طباعة هذه الصفحة

الممثلة بهية راشدي :

«ننتظر الأفضل مع التغيير الذي تشهده الجزائر»

هدى بوعطيح

أكدت الفنانة القديرة بهية راشدي بأن أغلب الفنانين الجزائريين مغيبين ولسنوات طويلة عن الساحة الفنية دون أسباب تذكر، مشيرة إلى أن الفنان ما يزال يتخبط في وضعية صعبة، في ظل غياب قانون يحميه، ونقابة تدافع عن حقوقه، كما شددت على ضرورة فتح المجال أمام الجيل الصاعد والتفكير في مستقبلهم للنهوض بالفن الجزائري بمختلف مجالاته.

قالت بهية راشدي في تصريح لـ»الشعب» إنهم ينتظرون الأفضل خلال السنوات القادمة، خصوصا مع التغييرات التي شهدتها الجزائر مؤخرا، والتي توحي بأن الأوضاع ستتحسن في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد الثقافي والفني، حيث تأسفت الفنانة بهية راشدي في سياق حديثها عن الوضعية التي آل إليها الفن الجزائري ووضعية الفنانين، خصوصا منهم الشباب، الذين وجدوا عالما مغايرا لما كانوا يحلمون به، جعل البعض منهم يتخذون قرارات مؤسفة.
وأكدت بهية راشدي على أن الفنان بحاجة إلى قانون يراعي حقوقه كاملة، غير أنها تفاءلت بتعيين فنان ككاتب دولة مكلف بالصناعة السينيماتوغرافية، مبرزة أهمية تضافر الجهود بين الجيل القديم والجيل الجديد للنهوض بالفن الجزائري، وضرورة تقديم مرسوم جديد صادر عن رئاسة الجمهورية ويصادق عليه مجلس الأمة، حتى يكون فعالا، وقالت بأن الفنان الجزائري يعيش «غبنة كبيرة»، و»نحن اليوم بحاجة إلى التفكير في مستقبل الشباب، مستقبل الجيل الصاعد من الفنانين، وهوما يتطلب تضافر الجهود والعمل يد واحدة».

«ضرورة فتح المجال أمام الجيل الصاعد «

كما أعابت الفنانة القديرة على وضعية الشباب الذي ينهون دراساتهم العلمية ويتلقون تكوينا أكاديميا، لكنهم يبقون دون عمل لمدة قد تزيد عن الـ10 سنوات، مشددة على عدم غض النظر على مثل هذه الأوضاع، وضرورة فتح المجال للجيل الجديد لحمل المشعل ومواصلة درب الجيل القديم، وذلك من خلال وجود نقابة أيضا تدافع عن حقوق الفنان.
وأضافت بأن الفنان الأصيل عليه أن ينظر إلى هذه الشريحة، والتي لوأتيحت لها الفرصة، ستبدع في مختلف المجالات الفنية، قائلة بأنه حان الوقت لدق الناقوس للنظر في وضعية الفنان وواقع الفن في الجزائر والذي ما يزال يتخبط في مشاكل جمة وجب التخلص منها عاجلا..
الفنانة بهية رشدي ثمنت جهود رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ليكون إلى جانب الفنان، معتبرة ذلك بشرى للفن الجزائري، على اعتبار أنه أول رئيس جمهورية منذ الاستقلال يتحدث عن الفنان ويطالب بمراعاة شؤونه والاهتمام به، وبأن الجزائر ستحضى بمدينة للإنتاج السينمائي.

«إسناد المهام للكفاءات»
وفي سؤال حول ما إذا التمسوا هناك تحسن في المجال الفني، في ظل التغير الجدري الذي تشهده الجزائر، قالت بأنه لحد الساعة لا وجود لأي تغيير على مستوى الساحة الفنية، ورأت بأن المنحة التي تقدم للفنان «مرة في العمر» ـ كما قالت ـ والمقدرة بـ50 ألف دج ليست بحل، فأن تقدم له مبلغا ماليا لفترة تم تهمشه لسنوات عديدة لا يعتبر حلا في نظرها.
وعن اليوم الوطني للفنان أشارت إلى أن الاحتفال يكون حينما يبدع الفنان على مدار السنة، ويقدم أعمالا سينمائية وتلفزيونية يُحتفى بها على المستوى الوطني والدولي، مضيفة هنا الفنان يقول هاهي الجزائر تحتفل بنا، «لكن في الوقت الراهن بماذا يحتفل بوضعيته المزرية؟».
وأضافت الفنانة بهية راشدي في ختام حديثها بضرورة فتح المجال للكفاءات من الفنانين والمخرجين ووضعهم في المناصب التي تعنى بالفنان، كون هذه الكفاءات هي الفئة الوحيدة والتي لها دراية بما هوعلى الساحة الفنية، وستكون همزة وصل بينه وبين القائمين على قطاع الثقافة، على أمل النهوض بالفن من خلال وضع برنامج شامل يمس جميع المجالات من مسرح وسينما وإخراج..