طباعة هذه الصفحة

مدير مؤسسة «نقطة بوك»:

النشر الإلكتروني حتمية و ليس خيارا

حمزة لموشي

أكد رضوان غضبان، مدير دار النشر «نقطة بوك»، أن جائحة  فيروس كورونا  قد غيرت عدة مفاهيم وسلوكيات وعادات، وكغيره من القطاعات، تأثر جراءها  قطاع الثقافة بصفة عامة و النشر بصفة خاصة  الأمر الذي حتم على الناشرين تكيف نشاطاتهم لضمان فاعليتهم في الميدان، وتواصلهم الدائم مع قرائهم.

 كشف غضبان في تصريح لجريدة»الشعب»،عن حرصهم كدار نشر فتية ومحترفة،منذ بداية الجائحة على التأقلم ثقافيا، مع الوضع المستجد، من خلال  ضمان بقاء نقطة بوك في الميدان والتواصل مع القراء والناشرين وتشجيعهم على البقاء في منازلهم والوصول إلى رغباتهم الثقافية من خلال تشجيعهم على القراءة، بتسطير برنامج عمل»استثنائي» لتطوير المؤسسة في مجال معاملتها مع المؤلفين و تواصلها مع القراء.
وعلى الرغم من أن المؤسسة انطلقت في مشروع الرقمنة قبل الجائحة يضيف غضبان ، إلا أن الأوضاع الراهنة جعلت هذا المشروع يسير بوتيرة أسرع، حيث تم الشروع أولا في الاستغناء عن المكتب لتجنب تنقل العدوى بين العمال، والعمل عند بعد  وهذا قبل تطبيق الحجر من قبل السلطات العليا للبلاد.
لتقوم المؤسسة الثقافية التي تتخذ من ولاية باتنة مقرا مركزيا لها،- يضيف  قائلا -باستغلال مختلف منصات مواقع التواصل من أجل الاجتماعات أو التحضير للعمل، إضافة إلى إطلاق تظاهرتين رقميتين الأولى وجهت للكتاب والثانية للقراء، وهذا لتشجيعهم على البقاء في منازلهم، حيث كانت الأولى مسابقة لكتاب جامع لخواطر وسم بمشاعر مقدسة، والثانية كانت عبارة عن مسابقة لتحدي القراءة الوطني أطلقت عبر الموقع الإلكتروني للمؤسسة.
وبخصوص التعامل  مع الكتاب، كشف مدير الدار أنه « قد تم تسهيل عملية التعامل من خلال إمضاء العقد عن بعد ، وبالنسبة للتبادلات المالية فقد تم استخدام ما توفره مؤسسة بريد الجزائر من تطبيقات كتطبيق بريدي موب، وهذا لضمان تجنيب، كل متعاملي نقطة بوك أي احتكاك خارج منازلهم».
واللافت في إستراتيجية نقطة بوك خلال الجائحة هو تفعيل خاصية توصيل الكتب للمنازل، كبديل للتوزيع، وهذا عبر بريد الجزائر أو مؤسسات النقل السريع للبريد الخاصة، وهي العملية التي لاقت استحسانا كبيرا من طرف الجميع الأمر الذي ساعد كثيرا على مواصلة دار النشر لعملها في إطار احترام مختلف تدابير وإجراءات الحجر الصحي الثقافي.
كما حاولت مؤسسة نقطة بوك يضيف غضبان تدعيم الشباب في افتتاح مشروعاتهم الخاصة «ستارتاب»، وهي فكرة بادر بها أحد الشباب الجزائريين، والذي يعمل على تطوير و رقمنة توزيع الكتب، حيث تم الاتفاق معه على تبني المشروع من خلال التزام المؤسسة بالتعامل معه كأول مؤسسة نشر على المستوى الوطني يتعامل معها، وهذا دعما لأفكار وإبداعات الشباب، وأيضا تطويرا وتكيفا للمؤسسة مع الأوضاع الراهنة.
ودافع رضوان غضبان بقوة على فكرة ضرورة التوجه إلى النشر الإلكتروني كحتمية ثقافية أملتها جائحة كورونا ،  حيث أكد أن» العصر الحالي أصبح عصر الانترنت وأن التوجه للنشر الإلكتروني ضرورة ملحة، مشيرا إلى مسعاهم في نشر بعض الكتب الكترونيا، ناهيك عن حرصهم الجاد على تطوير تطبيق يسهل عملية النشر والتوزيع سواء مع الكاتب أو القارئ، والذي سيحتوي على كل ما يحتاجه القارئ بخصوص الكتاب، وكذا كل ما يحتاجه القارئ، إضافة إلى إمكانية توصيل القارئ بكاتبه المفضل، وعدة امتيازات أخرى ستهل بل ستحدث ثورة في مجال النشر والتوزيع في الجزائر».
كما ستوفر نقطة بوك قريبا تقنية بيع الكتب PDF، وبهذا تكون نقطة بوك قد استغلت حسب مديرها هذه الجائحة في تغير أوجه وملامح النشر وحاولت فعلا التقدم بالقطاع نحو الأمام، والتقدم بالمؤسسة تماشيا مع ما يتطلبه العصر الحالي.
وعلى الرغم من كل هذا يرى غضبان استحالة الاستغناء عن الكتاب الورقي، لما له من سحر وجاذبية وعراقة في نشر الثقافة ولترويج لها، غير أنهم حريصون جدا على القيام بتطوير آليات التوزيع تماشيا وما فرضته الظروف الحالية، التي لم تمنع –حسبه- من وضع إستراتيجية ثقافية جعلت المؤسسة لا تبتعد عن القراء والكتاب، الأمر الذي أنقص نوعا ما من حدة هذا تأثير كورونا.