاته المميزة التي لا تتكرر إلا مرة كل سنة، إذ أن من منافع الحجر الصحي أن بيوتنا أصبحت مساجد فصرت أصلي بأولادي وزوجي صلاة التراويح في البيت وهو شعور جميل لا يوصف.
أما ما يتبقى لي فأقضيه بين الإطلاع على الأخبار أو كتابة شيء ما  حتى مداعبة الناي أحيانا طمعا في إتقان لحن ما ومجرد التدرب عليه يعطيني شعورا جميلا.
ويبقى الفرق واضحا بين رمضان عامنا هذا وسابقيه فحرية الحركة والاجتماع مقيدة ومعها تُلغى أشياء عديدة ومع ذلك يبقى احترام شروط الوقاية حفاظا على سلامتنا جميعا أفضل بكثير حتى نتمكن في أقرب فرصة من اجتياز هذه الظروف الخاصة والعودة لقضاء يومياتنا العادية.
بالعودة إلى الشعر كيف تصف واقع هذا الفن وما هي التحديات التي يواجهها؟
***برأيي الشخصي إن الشعر ماض نحو استعادة مكانته بين الفنون بعدما طاله الجمود سنين طوال وأنا متفائل جدا من حيث العطاء، فالجزائر فيها طاقات كثيرة ظاهرة و كامنة، ومن حيث توريث هذا الفن الجميل فلا خوف على ذلك فقد ظهرت في السنوات الأخيرة فئة شابة تهوى الشعر بمختلف أنواعه وأغراضه  تمتلك من الإرادة ما يؤهلها لأن تثري هذا الفضاء بكل جميل، لكن مع ذلك يبقى واقع الشعر بعيدا نوعا ما عن ما يجب أن يكون عليه.
وبالنسبة للشعر بأنواعه فهو يواجه تحديات كثيرة، أذكر منها على سبيل المثال:
1- تحدي الفنون المجسدة صورة، أو صوتا و صورة.
2- كيف نجعل الأجيال الصاعدة تتذوقه مقارنة بفنون أخرى.
3- كيف نشجع الشاعر ونهتم به.
- بناء على ما ذكرت، ما هو المطلوب لتطوير هذا الفن وإعادته إلى الواجهة؟
 المطلوب لتطويره حسب رأيي هو بالاهتمام أكثر بالنص الشعري في المقررات المدرسية عبر كل مراحلها مع الوقوف على الاختيار الحسن، التعريف به وتشريحه للمتلقي بصفة جذابة كما أرى أن تهتم المدارس بالشعر وذلك باستضافة دورية للشعراء حتى ينمو تذوق التلميذ للشعر بشكل يجذبه أكثر لتلقي النص الشعري ومن ثمة تحليله والاستفادة من طريقة النظم والتعرف على مختلف الأغراض الشعرية وتصنيفات النص الشعري.
وحبذا لو تعمم ذات الفكرة على الجامعات من أجل الغوص في مكنونات الشعر الجزائري والبحث فيه، مما يكسب الطلبة نظرة مختلفة، حيث يكون الاحتكاك بالشاعر مباشرا وهو مما لا شك فيه سيترك لديهم أثرا مباشرا.
أعتقد أيضا أنه من الضروري تكثيف الدراسات والأبحاث في مجال الشعر، مما سيخرج لا محال مؤلفات جديدة تعنى بشؤون هذا الفن والتي ستكون مرجعا للأجيال القادمة، فضلا عن ضرورة خلق برامج دائمة في مختلف القنوات الإعلامية لإبراز الشعر والشعراء وإتباعها بتنافسية تليق بمقامه، حتى لا ينقطع أثره ولا بأس برصد جوائز تحفيزية لذلك.