طباعة هذه الصفحة

»الشعب الثقافي« تفتح الملف المعلق

المسرح الاذاعي يعود بعد عشريتين من التوقف

حاورته: هدى بوعطيح

أكد مساعد المدير العام مكلف بالاتصال والعلاقات العامة محمد شلوش في حوار مع “الشعب” بأن المسرح الإذاعي نشاط قائم على الدوام، ولم يتوقف بتاتا، مشيرا إلى أن الإذاعة الجزائرية اعتمدت على صيغة جديدة، وهي بث النصوص القصيرة بدلا من الطويلة، كون هذه الأخيرة تتطلب تكاليف معتبرة، لا سيما وأن النشاطات الثقافية والفنية ليس لها حصة خاصة من الناحية المالية، وتغرف من الإمكانيات العامة للمؤسسة. وقال شلوش إن هذه النشاطات تعتبر واجهة للإذاعة الجزائرية وتعزز حضورها في المجال الإعلامي، متأملا أن تكون لديها في المستقبل إمكانيات أكبر، واستئناف بث الأعمال الطويلة، واستغلالها في فضاء خاص بها.

  • »الشعــب«: المسرح الإذاعي واحد من أهم الفنون في العالم، أين هو هذا القالب الفني اليوم، ضمن برامج الإذاعة الوطنية الجزائرية؟

  محمـد شلـوش: في الحقيقة، المسرح الإذاعي نشاط قائم على الدوام في هذه المؤسسة، ولدينا في الأرشيف الإذاعي رصيد زاخر بالأعمال المسرحية الإذاعية، ونحن الآن بقدر ما نعتمد على هذا الرصيد، بقدر ما نحرص على أن نستمر في هذا المجهود رغم أن المسرح الإذاعي مكلف.
 وكما تعلمون الإذاعة الجزائرية التي كانت مجرد ثلاثة قنوات وطنية بعد الاستقلال، وقسم دولي، أصبحت الآن 55 إذاعة، بمجموع 48 إذاعة محلية، 03 قنوات وطنية و04 قنوات متخصصة، ولذلك أعباء الإذاعة أصبحت كبيرة، وبالتالي كل النشاطات الأخرى الثقافية والفنية ليس لها حصة خاصة من الناحية المالية، وتغرف من الإمكانيات العامة للمؤسسة، إلا أننا نتمسك بهذه النشاطات التي تعتبر واجهة للإذاعة الجزائرية وتعزز حضورها في المجال الإعلامي، وكما تعلمون لدينا المركز الثقافي عيسى مسعودي والذي أصبح من بين المقاصد المفضلة للجزائريين من الناحية الثقافية والفنية، وأيضا نسعى لأن نكون دائما متواجدين في هذا المجال.
 المسرح الإذاعي مهم، لكن علينا أن نكيف التعامل مع هذا النشاط بما تتطلبه مقتضيات الراهن، فالمستمع الآن لا يمكنه أن يبقى مركزا على الأعمال التي لها مقاسات من حيث التوقيت، نحن نتجه نحو الأعمال القصيرة التي تتناول المواضيع الاجتماعية المرتبطة بالحياة اليومية للمواطن، ونحاول أن ننجز أعمالا تقدم رسالة اجتماعية بالدرجة الأولى، ونحن ماضون في هذا السياق، بحيث أن الأعمال الكبيرة مكلفة، وحتى من ناحية الاستماع لم تعد تستقطب المستمعين بشكل كبير، وبذلك من ناحية نقلل من التكاليف، ومن ناحية أخرى نعزز حضورنا، ونستقطب الاستماع بأعمال مسرحية قصيرة.  

  •   في عهد مدير الإذاعة الأسبق عز الدين ميهوبي، تم تشكيل لجنة لإعادة بعث وإحياء المسرح الإذاعي، وتم استقبال ما يقارب الـ100 نص، ثم توقفت اللجنة عن أداء مهامها، ما  السبب؟

 ❊❊ الجزائر مرت بعشرية سوداء، أدت إلى توقف المسرح الإذاعي، لما يقارب العشرين سنة، ثم فعلا استأنفناه في عهد عز الدين ميهوبي، واستقطبنا نصوصا جيدة، غير أننا لاحظنا بأن النصوص الطويلة تتطلب إمكانيات أكبر من ناحية التمويل من جهة، ومن جهة أخرى تضاعف عدد القنوات، ولم يعد بإمكاننا تخصيص أستوديو المسرح الإذاعي فقط لهذا الفن، فالقنوات أيضا تستعمله في تسجيل مختلف البرامج، ولذلك لجأنا لأن نكيف العمل المسرحي مع هذه المقتضيات، والاعتماد على النصوص القصيرة ذات البعد الاجتماعي.

  •   في رصيد الإذاعة الوطنية حوالي 2500 عمل مسرحي على أساس إعادة بثها على أمواج الأثير، هل تعملون على تنفيذ ذلك، كونه من ناحية إعادة إحياء التراث، ومن ناحية أخرى بث النصوص الطويلة وعدم الاعتماد فقط على القصيرة؟

 ❊❊ فعلا، بالإضافة إلى الأعمال الجديدة، نحن نستغل أيضا الأعمال القديمة، وقد قلت لك بأن الإذاعة الجزائرية تمتلك رصيدا هائلا من الأعمال ذات النصوص الطويلة، منذ الاستقلال إلى الآن.  وإعادة بث الأعمال القديمة لا يتوقف، ولكن حسب خصوصية كل شبكة، حيث أن كل قناة لها حرية استغلال أي نوع من الأعمال المسرحية التي تتناسب وشبكة برامجها، فنحن لا نفرض عليها أن تقوم ببث عمل على آخر، بل نوجهها فقط إلى الأرشيف الإذاعي.

  •   ومن يعمل حاليا على استقبال النصوص ودراستها، بعد توقف لجنة المسرح الإذاعي؟

  ❊❊ الآن نحن نتلقى نصوصا من أبناء الإذاعة، من بينهم محمد جرالفية، حيث ينجزون أعمالا قصيرة، نستمع إليها مع بعضنا البعض ونناقشها، وهي لجنة مع فرقة التمثيل، وفي إطار المصلحة المختصة بمتابعة الأعمال المسرحية نتفق على النصوص التي تصاغ خارج لجنة الصياغة.
 فلجنة كتابة النصوص المسرحية شُكلت بخصوص الأعمال الطويلة سواء التاريخية أو الروايات، حيث أنه لا يمكن أن نقر نحن طبيعة هذا العمل أو ذاك فيما يخص هذا النوع من الأعمال الطويلة، ولكن الأعمال القصيرة الخاصة بالاجتماعيات بإمكان أن نحدد الموضوع دون اللجوء إلى أية لجنة.

  •   وما هي المقاييس التي تعتمدون عليها لاختيار هذه النصوص، كما أن هناك فرق بين المسرح الإذاعي، والمسرح الذي يقدم على الخشبة؟

 ❊❊ المسرح الإذاعي له مميزات خاصة فهو يتطلب تصويرا صوتيا، ونحن نختار المواضيع التي لها علاقة بالمجتمع وقضايا الساعة، والتي فيها الكثير ما يقال.  ونحن الآن بحوزتنا مجموعة هائلة نحضر لها وسنسجلها عندما يكون لدينا رصيد كبير نشرع في بثه.

  •   وهل هناك مشروع مستقبلي لتخصيص ميزانية مستقلة للمسرح الإذاعي؟

 ❊❊ المدير العام للإذاعة الجزائرية السيد شعبان لوناكل مهتم بالعمل المسرحي، وتناقشنا معه، وتوصلنا إلى صيغة الأعمال القصيرة، التي يتلقاها المواطن ويستوعبها ويتقبلها، خاصة وأنها تتناول حياته اليومية، فهو مهتم جدا بهذا الميدان وشجعنا على الاستمرار في الأعمال المسرحية لكن بالصيغة الجديدة على أمل أن تكون لدينا إمكانيات أكبر، ولما لا نستأنف أيضا الأعمال الطويلة، وتستغل في فضاء خاص بها.  
 ❊ هناك أخبار تناقلتها بعض الصحف تبرز المشاكل التي يتخبط فيها المسرحيون الإذاعيون، حتى أن هناك فنان حاول الانتحار، بعد قرار إغلاق المسرح الإذاعي وتحويله  إلى مهام أخرى، وإصدار تعليمة بمنع الممثلين الموظفين في الإذاعة من العمل في القنوات الجزائرية الخاصة دون تصريح مباشر وشخصي من مدير الإذاعة الوطنية.
 ❊❊ يضحك.. ، “أولا قضية الانتحار خبر كاذب ولا أساس له من الصحة، والذي نسب إليه هذا الفعل كذّبه شخصيا، وكان له احتجاج كبير لدى الجريدة التي نشرت الخبر.
 أما فيما يخص تحويل الممثلين إلى مهام أخرى، فقد كان هناك رغبة في استغلال الزملاء الإخوة الممثلين أحسن استغلال، لأن الممثل ليس له فقط القدرة على التمثيل وإنما أيضا القدرة على التنشيط وإنتاج وإعداد برامج، ففي فترة من الفترات كان هناك فراغ، والسيد المدير العام كانت له رغبة جامحة في أن يكون لهؤلاء حضورا أكبر في برامج الإذاعة، والأعمال المسرحية من جهة ثانية.
 كان هناك سوء فهم لهذا الطرح وتم تنظيم لقاء مع مدير الإذاعة الجزائرية، وكل شيء على أحسن ما يرام، حيث أنه خلال هذا الاجتماع نوقشت كل القضايا المرتبطة بالعمل المسرحي، وبالممثلين وتم التوصل إلى الصيغة الجديدة وهي بث الأعمال القصيرة.

  •   كلمة أخيرة؟

 ❊❊ نحن نعتز بكوننا نهتم بالعمل المسرحي، وسنواصل إن شاء الله هذا الدرب المتميز، والذي يحتوي على الكثير من الإبداع، فلا يمكن أن نستغني على هذا النوع من الأعمال الإبداعية في الإذاعة الجزائرية، خاصة ونحن لدينا رصيد هائل نفتخر به، والعمل المسرحي مستمر في الإذاعة.