طباعة هذه الصفحة

الأستاذ بلال حبناسي:

دعم و متابعة العمل المنجز للمحافظة على المتاحف المفتوحة

محمد الصالح بن حود

شدد الأستاذ الجامعي بلال حبناسي ، من خلال تطرقه للوضعية التي تعيشها المتاحف خاصة المفتوحة منها ، و التي تعرف بكبر و شساعة مساحتها ، من القائمين على قطاع الثقافة بصفة عامة ، بضرورة  دعم و متابعة العمل المنجز من طرف القائمين على ديوان الحظائر الثقافية من أجل المحافظة على ما تحويه هذه المتاحف من إرث حضاري و ثقافي بجميع أنواعه و ثروة حيوانية و نباتية متنوعة و نادرة ، في ظل التخريب و التعدي الكبير الذي أصبح يطالها من طرف جماعات و أفراد تسعى إلى استغلال هذا الإرث لأغراض شخصية ، مما يلحق ضررا  وتلفا كبيرا للمتاحف المكشوفة .
أستعرض أستاذ علم الآثار بجامعة الحاج موسى أخاموك بعاصمة الأهقار، بلال حبناسي وضعية المتاحف بالجنوب بصفة عامة ، و بولاية تمنراست بصفة خاصة ، مصنفا المتاحف التي تتواجد بالجنوب إلى متاحف مغطاة ، التي تعد بنايات وسط المدن على غرار متحف المنيعة الوطني ، و متاحف المجاهد المنتشرة عبر ولايات الوطن،  والتي تقتصر على قاعة عرض فقط ، و تتضمن تحف محلية خاصة بتلك الولاية ، في حين تفتقر للتحف الوطنية مثل (الفنيقية ، النوميدية ، الإسلامية ) أو على الأقل قوالب التعريف بهذه الحضارات.
في نفس السياق ، تطرق مؤلف كتاب «أمن المتاحف و حفظ و سلامة المجموعات المتحفية « إلى النوع الثاني وهي المتاحف المفتوحة على الهواء الطلق المتواجدة بالخصوص في (تمنراست ، جانت ، أدرار) و التي تحتوي على اكبر المتاحف المكشوفة في الهواء الطلق و مصنفة من طرف منظمة اليونسكو ، نظرا لما تزخر به من تراث ثقافي مادي ولا مادي ونسبة تنوع كبير جدا من الثروة الحيوانية و النباتية .
عرج المتحدث في مقتضب حديثه، على متحف الهواء الطلق (طاسيلي هقار) المتواجد بعاصمة الأهقار ، و الذي يتربع حسبه على مساحة تقدر بحوالي 633.887 كلم ، و يتوفر على ثرة حيوانية و نباتية و تراث حضاري قيم ، مما جعله عرضة لمحاولة التخريب من طرف العوامل البشرية بالدرجة الأولى ، و هذا رغم تواجد ديوان الحظيرة الثقافية للاهقار التي تسعى جاهدة للمحافظة على هذا الإرث .
أضاف بلال حبناسي، أن المنطقة تحوي كذالك المخطوطات بمنطقة (التديكلت) بعين صالح 680 كلم عن عاصمة الأهقار، التي هي في حاجة إلى تعزيز الحماية و الحفظ و تدعيم أصحاب الخزائن.
في سياق أخر، عبر بلال حبناسي لدى حديثه عن المتاحف المغطاة المتواجدة بعاصمة الأهقار على غرار متحف المجاهد ، عن استيائه الشديد من كون المتحف عبارة عن ملحقة تابعة لمتحف ولاية ورقلة إداريا ، مما لا يسمح للمتحف بإيصال رسالته النبيلة في المجتمع ، خاصة و نحن في وقت لا بد من العمل على استقطاب المواطن و غرس ثقافة زيارة المتاحف للتعريف بتاريخ و حضارة الوطن .
في هذا الصدد ، أكد المتحدث على أن هذا الاستقطاب لا بد له أن ينطلق من الطفل الذي بدوره يقوم بالتأثير على كل العائلة و حملها على زيارة  المتحف، ويكون هذا عن طريق الزيارات المنتظمة التي تنظمها المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة وحتى الجامعة هذا من جهة ، ومن جهة أخرى يكون أيضا بالنشاطات التي يقوم بها المتحف في شهر التراث من معارض و أيام دراسية وملتقيات، و عن طريق الحقيبة المتحفية بخروج بعض من إطارات المتحف إلى المدارس التربوية أو بالقيام ببعض المعارض المؤقتة والمتنقلة بهدف التعريف بالمتحف وبمجموعاته المتحفية
كلها هذا يؤكد بلال حبناسي ، من شأنه أن يبني لنا ثقافة متحفية متمثلة في وسط أفراد المجتمع وغرس الوطنية في الأجيال الصاعدة واحترام ثقافة الغير من لباس وتاريخ وعادات وتقاليد ...الخ وانتشار الثقافة للسياحة الداخلية والخارجية وشعور بالمسؤولية والسعي إلى الحفظ على هذا التراث.